أوروبا عليها مسئولية أخلاقية لإعادة الوضع لطبيعته فى طرابلس

محلل سياسي: توافق «مصري ـ فرنسي» على عقد الانتخابات الليبية في موعدها

دافيد ريجوريه روز
دافيد ريجوريه روز

شهدت العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر قمة شاركت فيه مصر لدفع المسار السياسى الليبى فى ظل مرحلة حساسة تسبق الانتخابات الرئاسية الليبية التى من المقرر عقدها يوم ٢٤ ديسمبر القادم.

لا بديل عن خروج المرتزقة الأجانب لتحقيق الاستقرار

- «أخبار اليوم» التقت مع دافيد ريجوريه روز الباحث فى منطقة الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية والاستراتيجية بفرنسا ورئيس تحرير المجلة السياسية «أورينت استراتيجي» عن تطلعات المجتمع الدولى من هذا المؤتمر المهم وأهمية مشاركة مصر فى هذا الحدث الكبير.

- هل تتم الانتخابات الليبية في موعدها المقرر ٢٤ ديسمبر؟

فى كل الأحوال هذا ما يتمناه منظمو مؤتمر باريس، يتمناه الرئيس ماكرون وممثلو ألمانيا وإيطاليا، الدول الداعية لهذا المؤتمر، لكن هناك حالة عدم يقين وشك حول إمكانية تنظيم الانتخابات فى ظل الانقسامات الكبيرة بين الليبيين.

- هل مشاركة الولايات المتحدة فى المؤتمر قد تساهم فى دفع الأطراف الليبية لإيجاد حل؟
بالتأكيد مشاركة كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكى ومسئولين من الدول الكبرى تعزز من إمكانية وصول الأطراف إلى حل، حتى روسيا أيضا أرسلت سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى وهناك رغبة كبيرة فى التوصل لاتفاق بشأن الانتخابات الليبية وطرد الميليشيات الأجنبية، لكن كما قال الرئيس الفرنسى هناك أطراف «طفيلية» تحاول بكل السبل إفشال الليبيين وفرض حالة عدم الاستقرار.

- كيف ترى موقفى مصر وفرنسا من القضية الليبية؟
هناك توافق بين مصر وفرنسا فى القضية الليبية منذ سنوات ، ومصر أعلنت أنها تريد إجراء الانتخابات الليبية فى موعدها وهو نفس الموقف الذى تتبناه فرنسا وأوروبا وأمريكا ، كما تطالب بضرورة رحيل كل الميليشيات المسلحة ، وفرنسا لها أولويات فى ليبيا هى مكافحة التهديد الإرهابى والهجرة غير الشرعية، وهى اتخذت قرارا بالتعاون مع مصر فى هذه القضايا المهمة.

اقرأ أيضاً | ماكرون: مؤتمر باريس أظهر وحدة المجتمع الدولي بشأن ليبيا

- البعض يقترح تأجيل الانتخابات الليبية، ما رأيك؟
أعتقد أن تأجيل الانتخابات سيكون خطره أكبر على المسار السياسي، وهذا يدفع الأوروبيين للتوافق على ضرورة إجراء الانتخابات فى موعدها، فهم يرونها أول خطوة لتحقيق الاستقرار، ليست الحل لكنها خطوة ستتبعها خطوات أخرى.

- هل الأطراف الدولية صادقة فعلا فى رغبتها فى إنهاء الصراع الليبي؟
أعتقد أن أطرافا دولية عديدة تريد إنهاء الصراع الليبي، لكن المشكلة أن هذه الأطراف ليست لها نفس الأجندة والمصالح، وهذا يصعب من إمكانية ومهمة نجاح المفاوضات.

- الرئيس ماكرون قال إن هناك دينا على فرنسا تجاه الليبيين، ما الذى يقصده تحديدا بكلامه؟
يقصد أن عدم الاستقرار الذى حدث فى ليبيا جاء بعد التدخل العسكرى الفرنسى البريطانى المشترك والذى دعمته الأمم المتحدة لحماية المتظاهرين فى بنى غازي، لكن وقتها أدى تمديد القرار إلى سقوط الدولة ومؤسساتها وهذا أمر لم يكن مرغوبا فيه، وما تبع ذلك من سقوط البلاد فى دوامة العنف، لذلك ففرنسا وأوروبا عليهما مسؤولية فى إعادة الوضع فى ليبيا لطبيعته.