استطاعت مهندسة من أبناء الصـــعيــد تــغييـــر نظرة المجتمع إلى المرأة وإثبات قدرتها على القيام بأعمال ارتبطت بالرجال فقط بل وتفوقت فيها، حيث تقول ريهام البارودى لـآخرساعة إنها تخرجت فى كلية الهندسة عام 2012، قسم التعدين والفلزات، وهو قسم لا يمت بصلة لميكانيكا السيارات، لكنها التحقت بالعمل فى شركة خاصة بتوكيلات السيارات، وبدأت تتدرب وتحاول فهم هذا المجال رغم عدم ترحيب الإدارة بعملها كونها أنثى، ولكن عندما وجد المدير إصرارها على العمل بدأ بتشجيعها وساعدها على التواجد فى الورشة لتتعلم كل الأمور الخاصة بالسيارات.
عُينت ريهام بعد ذلك مهندسة استقبال ثم مهندسة قطع غيار، ومع مرورها بكل مرحلة كانت خبرتها تزيد بكل ما يخص عالم السيارات، ولكنها توقفت فى منتصف المشوار بسبب زواجها وفضلت ترك العمل والاهتمام بمنزلها وصحتها فى فترة الحمل، وقد كرمها الله بطفل، ولكن يشاء القدر أن تتعرض لحادث سير بعد 45 يوماً من الولادة ويتوفى زوجها وطفلها.
أصبحت ريهام أرملة وبدأت تواجه المجتمع وحدها، وهنا تحولت طاقة الحزن التى بداخلها إلى طاقة تحدٍ وإصرار على إثبات ذاتها وقدرتها على العمل فى أكثر من مجال، فعملت فى مجال الديكور وتشطيبات المنزل، وأيضا مجال الصيانة السريعة للأجهزة، كما خاضت تجربة العمل فى عالم الموضة والأزياء.
وفى عام 2019 قررت العودة لمجال السيارات وانطلقت فيه بقوة، ثم اتخذت خطوة أخرى هى تعليم الفتيات كل المعلومات الأساسية عن السيارات لتكون الفتاة على دراية كاملة بكيفية إصلاح الأعطال التى قد تواجهها أثناء القيادة، لتصبح بذلك ريهام أول مهندسة صيانة سيارات فى الصعيد.
وتتمنى ريهام حالياً أن تنشئ مركزاً متخصصاً لها لتعليم أساسيات صيانة السيارات وإعطاء دورات تدريبية به، كما تحلم بإعداد برنامج تلفزيونى خاص بالسيارات فى المستقبل القريب.