شهدت أحداثا عظيمة.. أماكن في مصر ورد ذكرها في القرآن

صورة موضوعية
صورة موضوعية

وردت فى القرآن الكريم أسماء عدد من الأماكن التي شهدت أحداثاً عظيمة، بعضها يتعلق بالأنبياء والرسل، وبعضها يتعلق بمواقف تعرض لها المؤمنون الصالحون، وأماكن أخرى شهدت معارك بين الإيمان والكفر غيّرت وجه التاريخ، وما زالت بعض هذه الأمكنة حتى الآن شاخصة وشاهدة على ما كان، في هذه الحلقات نستعرض أبرز تلك الأماكن وما شهدته من أحداث ومعجزات .

اقرأ أيضا: - «استراتيجية التعليم وبناء الإنسان» في ندوة بجامعة طنطا


جبل مبارك

اختلف العلماء والمفسرون فى مكان وجوده الآن . . جرت عليه أحداث كثيرة كان أهمها تجلي الله سبحانه وتعالى لموسى وتكليمه، وقد ذكر فى القرآن الكريم مرة مقترنا بكلمة سيناء ومرة بكلمة سنين، ومرة منفردًا فى صيغة قسم فى سورة الطور .

جبل الطور
يوجد جبل الطور في سيناء بمصر حسب الرأى الراجح ونشأت باسمه مدينة الطور، وقد اتفقت أغلب الآراء عليه، وتبعد مدينة الطور عن نفق الشهيد أحمد حمدى على خليج السويس بنحو 265 كيلومتراً وهي عاصمة جنوب سيناء، وقد وجد الباحثون في جولات بحثهم فى مدينة الطور العديد من النقود الفضية والنحاسية التى ترجع إلى عهدي الرومان والبيزنطيين، ومدينة الطور تقع على هضبة مرتفعة عن سطح البحر، ودرجة الحرارة فيها أقل منها في بقية مدن جنوب سيناء، وذلك عدا سانت كاترين التى تقع على قمة الجبل، فإنها الأكثر برودة، وتقع قبل مدينة شرم الشيخ ب100 كيلو متر .

ألواح موسى

"وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين" (المؤمنون 20) .
الطور فى اللغة عند العرب هو الجبل الذي تكون فيه أشجار مثل الذي كلم الله عز وجل موسى عليه، وما ليس فيه شجر فلا يسمى طوراً وإنما يقال له جبل، وقد أنبت الله شجرة الزيتون في الأصل من هذا الجبل الذي بارك الله فيه، وذكر القرطبي في تفسيره أن طور سيناء من أرض الشام هو الجبل الذي كلم الله عنده موسى عليه السلام، وقيل: هو جبل ببيت المقدس ممدود من مصر إلى أيلة، واختلف المفسرون والعلماء في وجوده فى سيناء، فقيل: إن كلمة سيناء تعني حجراً بعينه أضيف الجبل إليه لوجوده عنده، وقيل: كل جبل يحمل الثمار فهو سيناء أي حسن، وروي في الأثر أن أربعة جبال من جبال الجنة هي: أحد والطور ولبنان والجودي، والطور على الأرجح مقصود به طور سيناء بأرض مصر، ومنه نحتت ألواح موسى عليه السلام ويقصده السياح من جميع أنحاء العالم، وقيل إنه ببلاد الشام، و"الأرض المباركة" أى طور بيت المقدس، لكن القول الراجح إنه بمصر وموجود بمدينة طور سيناء حالياً .
وذكر الطور في القرآن الكريم لفظاً منفرداً من دون إضافته لكلمة أخرى في صيغة قسم، وسميت السورة باسمه، وفي تسمية سورة الطور بهذا الاسم وهل لها علاقة بطور سيناء المذكور في الآية ذكر ابن كثير في تفسيره لهذه الآية أن الطور المقصود هنا هو الجبل الذي تكون فيه أشجار مثل الذي كلم الله عليه موسى، وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طوراً إنما يقال له جبل، إذاً كلمة الطور تقال للجبل الذي به زرع، وهو هنا يعني أي جبل مثمر وليس طور سيناء، ولو عقدنا مقارنة بين "طور سيناء" و"الطور" لوجدنا أن إضافة سيناء للطور حددت مكاناً بعينه وهو جبل الطور الموجود بسيناء مصر، أو الموجود بالقدس، أما ذكره منفرداً فيعني الجبل الذي به زرع، وأكثر العلماء والمفسرين قالوا بهذا .


طور القدس

وذكر الرازي في تفسيره أن المراد بطور سينين وطور سيناء إنما هو طور بيت المقدس، ذكر عن المفسرين أن طور سيناء تعني الجبل المشجر المثمر، ثم إن سورة التين نفسها تشير إلى هذا، فالآية تذكر بقعتين يقسم الله بهما: الطور والبلد الأمين، فأما البلد الأمين فهو (مكة)، وأما الطور فهو الذي ببيت المقدس بالأرض المباركة، ولو سلمنا بهذا ففي معنى أن الطور هو أي جبل مثمر، يكون الأولى هنا أن يكون القسم بجبل الزيتون المثمر وهو الذي بالقدس، إذاً طور سيناء غير طور القدس، وهنا يصبح طور سيناء هو جبل بمصر، وطور سينين جبل بالقدس، والطور المقسوم به في سورة الطور جبل مثمر، والأمر هنا يرتبط بأماكن مقدسة يقسم بها الله سبحانه على الأمر العظيم ليس أكثر، وقيل أيضا: هو جبل بفلسطين،أو بين مصر وأيلة وهو مكان معروف يسمى اليوم العقبة ويقع على مراحل من مصر، وشجرة الزيتون نسبت إلى جبل الطور لأنه كان الأرض التى احتوتها أو لكثرتها فيه .
وذهب من قال: إن جبل الطور موجود بالقدس وليس في سيناء مصر إلى أن جبال طور سيناء ليس بها شجر زيتون مثمر، وهذا حسب قولهم يخالف معنى الآية التي دلت صيغ المضارع فيها على أنها مستمرة حاضرة مثمرة حتى الآن، حيث إنها كلها صفات للجود والعطاء الحاضر المستمر، وهذا ليس متوافراً في طور سيناء، أما طور الأرض المباركة فشجر الزيتون المثمر موجود عليه على مدار السنين، حتى إن أهل بيت المقدس يسمونه "جبل الزيتون"، ويشرف على بيت المقدس من الناحية الشرقية ويعد أكبر وأعلى من كل الجبال الأخرى القائمة هناك، ويبلغ ارتفاعه 846 متراً عن سطح البحر .