خواطر

من أجل.. سلامة السودان الشقيق والحفاظ على أمنه ووحدته الوطنية

جلال دويدار
جلال دويدار

لا أحد يهمه مصلحة السودان الشقيق يوافق على أن تتطور الأمور على الساحة الداخلية إلى التصعيد والصدام. من الطبيعى.. التطلع إلى ألا تؤدى هذه التطورات إلى النيل من أمن واستقرار السودان. يجب على جميع الأطراف مراعاة ما تموج به الساحة الداخلية من مشاكل وصراعات تهدد وحدة ومستقبل السودان.
لابد من معالجة هذه الأزمة الناشبة والعمل على إيجاد حلول لها فى إطار عقد التوافق بين القوى الشعبية التى كانت وراء إسقاط نظام البشير وبمشاركة ودعم من رجال القوات المسلحة الذين اختاروا التحالف معها. الخروج من الأزمة يحتم العودة إلى نصوص هذا التوافق وما تضمنه بشأن التحرك نحو الحكم المدنى الكامل تعزيزاً  لهدف إرساء دعائم الديموقراطية.  
على ضوء ما تموج به الساحة من توترات وإذكاء لروح الخلاف والقطيعة.. فإن على الجميع أن يدرك أن التصيعد بأى صورة من الصور من جانب أى من الأطراف ليس أبداً فى صالح ما يتمناه الجميع.لا يمكن أن يكون خافياً أن الفرصة مازالت متاحة لأخوة وأصدقاء ومحبى السودان الآمن المستقر للقيام بما يجب من جهود لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء على قاعدة الاقتناع أنه ليس فى صالح أحد هذا الذى يجرى.
 بالطبع فإنه شيء مؤسف وصادم لمحبى السودان الشقيق أن يسقط ضحايا للصدامات الجارية. على هذا الأساس فإن الأمر يحتاج إلى تحرك سريع لاحتواء الموقف وتجنب المزيد من نزيف الدم السودانى الغالى.
إن ما يلفت النظر أن هذه التطورات أحدثت إزعاجا دوليا. انعكس ذلك فى تحرك الاتحاد الأفريقى. إنه تمثل فى تكليف وفد.. بالتوجه إلى الخرطوم للوساطة وتقريب وجهات النظر.
 فى نفس الوقت تضمن بيان للاتحاد ضرورة إنهاء السيطرة العسكرية على مقدرات الأمور فى السودان وأن يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة الحياة الديمقراطية.
 من ناحية أخرى أعلنت مفوضية الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوربى.. أن لا حل للأزمة إلا بتسوية الخلاف مع رئيس  الوزراء المقال حمدوك وعودته لمواصلة مهامه رئيسا لحكومة مدنية. يضاف إلى ذلك مطالبة الأمم المتحدة بالتوصل إلى  توافق والعمل على إنهاء هذه الفترة الانتقالية بما يسمح بالعودة إلى الحكم المدنى.
 ارتباطا فإنه من المفروض ووفقا لوعد البرهان رئيس مجلس السيادة ـ بعد تشكيله الجديد - أن الجهود سوف تتركز من أجل الإعداد لانتخابات عامة فى أسرع وقت. فى هذا الإطار فإن التوجه العام عربيا وأفريقيا ودوليا.. أهمية وضرورة لإنهاء هذه الأزمة.