بسم الله

منبر فوق الماء!

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

في حدث غير معتاد، ألقى سيمون كوفى وزير خارجية توفالو خطابا أمام مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ فى (جلاسكو) باسكتلندا، من الوضع واقفا فى مياه المحيط الهادى بجزيرة فونجافالى، على منبر أقيم فى المياه للفت الإنتباه إلى كفاح بلده ضد ارتفاع منسوب مياه البحر الذى بات يهدد بالزوال من على وجه الكرة الأرضية. وقد ارتدى ـ أمام عدسات الكاميرات ـ بدلة وربطة عنق وشورتا. واستهدف بلا شك تسليط الضوء على آثار التداعيات المناخية الخطيرة، على العالم أجمع، ولاسيما دول المحيط الهادئ.

هذا ما كتبه القارئ العزيز المهندس هانى صيام، تعليقا على مقالتى تغير المناخ، وعلى الموقف الغريب لوزير خارجية دولة توفالو، رابع أصغر دولة فى العالم. يقول صيام: إن كلمة سيمون كوفى رسالة استغاثة من فوق الماء، على أمل أن يولى العالم أجمع ظاهرة تغير المناخ اهتماما بالغا. وأن يتبلور ذلك فى إستراتيجية شاملة دقيقة ملزمة للدول قاطبة، لإدراك أدنى نقطة على منحنى الانبعاثات الكربونية. فضلا عن توخى أساليب ووسائل وطرق مبتكرة فى مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وقوى الأمواج والتكنولوجيا النووية واستخدام الوقود الحيوى (المستمد من الكائنات الحية سواء النباتية أو الحيوانية)، باعتبارها أبرز مصادر (الطاقة الخضراء)، صديقة البيئة.

وهو ما يدعو العالم لاتخاذ تدابير فورية من أجل المجتمعات المتضررة فعليا بتغير المناخ. لاسيما فى الدول الأكثر فقرا. وخلافا لذلك فقد يأتى يوم قريب يرصد فيه العالم مسئولا بإحدى الدول المضارة بتغير المناخ وهو يبعث برسالة من تحت الماء يبكى فيها أحلامه الموءودة فى إنقاذ مواطنيه من المصير الأسود، وينعى وطنه الذى تبتلعه الأمواج الهادرة، إثر ذوبان البحار الجليدية. وسيكون ذلك على رءوس الأشهاد وتحت أعين قادة دول العالم. من المهم أن يعى العالم أنه يواجه عدوا مشتركا. وأن الاصطفاف والتعاون والتنسيق الجماعى أضلاع مثلث الأمان والاستقرار والخير لدول وشعوب العالم أجمع.. فهل من بارقة أمل؟!!

دعاء: اللهم الطف بنا يا كريم.