بسم الله

زمن الميتافيرس «4»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

إذا لبست نظارتك الافتراضية ستنتقل إلى العالم الافتراضى وتلتقى مع من تريد. وتستطيع فعل ما تريد وأنت فقط فى مكانك. نظارة عجيبة بمجرد وضعها تنتقل افتراضيا وحقيقيا إلى عالم الافتراض وأنت فى مكانك وتفعل ما تشاء.. تصارع.. تتجول مع صديق.. تأكل.. تلعب التنس. انتهى زمن FACEBOOK  بشكله التقليدى وقد غير اسمه إلى ميتافيرس وقد تم بث تجريبى ليس ببعيد من خلال فيلم.. BLACK MIRROR سيتحول العالم الافتراضى إلى عالم حقيقى تعيشه بمجرد لبس النظارة. وهنا تقع الطامة الكبرى. فهل أنت مستعد لذلك؟!.

ليست المسألة حماية القيم والأخلاق والعقائد فقط. المسألة متعلقة بالأمن القومى للدول، ومتعلقة بالاقتصاد وبالمجتمع. خطورة الميتافيرس فى انتهاك الخصوصية، واختراق الشعوب والسعى للسيطرة على مقدرات الأوطان.

والسعى لتدمير القيم والأخلاق، والسيطرة على الشعب نفسه لتنفيذ مخططات صهيونية واضحة للعيان. ولابد أن نتذكر ما قالته الموظفة السابقة بشركة زوكربيرج فى جلسة مساءلة بالكونجرس الأمريكى من أنهم يقومون بأعمال خفية غير مبررة ولا يتبعون الشفافية فيما يعملون. ولم يتحرك أحد ضد زوكربيرج. ولم يفصح أحد عن الأعمال الخفية غير المفهومة التى يقومون بها.

من هنا يجب أن تبدأ الدولة المصرية التخطيط للمواجهة من خلال العلم والمنطق، وليس بالكلام والخطب الرنانة. العلم لا يواجه إلا بالعلم. والحمد لله لدينا من العلماء الأفذاذ ما نستطيع به مواجهة كافة الأخطار التى تهدد الأمن والسلم الاجتماعى. نحن لا نقف أمام قطار العلم، بل نستفيد منه. ولسنا ضد التكنولوجيا الحديثة والتطور العلمى السريع فى العالم.

لكننا نحافظ على قيم ومبادئ إنسانية ودينية وأخلاقية. كما نحافظ على وطننا من الاختراق ومحاولات السيطرة على مقدرات الشعب. أتمنى من أصحاب الفهم والعلم فى هذا المجال تقديم خطة محددة للحكومة لمواجهة هذا الغزو الجديد الذى يهدد شعبنا المصرى الأصيل. وأتعجب من موقف منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على أمن وسلامة شعوب العالم.
 دعاء: ربى لا تذرنى فردا وأنت خير الوارثين.