كل يوم

الصحافة الورقية وذاكرة الشعوب

أحمد سليم
أحمد سليم

لا شك أن التطور الهائل فى وسائل الاتصال قد ألقى بظلاله وتأثيره على وسائل الإعلام التقليدية فتستطيع وأنت فى أى مكان فى العالم متابعة ما يجرى فى التو واللحظة بفضل سهولة إنتاج ووصول المادة الإعلامية للمتلقي.
فلم تعد بحاجة إلى أدوات تقليدية كى تتمكن من بث حدث ما، فكل ما تحتاجه هو هاتف مزود بالإنترنت لكى تنتج هذه المادة وفى الطرف الآخر- الجمهور- يستطيع استقبال تلك المادة من خلال جهاز مشابه.
سأكون محددا وأتحدث عن تأثير هذا التطور على الجريدة الورقية، فلا يمكن إغفال التأثر الكبير الذى تعرضت له الصحافة الورقية جراء عامل التقدم والتطور التكنولوجى وهو ما دفع القائمين على هذه الصناعة إلى البحث عن طرق مبتكرة غير تقليدية فيما يتعلق بأشكال وقوالب الموضوعات الصحفية ومحتواها، لمواكبة هذه التطورات خاصة.
وسواء كانت هذه المواكبة بطيئة بالمقارنة بمعدلات وسرعة التقدم التكنولوجى أو حتى متماشية معها فيجب أن ننظر إلى صناعة الجريدة الورقية بمنظور آخر، فهذه الصناعة هى جزء من ذاكرة أى شعب. فضلا عن ذلك فالجريدة الورقية وسيلة ما زالت تحظى بمصداقية عالية مقارنة بالمواد الإعلامية المبثوثة عبر الإنترنت نظرا للإجراءات المعقدة التى تأخذها المادة المبثوثة وصولا إلى شكلها النهائى للقارئ ما يتيح لصناع المحتوى التيقن من كل خبر.
نعود لنقطة مهمة للغاية وهى أن الجريدة الورقية جزء من ذاكرة أى شعب، فهذه الوسيلة استطاعت إنتاج قصص وموضوعات صحفية أرخت لكل مرحلة فى تاريخ الشعب سواء على مستوى إدارة الدولة أو على مستوى المواطن العادى البسيط.
وأمام الكم الهائل من المعلومات والأخبار التى نتعرض لها عبر شبكات الإنترنت كل لحظة أستطيع أن أقول إن الجريدة الورقية ما زالت قادرة على الاستمرار فى إنتاج مواد صحفية تحظى بقدر كبير من المصداقية والمسئولية وتؤرخ لحياة المجتمعات كى يستفيد منها الأجيال القادمة. لذا فأرى أن الصحافة الورقية لن تموت ولا ينبغى لها أن تموت لأنها جزء من ذاكرة الشعوب.