م.القلب

لا وقت «للدلع»

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

بعد مرور نحو عامين على معاناة شعوب العالم وحكوماته مع جائحة فيروس كورونا الذى هبط على البشر بطريقة مباغتة أصابت حتى الآن نحو ٢٣٤ مليون نسمة وحصدت أرواح ٤ ملايين و٧٠٠ ألف على مستوى العالم وفقا للدراسة التى قدمتها جامعة «جون هوبكنز» الأمريكية وبعد أن عانينا جميعا من الإصابة بالفيروس اللعين وفقدنا العديد من الأصدقاء والزملاء والأحباء، وبعد أن أعلنت مصر ودول العالم أن اقتصاديات الدول أصبحت لا تحتمل إجراء إغلاق جزئى أو كلى بل يكفى ما حدث من خسائر فادحة وتراجع فى المؤشرات الاقتصادية والموارد لمعظم دول العالم بسبب تكاليف مواجهة الجائحة ولانحسار السياحة والاستثمار والتجارة.. 

أصبح لزاما علينا التعامل بجدية شديدة مع هذه القضية التى تمثل أمنا قوميا وصحيا وليست مجالا للجدال والمناقشة أو الاستخفاف و»الدلع»، خاصة فيما يتعلق بتلقى التطعيم ونحن فى بداية مواجهة لموجة خامسة من الجائحة بدأت فى الظهور، مهاجمة ألمانيا إحدى الدول العظمى المتقدمة فى النظام الصحى ورغم هذا حققت عدد إصابات قياسيا بلغ ٥٠ ألف إصابة و٢٥٠ حالة وفاة خلال ٢٤ ساعة.. مصر لم تدخر جهدا فى مواجهة كورونا وتكلفت مئات الملايين من الدولارات لجلب أنواع مختلفة من الأمصال  لتطعيم المواطنين مجانا، بل أصبحت تنتج مصلا فى مصانعها بالتعاون مع الصين وأعلنت أنه اعتبارا من منتصف الشهر الحالى لن يسمح لأى مواطن بدخول المؤسسات الحكومية والجامعات والمدارس إلا إذا كان حاصلا على الجرعة الأولى من التطعيم على الأقل.. 

ولمزيد من التيسير على المواطنين بدأت الحكومة فى إقامة مراكز للتطعيم فى بعض محطات مترو الأنفاق الأعلى كثافة حيث تؤكد توجيهات منظمة الصحة العالمية أنه يجب أن يتخطى عدد المواطنين الحاصلين على المصل بأى دولة نسبة ٦٠% حتى تتمكن من التعايش مع الفيروس ويكتسب مواطنوها المناعة المجتمعية. 

الغريب أنه بالرغم من كل هذه الجهود لم يتلق المصل إلا ٤٠ مليون مواطن مصرى فقط وفى نفس الوقت أجد الكثير من المواطنين ـ ومنهم شباب ـ عازفين عن تلقى اللقاح... رجاء لكل مواطن احم نفسك وأسرتك وكل أحبابك بحصولك  على التطعيم والاهتمام بالإجراءات الاحترازية فهى طوق النجاة الوحيد من هذا الفيروس اللعين... حمانا الله وإياكم جميعا منه.