بين ثنايا المشهد التعليمى المرتبك كثيرا بسبب نقص المعلمين وكثافات الفصول المرتفعة والجدل حول منهج الصف الرابع الإبتدائي، توجد قصص نجاح عظيمة لطلاب كسروا حاجز النمطية ، وانطلقوا لرحاب العلم والتفوق ،والاستخدام الإيجابى للتكنولوجيا فى التعلم، محمد يوسف تلميذ ابتدائى عمره 11 عاما من الإسكندرية، فى احدى مدارسها الحكومية ، بدرجة عبقرى ، تفوق فى مسابقات علمية على حاملى رسائل الماجستير والدكتوراه .
د. هالة عبد السلام
منذ نعومة أظافره ، وهو فى عمر الزهور 3 سنوات فقط بدأ شغفه بطاقة الفضاء ومشاهدة فيديوهات علمية عنها ، وانطلاقته جاءت فى أحد أعياد ميلاده عندما أهدته جدته ووالدته جهاز لاب توب ، استغل الجانب الإيجابى من التكنولوجيا ولم يكن مثل كثير من الأطفال يعتبرها للعب ومشاهدة الكرتون ، وبدأ أولا فى تعليم نفسه .
المبهر أن محمد لم يساعده أحد فى مشوار اكتساب المعرفة سوى والدته المتفانية والتى ترافقه فى كل مكان ، وعندما يشارك فى المحاضرات الدولية عبر الفيديو كونفرانس تقف وراءه ممسكة لوحات العرض والفخر يملأ عينيها بفلذة كبدها العبقرى، والبداية كانت اتقان اللغة الإنجليزية ، عن طريق قيامه تحميل فيديوهات تعليمها من عدد من المصادر الرقمية ، وكانت اللغة هى مفتاح الانطلاق لينهل من مصادر المعرفة ، فى كل مكان عن الفضاء وكيفية حساب طاقته الغامقة .
إقرأ أيضاً| وزير التعليم يوجه رسالة للمهتمين بتطوير لغتهم الإنجليزية
«الأخبار» التقت العبقرى محمد يوسف ، فى الإدارة العامة للموهوبين والتعلم الذكى التى تديرها باقتدار الدكتورة هالة عبد السلام ، والتى التقطت العبقرية محمد يوسف وقدمت قدر المستطاع المساعدة له لاستكمال تفوقه العلمى وتوفير مايحتاجه من تعليم سواء فى الرياضيات أو الفيزياء.
يقول الطالب محمد إنه تقدم لعدد من المسابقات الدولية ، وقام بحل معادلة فلكية على موقع مؤسسة ناسا الدولية للفضاء باستخدام حسابات تساعد على معرفة كيف يحدث التمدد الهائل فى الكون ، ويستخدم فى قياس المسافات الشاسعة بين الكواكب والنجوم والمجرات ، وقام بتقديمه فى المؤتمر الطلابى السابع للبحوث والابتكار بكلية العلوم جامعة الإسكندرية وحصلت على المركز الأول فى منافسة مع طلاب الماجستير والدكتوراة، ومسابقة انتل أيسف ، والمؤتمر الطلابى الثامن للعلوم والابتكار ، كما حصل على المركز الأول عن دور المسائل الرياضية فى معالجة الزهايمر وتنشيط خلايا المخ .
مؤسسة ناسا لاحظت عبقرية الطالب الصغير وشغفه وبدأ منذ ذلك الوقت يشارك عبر الفيديو كونفرانس فى محاضرات دولية تنظمها ناسا عن علوم الفضاء ، والاستماع لما توصل إليه العبقرى الصغير .
وقال : وأنا عندى 3 سنوات كنت اتصفح الفيديوهات العلمية وعندما وصلت إلى عمر 6 سنوات بدأ شغفى بعلم الرياضيات ، ووصلت لإدارة الموهوبين بالوزارة من خلال مسابقة الطالب المبدع ، وحصلت على المركز الأول على مستوى المحافظة .
وهناك مسابقة أخرى سأشارك فيها باختراع عن كيفية حساب الطاقة المظلمة فى الفضاء باستخدام صاروخ قمت باختراعه وسميته dm1 وهو عبارة عن تسع مراحل بحيث يكون لكل مرحلة وقود وكمبيوتر بحيث تكون معلومات كل مرحلة مختلفة عن الأخرى ، وبالتالى تقوم فكرة المشروع على محاولة استعادة الصواريخ بعد انطلاقها بحيث يتم استعادتها فى أى مكان مثلما فعلت وكالة ناسا ، وأقوم حاليا بالتواصل المستمر مع وكالة ناسا ، وأحضر محاضرات لها عبر الانترنت ، بالإضافة إلى أننى قمت بإلقاء محاضرة فى مؤتمر بريطانى عن النسبية الخاصة والاتصال الفضائى ، كما ألقى عدة محاضرات بالمركز الاستكشافى بمحافظة الإسكندرية .
وأكد أنه حاليا يعكف على حل مسائل حسابية اسمها الألفية عمرها 300 عام لم يستطع أحد حلها ، وهناك معهد بريطانى رصد مليون دولار لحل المسألة الواحدة .
قائلا : أمنيتى أن أكون عالم فلك ، وأشارك فى تأسيس وكالة الفضاء المصرية وأتمنى أن أكون مشاركا فيها بمشروعاتى .
وطالبت إيمان بدر والدة محمد يوسف بتوفير برنامج تعليمى يتبنى موهبة محمد ويشرف على اختراعاته ولا يوجد مكان فى مصر حتى الآن يستطيع أن يشرف عليه لدرجة أننا ذهبنا إلى جامعة زويل للعلوم والتكنولوجيا وقالوا إن محمد وصل لمرتبة أعلى فى علم الفيزياء الكونية مما تقدمه مدينة زويل ، كما أنه حصل على منحة من دولة أوكرانيا ولكن من شروطها أن يكون بمفرده فرفضنا وفقاً لسنه الصغير.
ومن جانبها أكدت د. هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للموهوبين بوزارة التربية والتعليم ، أنها أعدت مشروعًا متكاملًا لاكتشاف ورعاية الموهوبين، بإشراف الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم، يقوم على الكشافين لالتقاط الطلاب العباقرة والموهوبين ، واجراء مسابقات تحفز أفكارهم وابداعاتهم ، ومن نتائجه الطالب محمد وتمنت أن يحقق أحلامه ويصبح عالم فلك.
