مشوار

مظلمة «بيكا»

خالد رزق
خالد رزق

عبر مقطع فيديو مدته دقائق قليلة نشره على مواقع التواصل وبنبرة حزن تعكس شعوراً حقيقياً بالقهر  تساءل المواطن «المهرجاناتي» ذائع الصيت «حمو بيكا» عن أسباب منع الفنان هانى شاكر نقيب الموسيقيين له من الغناء الجماهيرى وفى الأماكن العامة بكل أنحاء البلاد، وبأداء صادق سأل لماذا يهدم مجلس النقابة ما يبنيه هو ونظراؤه ممن وصفهم بمطربى المهرجانات «اللى طالع عليهم كل الجيل الجاي» ولفت إلى أن البلد فى هذا العصر يتغير وأن به كل شيء حلو فلماذا الهدم؟؟ حالة الحزن الحقيقى التى تحدث عنها الأخ بيكا لم تثر دهشتى ولا استغرابى فالصحيح أنه وأترابه لا يفهمون بالأساس الأسباب التى ينطلق منها موقف نقابة الموسيقيين والأكثر هم يرون فى انتقاد عموم المواطنين الطبيعيين لأصواتهم النكراء ولما يقدمونه من كلام متدن فى معانيه وإلى حد البذاءة فى حالات تخلفاً وتأخراً عن مواكبة التطور، أما استهجان أصحاب المهن الفنية والموسيقية من المؤلفين والملحنين لأعمالهم فهم يتصورونه نابعاً عن حسد وغيرة لما يحققونه هم من مكاسب مالية لم يكن الموسيقار محمد عبد الوهاب رحمه الله ليتحصل عليها لو كان حياً بيننا فى عصر «أديك فى الجركن تركن» وما بعد الآباء المؤسسين أوكا وأورتيجا والصواريخ والمدفعجية. مظلومية حقيقية ينطلق منها بيكا وأصحابه حين يتحدثون فنحن فى الواقع أمام حالة من عدم الإدراك وغياب الوعى ليس ممكناً تصويبهما، فظاظة وجلافة من متلازمات الجهل وهو السمة العامة الجامعة لهؤلاء، يشجعها ويحفزها تحقيق أصحابها لثروات سريعة مليونية مهولة، بفضل تبنى حاضنة من أصحاب المال المفسدين محليين وعرب ببساطة، حاضنة من الهلاسين الذين استباحوا هدم كل القيم وتشويه الذوق العام لحساب أهوائهم والجرى وراء الظواهر الشاذة.
الحالة التى نواجهها مع أصحاب المهرجانات هى ليست حالة يمكن مناقشتها معهم، فكيف تفهم من يحقق الملايين ويحتفى به حفلات السكارى والمترفين أنه على خطأ.
مع هانى شاكر والموسيقيين فى موقفهم الصائب وأقول إن هذه المواجهة لن ينفع فيها اللين ولا مفر من أشد المطارق صلابة فاثبتوا.