عاجل

مصرية أنا

كيف يصبح ابنك رجلًا؟

إيمان أنور
إيمان أنور

أحد علماء التربية يحكى و يقول إن ابنه جاءه يومًا فقال بابا أنا رسبت..
لكن الأب لم يحرك ساكنا..
فأعاد الولد الكرّة قائلا: بابا قلت لك أنا رسبت..
فقال الأب وأنا سمعت هذه مشكلتك ليست مشكلتى...
هنا انفجر الولد بالبكاء.. لماذا..؟؟
لأنه كان يريد من والده أن يتحمل تبعات مشكلته مكانه.. تماما مثل الموظف الذى يدخل على مديره و يقول له عندى مشكلة.. فيقول المدير ضع الملف وانصرف سأتولى أنا هذا الأمر.. فيضع الموظف الملف وينصرف وهو مرتاح البال..
فابنى عندما يأتينى بمشكلة أتعاطف معه نعم.. لكن لا أقوم بحلها مكانه وأتحمل تبعاتها بدلا عنه..
نفكر فى حل معا لكن تبقى المشكلة مشكلته هو..
تماما مثل الشاب المتهور الذى قبضت عليه الشرطة لأنه كان يسوق على الطرقات بسرعة جنونية.. فلما أخذوه قسم الشرطة طلب منهم بأن يتصلوا بوالده.. فلما اتصلت الشرطة بالوالد و كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل..
ما كان منه إلا أن سألهم عن رخصة القيادة باسم من..؟ فأجابوه بأنها باسم ابنه.. فقال لهم إن كانت الرخصة باسم ابنى و هو صاحب المشكلة فلماذا تقلقون راحتى فى هذا الوقت المتأخر؟!.. وأغلق الهاتف وعاد للنوم..
ستقول لى هذه قسوة..
سأقول لك هذه ليست قسوة بل هى منتهى الرحمة لأنك بهذا تجعل من ابنك رجلا يعرف حدوده ويتحمل مسئولياته، لهذا عليك ألا تأخذك به رأفة ولا رحمة.. لأن كثرة الرحمة مفسدة.. فالنسر يرمى بصغيره من أعلى الجبل ليتعلم الطيران..
لكن الآباء الآن يعملون العكس يتحملون عنه كل مسئولياته ويحلون له كل مشاكله.. ويقدمون له كل الأعمال المفروض أن يعملها هو.. إلى أن يصنعوا معاقا بالبيت وطفيليا يقتات عليهم..
وصدق الإمام على كرم الله وجهه حين قال: فرط إشفاقكم على أبنائكم مفسدة.. تحولهم لعالة..
هذه النصائح من الأستاذ الدكتور إبراهيم الخليفى المتخصص فى سيكولوجية النمو و تطبيقاتها التربوية.