جدل عالمى بعد تغيير اسم «فيسبوك» والاعتماد على التقنية الجديدة

«ميتافيرس»: السيطرة على العالم بتكنولوجيا الواقع الافتراضى| تقرير

«ميتافيرس» : السيطرة على العالم  بتكنولوجيا الواقع الافتراضى
«ميتافيرس» : السيطرة على العالم بتكنولوجيا الواقع الافتراضى

هل تخيلت نفسك تقابل أصدقاءك الذين يبعدون عنك آلاف الكيلو مترات وتراهم وتتفاعل معهم كأنهم أمامك فى الحقيقة، أو أن تحضر اجتماع عمل مهمَّا، وأنت موجود على الشاطئ ترتدى ملابس البحر وتستمتع بالشمس والبحر، أو ترى أهلك الذين تغربت عنهم فى بلد آخر وتتفاعل معهم وتحضنهم كأنهم واقع أمامك؟ كل هذا باختصار شديد هو «الميتافيرس» او التقنية الجديدة التى أعلن عنها مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذى لشركة فيسبوك بتغيير اسم الموقع وإطلاق اسم «ميتا» على شركة فيسبوك ليثير حالة من الجدل على مستوى العالم، خاصة ان رئيس شركة الفيس بوك أكد ان اعادة تسمية الشركة هى بداية عصر جديد من التوسع للشركة وهو توسع قائم على الخيال العلمى فى الإنترنت من خلال الواقع الافتراضى.

فى البداية يؤكد د. فتحى شمس الدين خبير الإعلام الدولى ان «الميتافيرس» هو نظام صنعته شركة «ميتا» ، وهى شركة الفيسبوك سابقا حتى يعتمد العالم على تقنية الواقع الافتراضى فى التواصل بين المستخدمين وبما ان شركة الفيس بوك هى الشركة الأكبر بين الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعى فقد قررت ان تحافظ على سيطرتها من خلال تكنولوجيا المستقبل والواقع الافتراضى الذى يعبر عن الجيل الجديد لشبكة الانترنت الدولية. 

ومثلما كانت مواقع التواصل الاجتماعى هى أكبر مظهر من مظاهر الجيل الثانى لشبكة الانترنت فسيكون الواقع الافتراضى هو أكبر مثال اتصالى على الانترنت. وتعتبر «الميتافيرس» مجتمعا تشاركيا قائما على تكنولوجيا الواقع الافتراضى.

واشار خبير الإعلام الدولى إلى أن الميتافيرس أو عالم ما وراء الكون هو عبارة عن بناء عالم خيالى ذى مساحة مشتركة افتراضية جماعية تجمع كل العوالم الافتراضية والإنترنت.

وهو الثورة المقبلة فى تطور الإنترنت التى تعتمد على الويب 0.3 أو الويب الدلالى (Semantic Web) الذى سيكون من أبرز مظاهره الواقع الافتراضى الذى سيغير كثيرا من إدراكنا لمعنى الواقع وطبيعة الحقيقة مؤكدا أن الميتافيرس سيكون فضاء جرافيكيا حسيا ليس مثل الإنترنت يحتاج لتسجيل الدخول إليه بل عبر التكنولوجيا المناسبة سنعيش فيه.

والتى ستعتمد على تقنيات الواقع الافتراضى بشكل كامل والتى سيحتاج المستخدم فيها لمعدات معينة مثل خوذ ونظارات وقفازات الواقع الافتراضى لتجربة ذلك الواقع والإحساس به والتفاعل معه وثمة تخيل آخر يعتمد على تطور قدرة أجهزة الكمبيوتر على قراءة الأفكار بحيث تستطيع توصيل عقلك مباشرة بالأداة التى تصلك بالميتافيرس، فلا حاجة لضغط زر أو لمس شاشة أو حتى إيماءة يد.

مفاهيم التواصل البشرى

وتابع د. فتحى شمس الدين قائلا: «عالم الميتافيرس يمثل تحولا شديد الخطورة فى إدراك المعنى الحقيقى للواقع الذى سيمثل فى فترة من فتراته إشكالية تتمثل فى التفريق بين العالم الحقيقى والافتراضي.

وسيغير كثيرا من مفاهيم التواصل البشرى الذى سيتحول من الواقع الحقيقى للواقع الافتراضي الأمر الذى سيفرض كثيرا من التحديات التى يجب على العالم أجمع أن يستعد لها. 
وأوضح انه على الرغم من أن مصطلح الميتافيرس هو مصطلح مرتبط بالخيال العلمي وقد ظهر للمرة الأولى فى عام 1992 على يد الكاتب Neal Stephenson فى روايته التى تحمل الاسم Snow Crash وهو الذى عبّر حينها عن عالم افتراضى يمكن للبشر أن يتفاعلوا مع بعضهم فيه فإنه بدأ استخدام المصطلح خاصة من شركة فيسبوك لتعبر من خلاله عن مستقبل شبكات التواصل الاجتماعى التى ستختفى قريبا جدا بشكلها التقليدى الحالي. 

 


وقال خبير الإعلام الدولى ان حديث شركة فيسبوك عن الميتافيرس واعتبارها أكبر شركة حاليا تستثمر فى تكنولوجيا الواقع الافتراضي فإنه لا توجد شركة واحدة تستطيع امتلاك أو تشغيل الميتافيرس بمفردها فهو يحتاج إلى التعاون حيث إن الأصول التى يمكن للمستخدم امتلاكها فى الميتافيرس يمكنها التنقل فى العالم الافتراضي والتنقل بين المنصات المملوكة للشركات المختلفة. 

100 مليار دولار


ومن جانبه كشف محمد سعيد استشارى النظم والمعلومات خطورة استخدام تقنية ميتافيرس أو الواقع الافتراضى التى أثارت الجدل خلال الأيام الماضية والتابعة لمؤسسة ميتا الجديدة. 

وقال إن تقنية الواقع الافتراضى لها مزايا عديدة يمكن إضافتها فى مجال العمل فإذا نظرنا إلى فيسبوك سنجد أنه على مدار 15 سنة استطاع السيطرة على حياة أكثر من مليار شخص حول العالم، فكيف يكون الحال إذا تحدثنا عن العالم الافتراضى الذى لا يعتمد على مجرد كتابة نصوص وتبادل صور. 

وأضاف قائلا: «مارك زوكربيرج رصد ميزانية بقيمة 100 مليار دولار لإنشاء هذا التطبيق واستحوذ بالفعل على العديد من الشركات المتخصصة فى مثل هذه التقنيات» موضحا طريقة استخدام التطبيق والتى تتمثل فى ان يخلق المستخدم لنفسه الشخصية التى تمثله كما يخلق لنفسه المكان الخاص به ويبدأ أصدقاؤه فى العيش معه داخل هذا المكان متجاوزًا حدود الزمان والمكان. 

وأكد أن التطبيق له جوانب سلبية عديدة ويجب وضع إجراءات للحماية منه بمجرد ظهوره على أرض الواقع، مضيفا «مارك زوكربيرج نفسه حذرنا وقال «اللى هيموت فى الميتافيرس ممكن يموت فى الواقع».

تغيير الاسم

ويؤكد المهندس وليد حجاج : خبير أمن المعلومات أن تغيير اسم شركة فيسبوك إلى «ميتا» كان سيحدث خاصة أن الشركة تخطط لتغيير الاسم منذ فترة طويلة إلا أنه جرى الاستعجال فى تغيير الاسم بشكل كبير لأن مؤسس فيسبوك حاول غسل سمعته بعد الأزمات التى حدثت للشركة خلال الفترة الأخيرة. 

وأضاف أن تغيير الاسم إلى «ميتا» لا يعنى تغيير لوجو فيسبوك ولكن اللوجو سيظل كما هو فهو غير اسم الشركة الأم فقط وأصبح اسمها ميتا لأنه يرى أنه شركته تقدم حلولا تكنولوجية مبتكرة وليست شركة سوشيال ميديا فقط، ويقدم منتجات كثيرة غير السوشيال ميديا. 

ولفت خبير أمن المعلومات إلى أن تغيير اسم فيسبوك لميتا سيكون له مساوئ كثيرة لأنه سيؤدى إلى انغماس كثير من مستخدمى السوشيال ميديا فى مواقع التواصل الاجتماعى لأن ميتا سيجعل الناس تنشغل بها بشكل كبير أكثر من انغماسهم فى الحياة الحقيقية فقد يتزوج الشخص من خلال السوشيال من سيدة من دول أخرى أو ارتبط بأولاده وزوجته من خلال العالم الافتراضى وسقف توقعات وآمال الناس مع العالم الافتراضى أصبح أكبر.
.
ويرى الدكتور حسام النحاس : الخبير التربوى أن مشروع فيسبوك الجديد، «ميتافيرس»وما يقوم بتوفيره من عالم افتراضى يمثل خطرا كبيرا وقلقا بالغا على الأجيال الجديدة خاصة الاطفال لأنه بطبيعة الامر ستتحول كل التطبيقات إلى تنفيذ مخطط العالم الافتراضي 
كما ستتحول الألعاب الإلكترونية إلى العالم الافتراضى وهو ما يمثل خطرا كبيرا على الأجيال القادمة. 

وأضاف الخبير التربوي أن هذا الواقع الافتراضى الجديد الذى يزعم «مارك» أنه واقع بديل للواقع الحسى يخل بالعلاقات الاجتماعية، كما سيكون لمشروع «ميتافيرس» تداعيات تربوية خطيرة. موضحا أن مشروع «ميتافيرس» كان يقدم على أنه روايات خيال علمي ولكنه يريد تحويل الشخص إلى إنسان آلي ولذلك يجب أن يتوخى الجميع الحذر.

 

 مارك زوكربيرج

والتعامل مع هذا المشروع الجديد بحذر شديد. وأوضح الخبير التربوي أن هناك تأثيرا سلبيا مباشرا على الأطفال لأنهم أكثر فئة مستهدفة من مشروع «ميتافيرس» عن طريق الأفلام والألعاب الإلكترونية وبالتالى سيتم نشأة الطفل فى عالم افتراضى غير حقيقى، وسيصعب عليه التعامل مع الواقع وهذا خطر شديد نحذر منه. 

حياة البشر

وتقول الدكتورة ليلى رجب : استشارى الصحة النفسية إن التحول الرقمى الذى تم الإعلان عنه سيكون تغييرا كبيرا فى نمط استهلاك التكنولوجيا خلال الفترة القادمة مشيرة إلى أنه قد يؤثر سلبا على حياة البشر من حيث تفاعلهم مع أقرانهم فى مختلف الأمور الحياتية. 

وتضيف أن ذلك التغير سيسمح للتكنولوجيا بمزيد من التوغل فى حياة الآخرين ما يجعل الشخص ينفصل تدريجيا عن عالمه الواقعى  ومن ثم حدوث تغيرات كبيرة فى سلوكياته وحالته النفسية من خلال تسريع وتيرة الحياة اليومية بصورة مختلفة عما اعتاد الجسم والدماغ عليه وقد يخلق فرضاً للتناحر والسباق بين المستخدمين للوصول لتلك المتعة المزيفة ومع زيادة فرص التعرض للعالم الافتراضى قد يعانى البعض من إدمان التكنولوجيا لدرجة تشبه إدمان المواد المخدرة لأن المخ عند المواظبة على عادة ما يفرز العديد من الناقلات العصبية التى تساعد على الشعور بالسعادة بكميات كبيرة مثل هرمون الدوبامين.

 

مؤسس «فيسبوك» يخصص 100 مليار دولار

للبدء فى تنفيذ التطبيق الجديد

الصحف العالمية: يضع البشر تحت سيطرة شركات التكنولوجيا ومن وراءها 

أثارت تقنية «ميتا فيرس» جدلا واسعا بسبب ما تنطوى عليه من تغليب للواقع الافتراضى على الواقع الحقيقى. وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن التكنولوجيا تستهدف إعادة تصميم للواقع الافتراضي، وجنى أرباح هائلة، فى ظل ما تواجهه فيسبوك من سلسلة من الأزمات، خاصة بعد العطل العالمى الكبير الذى اصابه مؤخراً .. اما موقع «ترو ثيري» فيقول إن هذه التكنولوجيا ستتيح للشركات العملاقة خلق عالم افتراضى يعيش فيه المستخدمون ويتحركون ويتخيلون أنهم ينجزون أشياء ويمارسون أفعالا فى حين أنهم لم يغادروا مكانهم فى العالم الحقيقى. ويضيف أنه إذا كان العالم يشكو من إدمان مواقع التواصل الاجتماعى الآن فإن احتمالات السقوط فى فخ إدمان النسخة الجديدة من هذه المواقع التى تعتمد على تكنولوجيا ميتا فيرس ستكون أقوى بكثير. كما أن الاستغراق فى استخدام هذا الواقع الافتراضى سيؤدى إلى تزايد شعور الأفراد بالعزلة والاكتئاب والعجز عن القيام بأى شىء حقيقى. كما أن الخطر الحقيقى الآخر يتمثل فى حصول شركات التكنولوجيا مثل فيسبوك على كميات أكبر من بياناتنا الشخصية التى ستتحول إلى قوة كبيرة فى يد هذه الشركات ويمكن إساءة استخدامها بسهولة.
 

واوضحت ان استخدام العالم الافتراضى بشكل مفرط قد يتسبب فى زيادة فجوة العزلة الاجتماعية مما يقلل من فرص الترابط الاجتماعى بين العائلات

والأصدقاء والزملاء فى العمل. بالاضافة الى ان التعرض المستمر لمثيرات العالم الافتراضى قد يجعل الشخص يعانى من اضطرابات النوم مثل الأرق مما يؤثر سلبا على سلامة الصحة العضوية والنفسية وقد تزداد تباعا فرص التعرض لبعض الاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب والاضطراب الاكتئابى المستمر واضطراب القلق.

أقرا ايضا |  تعرف على طرق زيادة هرمونات السعادة لديك بخطوات بسيطة