جبروت امرأة: تزوجت ببطاقة بنت عمها للإنتقام منها

صورة تعب
صورة تعب

كتبت: منى ربيع

لم يكن يشغل بال سمية سوى الانتقام من ابنة عمها أميرة التى تكرهها، فجميع الأهل والأصدقاء كانوا يقيمون المقارنات بينهما وكانت دائما تفوز فيها أميرة وفي النهاية لجأت- لخطة شيطانية لتلويث سمعة ابنة عمها؛ حررت عقد زواج عرفي بين اميرة وزوجها بعد أن انتحلت صفتها وذهب الاثنان إلى المأذون لتوثيق العقد بتحرير وثيقة تصادق على الزواج، ظنت أن جريمتها لن يكشفها أحد وانها بذلك ستستطيع إذلال ابنة عمها إلا أن المأذون كشف حكايتها ليتم تقديمها هي وزوجها للمحاكمة الجنائية.
 

أميرة فتاة صغيرة السن، اكملت تعليمها وحصلت على مؤهل متوسط، لكن رغم صغر سنها توافد الخطاب على بيتها لنيل موافقتها بالزواج منها لما لا وهي الجميلة وسط أفراد اسرتها كل هذا جعل الحقد والغيرة يملأ قلب ابنة عمها سمية 

والتى تزوجت من اول شخص طرق بابها يعمل بائع ورد لم يكمل تعليمه ولا يجيد حتى القراءة والكتابة لكن تزوجته من أجل أن تخف الحمل عن والديها رأت أن أسرتها ظلمتها بتلك الزيجة الفقيرة في كل شيء، لكن بالرغم من عدم رضائها عن زواجها ظل زوجها مطيعًا لها لا يرفض لها طلبا فهي الآمر الناهي في البيت أما هو فانعدمت شخصيته في وجودها سميه لم يرضها كل هذا، فمشكلتها الحقيقية في ابنة عمها، كل يوم يمر عليها كان الحقد يتملك من قلبها خاصة بعدما التحقت ابنة عمها بالعمل كسكرتيرة بأحد المصانع الكبرى تفتعل المشاكل والخلافات كلما رأتها في أي مناسبة تزعم انها تغير منها لانها سبقتها في الزواج، لدرجة  إنها قالت لبعض أفراد العائلة انها رأتها وهي تبادل زوجها النظرات وتريد خطفه منها، لكن لم يصدقها أحد فالجميع يعرف اميرة وأخلاقها جيدا، وهذا لم يعجب سمية التى تكن لها الحقد والكراهية، خططت لتحطيمها بأي وسيلة، المهم أن تزرع في نفوس المحيطين حولها أن ابنة عمها ذات الأخلاق العالية «خطافة رجالة» حتى تسقط من نظر الجميع، وهنا جاءت لها فكرة شيطانية حتى تدمر حياة ابنة عمها!
 
اتصلت سمية بزوجها وطلبت منه أن يترك عمله ويأتى إليها فورا وبمجرد أن أتى الزوج روت له ما تريد أن تزوجه ابنة عمها بعقد زواج عرفي، أدرك الزوج أن زوجته تخطط لجريمة الهدف منها إهانة أميرة وإذلالها، دون أن تفهم أن المكر السيئ يحيق بأهله فقط، أفهمته أن تلك الزيجة على الورق فقط، فلديها مخطط لذلك حيث انها تعرفت على أحد الأشخاص سيساعدها في استخراج  بطاقة رقم قومي ببيانات اميرة وسيضع عليها صورة سمية، وستذهب معه إلى المأذون بعد أن تنتحل صفة ابنة عمها ويطلبان من المأذون تحرير عقد تصادق على الزواج، بعدها تفضحها امام العائلة حتى يعرف الجميع انها سيئة السلوك تزوجت من وراء أسرتها! 

الجزء الأول من الخطة الجهنمية تم بعدها ذهب الزوجان بالبطاقة المزورة وعقد الزواج العرفي إلى مأذون في القليوبية لتتزوج منه بعدما انتحلت صفة ابنة عمها أميرة، واخبرا الاثنان المأذون انهما تزوجا عرفيا ويريدان أن يستخرجا وثيقة تصادق على الزواج وهي توثيق زواجهما العرفى، بتاريخ حدوثه بينهما، مهما طالت مدته، لتكتسب الزوجة حقوقها الشرعية، فهو توثيق لزواج عرفى قائم، يتحول بموجبه إلى زواج رسمى ويوثق ويُسجل على الكمبيوتر.

وأتم المأذون الإجراءات وأخبر الزوجين بأن قسيمة الزواج ستكون جاهزة بعد أسبوع وبمجرد أن صدرت قسيمة الزواج ذهبت سمية وزوجها لإحضارها؛ قامت بتغيير صورتها ووضعت صورة ابنة عمها، وبعدها بدأت تخطط لكيفية فضح اميرة، طلبت من زوجها أن يتغيب اسبوعًا عن المنزل وفي تلك الفترة بدأت تنقل مخاوفها لأسرتها بأن زوجها على علاقة بأخرى وانها تشك في أميرة وأنها راقبته حتى رأتهما معا، لكن لم يصدقها احد وبعد أسبوع عاد الزوج ليستكمل دوره في الفيلم الذى اخرجته زوجته، حيث كان يطارد أميرة في كل مكان تذهب اليه، ويتصل بها ليلا ونهارا حتى يثبت للجميع أنه على علاقة بها رغم صدها له وبعد شهر استيقظ الجيران على صوت صراخ سمية وهي تتهم زوجها بالخيانة ممسكة في يدها عقد الزواج العرفي الذى تم التصديق عليه لدى المأذون من ابنة عمها.

ولم تكتف بذلك بل ذهبت إلى بيت عمها لتفضحها أمامهم وإمعانا في حبك الرواية ذرفت الدمعات من عينيها امام الجميع وهي تتهمها بالخيانة وأنها مثل ماقالت لهم سابقًا «خطافة رجالة» وأنها ترتدى قناع الشرف والعفة طول الوقت امامهم، لم تستطع اميرة الرد وهي ترى قسيمة زواجها من زوج ابنة عمها، فكيف ومتى حدث ذلك؟! اتهمت ابنة عمها بالكذب والتزوير لكن صراخ سمية كان الأعلى.

 

في البداية صدقت الأسرة ما أدعته سمية وبدأوا ينهرون اميرة، لكن والدها رفض ما يسمعه عن ابنته وصدقها أخذها وذهب بها إلى المأذون الذى عقد القران وكانت المفاجأة أن المأذون أخبره بأن هناك فتاة أخرى جاءت مع الزوج وهي التى تم عقد قرانها عليه وأن لديه صورة بطاقتها 

وكانت المفاجأة عندما احضر المأذون صورة البطاقة ليجدوا صورة سمية عليها، يصطحب الأب ابنته إلى قسم الشرطة لتحرر أميرة محضرا ضد ابنة عمها ليتم القبض عليها وزوجها، وتحبسهما النيابة العامة بعد اعتراف الاثنين، ومن ثم إحالتهما إلى محكمة جنايات الشرقية  في القضية رقم 4059 جنايات أول الزقازيق لسنة 2021.

اتهمت النيابة العامة كل من  سمية ، 21 سنة، ربة منزل، و زوجها عمرو م ك إ، 27 سنة، بائع ورد بأنهما  في غضون عام 2019، اشتركا بطريق المساعدة مع موظف عام حسن النية وهو مأذون شرعي ناحية الغزاوية التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية في ارتكاب تزوير وثيقة تصادق على الزواج، وذلك بأن زعمت الأولى على خلاف الحقيقة أنها تُدعى  أميرة فضلًا عن الاشتراك بطريق المساعدة مع موظف عام حسن النية  وهو موظف الأحوال المدنية، وذلك لاستخراج بطاقة رقم قومي للمتهمة الأولى بالاسم الذي زعمت أنه لها أمام المأذون.


وأمام محكمة الجنايات برئاسة المستشار ياسر سنجاب، رئيس المحكمة، والمستشار دكتور مصطفى بلاسى، رئيس بالمحكمة، وعضوية المستشارين خالد محمود أمين، وأحمد سمير سليم، وأمانة سر وائل عبد المنعم عيد مثلت سمية وزوجها حيث أصدرت المحكمة  حكمها حضوريا عليهما بالسجن المشدد ثلاث سنوات.

 

(هيئة المحكمة)