نبض السطور

ما بين الإمام والبابا

خـالد مـيرى
خـالد مـيرى

احتفالية مصر بمرور 10 سنوات على إنشاء بيت العائلة، هى احتفالية بنجاح مصر فى تجاوز الفتن والمؤامرات.. فلا فضل لمصرى على مصرى إلا بقدر ما يقدم لمصر ويبذل من جهد.
قبل 10 سنوات كان واضحا أن هناك مخططا يستهدف مصر، هدفه تقسيمها وتمزيقها وإثارة النزاعات والفتن بين أهلها، وعندما وصلت جماعة إخوان الإرهاب للحكم لاح شبح الحرب الأهلية وأطلت الفتن برءوسها.. وجاءت ثورة 30 يونيو العظيمة لتنقذ البلاد والعباد ولتبدأ مصر بقيادة زعيمها الرئيس عبدالفتاح السيسى بناء الجمهورية الجديدة، ولتحقق من النجاحات داخليا وخارجيا ما كان يبدو حلما مستحيلا.
بيت العائلة ثمرة تفاهم عميق ومدروس بين الأزهر والكنيسة، لتشارك المؤسستان الوطنيتان الدينيتان جهود الدولة فى مواجهة ووأد الفتن ونشر قيم المحبة والسلام وما تشهده مصر من ترسيخ لقيم المواطنة لم يحدث من قبل، والعالم يشهد لمصر الجديدة بأنها ترسى قواعد المساواة بين أبنائها بلا تفرقة، حرية الاعتقاد حق لكل مواطن لكن الحقوق محفوظة والواجبات متساوية.. لا فرق فى ذلك بين مسلم أو مسيحى أو يهودى.. بين أبيض أو أسود، كلنا مصريون من نبت تراب هذا الوطن، وفى عروقنا تجرى بشموخ قيم الانتماء والمحبة.
احتفال بيت العائلة كان مناسبة ليظهر للعالم من جديد هذا التناغم والتكامل ما بين الأزهر بقيادة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب والكنيسة بقيادة قداسة البابا تواضروس الثانى.
كما كان مناسبة لدحض شائعات ومواجهة أكاذيب بدأت تتردد فى منطقتنا شرقا وغربا، وحديث الإمام الأكبر كان واضحا فى مواجهة الدعوات المشبوهة لما يسمى بالدين الإبراهيمى ـ أى مزج الإسلام والمسيحية واليهودية فى دين واحد ـ وكان حديث شيخ الأزهر واضحا بأن هذا أمر مستحيل يشبه دعاوى العولمة ونهاية التاريخ، ويصادر أعز ما يملكه الإنسان وهو حريته فى الاعتقاد.. والمؤكد أن هذه الدعاوى المشبوهة تستهدف وعى شبابنا ولا هدف لها إلا الفتنة والتشكيك فى الأديان، لكنهم كلما أوقدوا نارا للفتنة أطفأها الله وستظل مصر بأزهرها شامخة تتجاوز الفتن.
كما كان حديث قداسة البابا واضحا وكاشفا بأهمية حماية شبابنا من المفاهيم الغريبة والسموم التى يتم بثها، خاصة ما يتعلق بالمثلية والشذوذ والإلحاد.. سيظل وعى شبابنا مستهدفا وسيظل دور الأزهر والكنيسة حاسما ومهما لتحصين هذا الوعى ومواجهة الأباطيل التى لا تتوقف عن استهدافنا مع إشراقة كل شمس.
بيت العائلة شمعة تضىء الطريق.. وجهد ناجح وكبير للأزهر والكنيسة.. فجمهوريتنا الجديدة التى تتسع للجميع كما أكد قداسة البابا، تحتاج أيضا لجهود وتكاتف الجميع.
مصر قوية بشعبها وقيادتها وجيشها وشرطتها ومؤسساتها وعلى رأسها الأزهر والكنيسة.. وحكاية النجاح ستتواصل وفوق كل الفتن سنعبر إلى المستقبل برأس مرفوع.