افتح النافذة..

ارتقاء المنابر عن أهواء البشر.. وتوقير المساجد

خاطر عبادة
خاطر عبادة

كلما ارتقت المنابر عن الأهواء الشخصية والسياسية والجدال.. وتنزه الدين عن استغلال البشر .. وحسنت النوايا والمقصد.. تسود الراحة النفسية والاطمئنان ويتحقق النفع ويصل مفهوم الدين بصورته الصحيحة الحنيفة للناس.

إن الدين هو العلم والأخلاق السامية فلا ينبغى أن بجسدها شخص ذو مقصد وغرض دنيوى، كلما زاد إخلاص المرء زاد خشوعه و انتفع الناس من علمه.. كما أن دور الخطابة لا يسند لكل من يهوى الإمامة والمكانة بين الناس فيجب أن يجتاز دورات فى الخطابة حتى يقف بين الناس داعيا وواعظا.. يجب أن يسند الأمر لأهله.

كانت أول خطايا حكم جماعة الإخوان المسلمين التى تسببت فى نفور الناس منهم وكراهيتهم الشديدة لهم.. هى اختطاف المنابر واستغلالها وتوجيهها لمصالحهم السياسية الدنيوية والهجوم على من يخالفهم، فكانت النتيجة تشويه صورة الدين الحنيف ثم نبذ الناس تلك الجماعة المتعصبة التى استغلت جهل وانتهازية بعض المسؤولين عن المساجد.

ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن .. الدعوة أو النصيحة تكون خالصة لوجه الله.. بالترغيب واللين والنصح.. أما الزجر أو التوبيخ أو الترهيب أو السخرية فهذه تدخل فى نطاق مسميات أخرى غير الدين .. 

لا متاجرة ولا تحزب أو تسييس لا إفراط ولا تفريط .. حزم بدون شخط أو تنفير.. ولا ميوعة أو تفريط.. تسهيل وتيسير لا تساهل أو تشديد.

و إذا اضطر شخص للإساءة لغيره أو التقليل ..فهذا ليس داعية لأن الحق لا يحتاج لذلك وكذلك النصيحة أخوية لا تكن برفع الصوت.. لكن بالحجة والدليل

الوصول لمعانى الدين وتقديمها فى ثوبها المتجدد الحنيف السمح والمتماشى مع كل العصور ولا يتوقف مداها عند زمان .. لا التضييق ولا التبديد.. ولكن تصحيح مفاهيم مجهولة أو غير صحيحة ارتبطت بالعادات والتقاليد 

إلقاء خطب تلمس معانى الدين و جوهره الحنيف فى كل شيء، والإحساس والفهم الصحيح للدين. . وليس مجرد نقل حديث شريف وقصص مليئة بالمعاني والعبر بطريقة مرسلة تفتقد الإحساس والمعنى.

{..ألا بذكر الله تطمئن القلوب ..} و تهدأ النفوس وتسكن وترتاح القلوب وتطمئن الحياة.. ذكر الله والمساجد هى الملاذ الآمن لكل قلب حائر والركن الذى يستند إليه كل من أجهدته المصائب.. فيجب توقيرها وتعظيمها وخفض الصوت والبعد عن الجدال الدنيوى.. لا تشوش على الساجد أخفض صوتك فى المسجد حتى لو كنت تقرأ القرآن وحدك، والحد من النقاشات الجانبية بصوت عالى حتى تسود الراحة النفسية والاطمئنان فى المساجد وتزول الكراهية.


للبناء أيضا روح..  فكما أن لكل إنسان روح يحيا بها جسده.. تجعل النفس تحلق فى السماء و تشعر، والقلب يحن ويبصر.. فيقال "فلان روحانى" أى يميل لفطرة السماء ومذهبها و يطمئن ويسكن بالعبادة .. أو يقال ( فلان روحه حلوة) فإن للبناء أيضا روح.. تجعلك تشعر بالدفء والروحانيات و تحن لجدرانه حتى وإن طرأ عليه تجديدات.. روحه حلوة .. بيوت تطمئن فيها بذكر الله { فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها إسمه.. } سورة النور ..

إن البيت الذى يقرأ فيه القرآن تحضره الملائكة وتخرج منه الشياطين ويتسع بأهله ويكثر خيره .. والبيت الذى لا يقرأ فيه القرآن تحضره الشياطين وتخرج منه الملائكة ويضيق بأهله ويقل خيره.. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذى تقرأ فيه سورة البقرة ) .

نور الله

كثيرا ما يتعرض الإنسان للحظات ذبول وانطفاء وإرهاق، لكن سرعان ما يشرق و يضاء وجهه بمجرد الصلاة؛ تكون بمثابة شحن طبيعى لطاقته المستنزفة السلبية.. فأحيانا نحتاج قدر النور لنواصل العطاء وذلك يكون من أثر التعرض لنور الله فتتجدد الحياة

أسهل وصفة ربانية لحياة الوجه والقلب و إضفاء البريق واللمعان للوجه المنطفيء هى الصلاة والعبادة والبعد عن المحرمات

وكثرة التوضؤ والصلاة تزكية وتطهير وتشرق فى النفس أنوار من الرحمات والسكينة والصفاء كصفاء السماء والخلجان.. وسلاما مستمدا من جمال الله الرحيم الرحمن.. 


والصلاة لا يمكن أن تصفو بدونها الحياة.. اشحن طاقتك بالإيمان؛ فالكل يحتاج إلى الله.. أن يناجيه فيه الخفاء و لحظة هدوء من متاعب الحياة.. أقبل دون إضاعة مزيد من الوقت وقطع مسافات هباء.. وفى استقبال القبلة والنور الإلهى.. طاقة حياة