ما أجمل أن تتضافر جهود علمين من الأعلام في حجم الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس لحل مشكلة الأرمن والأذربيجان.. فالرجلان مقبولان لدي جميع الأطراف.. ولا أعتقد أنهما يحيدان عن الحق. أذربيجان والأرمن في صراع منذ سنوات طويلة.. ولا يخفي علي أحد دور الاتحاد السوفيتي في إشعال هذا الصراع.. كما لا يخفي حجم المآسي التي لحقت بالبشرية جراء خلافهما علي الأرض. يقول التاريخ إن الخلاف بدأ منذ حوالي قرنين.. وأججته الدولة السوفيتية.. بإصدارها قرارا في 1988بفصل إقليم قراباغ عن أذربيجان وضمه إلي أرمينيا.. كان ذلك بداية تكريس احتلال أرمينيا لأرض أذربيجان.. ثم وقعت سلسلة من التعديات احتل علي أثرها الأرمن خمسة أقاليم آذربية كانت تتمتع بالحكم الذاتي.. ثم احتل الأرمن مدينة خوجالي.. ثم احتلوا شوشا ثم لاتشين.. ثم يأتي 1993 ليحتل الأرمن كالباجار وآغدام وجبرائيل وفضولي وقوبادلي وزانكيلان.. وتصبح أكثر من 20بالمائة من أرض أذربيجان تحت الاحتلال الأرمني.. وقد سقط أكثر من 20ألف إنسان جراء الاعتداء الأرمني.. إلي جانب إصابة 50ألفاً.. وفقد حوالي 5آلاف إنسان. فإذا علمنا أن مجلس الأمن أصدر أربعة قرارات (822ــ853ــ874ــ884) وكلها متعلقة بذات الأزمة.. وتطالب بانسحاب فوري لجميع القوات المسلحة الأرمينية من أراضي جمهورية أذربيجان.. وإذا علمنا أن أحدا لم يستجب.. فإننا نكون أمام معضلة إنسانية من الوزن الثقيل. لذلك توجب أن نناشد شيخ الأزهر والبابا التدخل.. لأن استمرار الوضع يعني استمرار الظلم.. وهو ما لا يرضاه الرجلان العملاقان.. وتدخلهما يفتح آفاقا جديدة لمعني المحبة المفقودة بين البشر.. ويعطي مصداقية لمكانة الرمزين.. وأعتقد أن وضع ملف لهذه المشكلة أمامهما.. ووساطتهما لدي أطراف الأزمة سيكون له أثر أقوي من جميع المؤسسات الدولية.. ولو أحبط السياسيون مساعيهما فإن مصداقية التدين تكون علي المحك.. وعندما نعود إلي صانع الأزمة الذي هو الدولة السوفيتية.. ونسجل ملاحظة أنها آنذاك كانت تجحد الأديان كلها.. فإننا الآن وبعد سقوط دولة الإلحاد.. نعيش أجواء حوار وتلاحم الأديان.. وعلينا إعلاء صوت الحق وإظهار الحقيقة.. وإغاثة المظلوم.. وإلا فما الفارق بين الإيمان والإلحاد.