«غوتيريش»: عدم المساواة والإقصاء يفاقمان انعدام الاستقرار في العالم

أنطونيو غوتيريش
أنطونيو غوتيريش

ناقش مجلس الأمن اليوم الثلاثاء التداعيات المدمرة للإقصاء واللامساواة في النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على السلم والأمن الدوليين، وخلال الجلسة، طرح الأمين العام خارطة طريق للإدماج، مبنية على أربعة مسارات رئيسية.

 

وقال أنطونيو غوتيريش في كلمته أمام مجلس الأمن إن الإقصاء وعدم المساواة - بجميع أنواعه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية – يؤديان إلى خسائر فادحة في الأمن.

وأضاف "بالفعل فإن تزايد التفاوتات هو أحد عوامل عدم الاستقرار المتزايد. خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والأمن والعدالة، وحيث أدت المظالم التاريخية وعدم المساواة والقمع المنهجي إلى أسر أجيال من الناس في دورات من الحرمان والفقر."

يأتي اجتماع مجلس الأمن بناء على طلب من دولة المكسيك، رئيسة مجلس الأمن لهذا الشهر.

السلام مطلوب الآن "أكثر من أي وقت مضى"

وتحدث الأمين العام عن جوانب من التحديات التي يواجهها عالمنا اليوم وأبرزها الحروب والصراعات، قائلآ "نواجه اليوم أكبر عدد من الصراعات العنيفة منذ عام 1945، تدوم لفترة أطول وتكون أكثر تعقيدا."

وأشار إلى وجود شعور خطير بالإفلات من العقاب وتتعرض حقوق الإنسان وسيادة القانون للاعتداء. "من أفغانستان حيث تُحرم الفتيات مرة أخرى من التعليم – وتُحرم النساء من مكانتهن اللائقة في المجتمع – إلى ميانمار حيث يتم استهداف الأقليات ومعاملتهم بوحشية وإجبارهم على الفرار. إلى إثيوبيا حيث تتكشف أمام أعيننا أزمة إنسانية من صنع الإنسان."

 

وشدد غوتيريش على أن "السلام لم يكن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى, لافتاً إلى أن جائحة كـوفيد-19، أدت إلى تضخيم البؤس وعدم المساواة بالنسبة لأشد الناس فقرا وضعفا.

وأضاف "تم دفع حوالي 120 مليون شخص إضافي إلى براثن الفقر، ويلاحق الجوع والمجاعات ملايين الأشخاص حول العالم, كما يحصل الناس في أغنى البلدان على الجرعات الثالثة من لقاح كوفيد-19، بينما يتم تطعيم 5 % فقط من الأفارقة بشكل كامل.

وتابع : "حتى قبل الجائحة، كان أصحاب المليارات في العالم يمتلكون ثروة تزيد عن 60 % من سكان العالم – وقد اتسعت هذه الفجوة بشكل كبير.

خارطة طريق من أربعة مسارات

وأكد غوتيريش أن "السلام لم يكن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى، كما أنه بدون الإدماج "تظل أحجية السلام غير مكتملة، مع وجود العديد من الفجوات التي يتعين سدّها."

وطرح خارطة طريقة للإدماج مبنية على أربعة مسارات لسد هذه الفجوات من خلال "الناس، الوقاية، النوع الاجتماعي والمؤسسات".

الاستثمار في تنمية جميع الناس

دعا الأمين العام إلى تنمية جميع الأشخاص بشكل متساوٍى, مؤكداً أن العام الماضي شهد الإنفاق العسكري كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي أكبر زيادة سنوية له منذ عام 2009، وتقترب النسبة الآن من تريليوني دولار سنويا، ولكن التقدم الذي يمكن أن نحققه – السلام الذي يمكن أن نبنيه، والصراعات التي يمكننا منعها – إذا خصصنا جزءا بسيطا من ذلك للتنمية البشرية والمساواة والإدماج.

ودعا إلى الاستثمار في التغطية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية وشبكات الأمان لتكون في متناول الجميع.

تعزيز الوقاية

يرى الأمين العام للأمم المتحدة أنه من المهم تعزيز أجندة المنظمات للوقاية على جبهات متعددة لمواجهة الأنواع المختلفة من الإقصاء, وهذا يشمل رقابة أكثر صرامة لعدم المساواة المتزايدة والتصورات عنها – بما في ذلك النوع الاجتماعي والشباب – لمعالجة المظالم في وقت مبكر, مؤكداً أن إنهاء اللامساواة ووضع حد للإقصاء هو خطوة حيوية في منح كل شخص فرصة للمساهمة في مستقبل بلده.

دور المرأة

يعتقد الأمين العام أيضا أنه من الضروري الاعتراف بالدور الحاسم للمرأة في بناء السلام، وينبغي إعطاؤه أولوية, مشيراً إلى الصلة المباشرة بين العنف ضد المرأة وإقصائها وبين قمع المدنيين والصراعات العنيفة.

وقال: "يمكننا رسم خط مستقيم بين العنف ضد النساء واستبعادهن والقمع المدني والصراع العنيف: الاغتصاب والاستعباد الجنسي كأدوات حرب؛ كره النساء الذي يمر عبر الفكر المتطرف العنيف؛ إقصاء النساء من المناصب القيادية وفي عمليات السلام."