فندق مخصص للتجار.. هكذا بدأت البورصة من بلجيكا

فندق مخصص للتجار
فندق مخصص للتجار

"البورصة".. هي ليست مجرد سوق يتم من خلال بيع وشراء أسهم وسندات ولكنها تعد من أكثر العناصر أهمية في المجال الاقتصادي إن لم تكن الأهم فهي مؤشر أساسي يعبر عن مدى نجاح المنظومة الاقتصادية داخل كل دولة ودليل أقوى على قوة استقرار الدول والذي يعد السبب الأول لجذب مزيد من الاستثمار وبالتالي تمنح مزيد من الثقة في قدرة الدول على النجاح.

 

وعلى الرغم من مدى أهميتها إلا أنه نادرا ما تجد من لديه قصة إنشاء أول بورصة في العالم فدائما ما يكون نجاح منظومة ما بدأت بفكرة ولكن ليست أي فكرة يكتب لها النجاح فيجب أن تحقق هذه الفكرة مكاسب للمتعاميلن معها أو أنها تقوم بحل مشكلة ما أو حتى أنها تقدم مزيد من التسهيلات وقد توافرت كل هذه العناصر في فكرة " تداول الأوراق المالية" ليكتب لها النجاح.. لتكون "بلجيكا" هي موطن فكرة بطل قصة نجاح " البورصة".

وبحسب موقع " cnbc " فإن فكرة التداول سواء تبادل سلع ومنتجات أو أوراق مالية كانت مجرد فندق يجتمع فيه التجار ونظرا لتجمع عدد كبير من أصحاب المهنة الواحدة في نفس المكان كان بطبيعة الحال العامل المشترك بينهم ومحور الحديث هو العمل حتى أن البعض منهم لم يكتفي بهذه الأرضية المشتركة من المعرفة في الحديث فقط ولكنه كان يتطور إلى عقد شراكات وشراء سلع وتبادل منتجات وإعلان اتفاقيات.

ومن هذا الفندق والذي يقع في مدينة " بروج" البلجيكية لمالكه عائلة " فاندر بورص" ولدت فكرة البورصة والذي يعود تسميتها شهرة لمالك هذا الفندق وفي منتصف القرن الـ 15 وخاصة في عام 1531 كانت البداية شبه الحقيقة للبورصة حيث كان يجتمع التجار القادمون إلى مدينة بروج البلجيكية من كافة المناطق في هذا الفندق المحطة الأساسية لهم لتشهد على تطور طريقة التعاملات فيه لتستبدل من تبادل لـ " البضائع الحاضرة" إلى عقد التزامات مستقبلية قائمة على الثقة المتبادلة بين الأطراف المتعاملة.

اقرأ أيضا:دراسة جديدة تحدد المدة المثالية للعناق بين البشر

لتتحول كلمة بورصة من مجرد كنية لمالك الفندق إلى رمز يعبر عن مكان تجمع التجار والمتعاملون معهم لإبرام الصفقات والعقود الحاضرة والآجلة وبعد ما يقرب من 70 عام تمت إعادة إحياء الفكرة من جديد ولكن هذه المرة بشكل مختلف وفي مكان مختلف لتعلن عن بداية الظهور الحقيقية لفكرة " تداول الأوراق المالية / البورصة " في شكلها الحالي.

وفي عام 1602 أعلنت البورصة من "هولندا" ولكن لم تكن تضم سوى شركة واحدة تحت اسم "داتش إيست إنديا" او "شركة الهند الشرقية" والتي جاء مسؤولي الشركة بفكرة طرح أسهم من أجل تمويل أنشطة تجارية بحرية وتحت جسر "أمستل" كان الوسطاء يتبادلون أسهم "شركة الهند الشرقية" ومع تطور هذه الأعمال فكرت الشركة في حاجاتها إلى مقر ثابت لتداول أسهم مشاريعها المختلفة وفي عام 1611 وتحت اسم "Beurs van Hendrick de Keyser" تم الإعلان عن افتتاح نواة أول مركز مالي تملكه الشركة في "روكين".

ولكن تم هدم هذا المبنى ليتم تأسيس مبنى اخر عام 1835 يحمل اسم "Beurs van Zocher" ولكن هذه البورصة لم تلق النجاح المتوقع فطالب التجار بضرورة إطلاق بورصة أسهم جديدة ولكن تم تأجيل الفكرة إلى القرن الـ 19 بسبب مرور هولندا بأزمة مالية مع نهاية القرن الـ 19 تمكنت هولندا أن تحقق نجاحات على الصعيد التجاري والاقتصادي ما دفعها إلى تأسيس أول بورصة رسمية في العالم.

ومع تزايد أعداد السكان الذين قرروا الانتقال إلى العاصمة "أمستردام" وفي 1896 قررت السلطات الهولندية السماح ببناء بورصة جديدة في أمستردام تم تزويد مبناها ببرج له جرس يمثل تنبيها لبدء وإغلاق جلسة التداول وكان بمثابة قصر شعبي ورمزي للمدينة حمل حينها اسم " Beurs van Berlage" وعند افتتاح المبنى كان يوجد به أربع بورصات مختلفة الأولى للأسهم والثانية للسلع والثالثة للذرة والرابعة لتجارة الشحن وكان لكل منها قاعة خاصة للتداول ليتحول هذا المبنى التاريخي حاليا إلى قصر للحفلات والمؤتمرات وحتى لحفلات الزفاف وذلك بعد إنشاء مبنى خاص بسوق المال ليعلن العالم دخوله إلى عالم " البورصة".