«قمة جلاسكو» .. أمل الأرض في مواجهة تغير المناخ

قمة المناخ "كوب26"
قمة المناخ "كوب26"

انطلاق مؤتمر COP26 لتغير المناخ في جلاسكو هذا الأسبوع في وقت حرج لانتقال الطاقة العالمي هو فرصة حاسمة للبلدان لإحراز تقدم في خططها للحد من الانبعاثات. 

اقرأ أيضا: «الحياد الكربونى» ..هل يكون طوق نجاة العالم من التغييرات المناخية ؟ | تقرير

ستحد التعهدات بشأن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المطروحة في قمة المناخ COP26  من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين مئويتين، وهي المرة الأولى التي يسير فيها العالم في مثل هذا المسار. 

تلك المحادثات التي تتم بين الدول مصدر الانبعاثات والدول الأخرى إذا تم الالتزام بها، فمن المحتمل أن ترتفع درجات الحرارة بنحو ١.٩ درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة.

سيكون ذلك الارتفاع أقل من الحد الأعلى بدرجتين لكن أعلى من الحد الأدنى بـ ١.٥ درجة وهو المنصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ 2015. 

قال ألوك شارما رئيس COP26 في تصريح لـ "الجارديان" إن الالتزامات الجديدة تمثل تقدمًا مهمًا لكن يجب القيام بالمزيد لتحقيق هدف COP26 وهو 1.5C التي تعد في المتناول.

كما أكد أنه مع تعهدات الهند "ثالث أكبر مصدر للانبعاثات" وغيرها من الدول، تمت تغطية 90٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي الآن من خلال التعهدات الصفرية الصافية، بزيادة 30٪ فقط عن العام الماضي. 

وأشار إلى أن الهدف القريب المدى المتمثل في خفض الانبعاثات العالمية إلى النصف بحلول عام 2030 ما زال غير موجود. 

وأضافت باتريشيا إسبينوزا مسؤولة المناخ في الأمم المتحدة أنه علينا العمل على كيفية معالجة هذه الفجوة، وهذا هو التحدي الأكبر لهذا المؤتمر، لكنني لم أسمع أي شخص يقول إنه لا يريد الذهاب إلى 1.5 درجة مئوية.

كما تشارك الوكالة الدولية للطاقة بنشاط في أحداث مؤتمر COP26، ما يؤدي دوراً في قلب الحوار العالمي حول الطاقة من خلال مشاركة بيانات للتوصل إلى حلول.

وأكد فاتح بيرول المدير التنفيذي للوكالة أنه خلال تقاريرنا الرئيسية هذا العام حددنا ما يجب أن يحدث لجلب قطاع الطاقة العالمي إلى Net Zero بحلول 2050، لتسريع تحولات الطاقة النظيفة في العالم النامي. 

كما سلط د.بيرول الضوء على ظهور اقتصاد طاقة عالمي في تقنيات الطاقة النظيفة، مثل الرياح البحرية، ودبلوماسية الطاقة والمناخ الدولية.

مشيراً إلى تمتع أعضاء G7 بوضع جيد لإزالة الكربون بالكامل من إمدادات الكهرباء بحلول عام 2035، ما من شأنه تسريع التقدم التكنولوجي وإطلاق البنية التحتية اللازمة لقيادة أسواق الطاقة العالمية نحو صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

ووفقًا لبحث أجرته جامعة ملبورن فإن خطط الهند أحدثت فرقًا كبيرًا في تقدير درجة الحرارة العالمية.

تعد المرة الأولى التي تمنح فيها التعهدات مجتمعة ومسارات الانبعاثات المحتملة لأكثر من 190 دولة فرصة أفضل من 50٪ للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى أقل من درجتين مئويتين.  

لكن تحقيق ارتفاع أقل من درجتين مئويتين ظل مشروطًا للوصول إلى صافي الصفر في ظل الدول النامية التي تتلقى تمويل المناخ الذي دعت إليه للوصول إلى حياد الكربون.

إن الأبحاث المعدلة منذ "باريس" تظهر أن هدف 1.5 درجة مئوية هو الحد الأقصى للسلامة، إلا أنه من المحتمل أن تصبح بعض تأثيرات الانهيار المناخي لا رجعة فيها، مثل غمر الجزر الصغيرة والطقس القاسي الذي يسيطر على مساحات متقاطعة من الكوكب.
حدد المشاركون في Cop26 في المملكة المتحدة أن "إبقاء 1.5C قيد التنفيذ الفعلي" كهدف رئيسي للمؤتمر، لكن عدداً من الشخصيات البارزة قالت إن الهدف قد يكون موضع شك.

ولكي يحظى العالم بفرصة جيدة للبقاء ضمن عتبة 1.5 درجة مئوية، يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنحو 45٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2010. 

في الوقت الذي تعهدت الهند بزيادة الطاقة النظيفة إلى 500 جيجاوات بحلول عام 2030 وتخفيض كثافة انبعاثات اقتصادها بنسبة 45٪ بحلول نفس التاريخ لكن بعض إجراءاتها تعتمد على تلقي التمويل المناسب.

كما يعد إعلان روسيا عن خطط لزيادة أحجام الغاز الطبيعي المخزنة في منشآتها في أوروبا أمر مشجع للوضع في أسواق الغاز الأوروبية قبل الشتاء.

أيضاً تعتبر أستراليا واحدة من الدول التي لم تتوصل بعد إلى خطط لخفض الانبعاثات بما يتماشى مع حد 1.5 درجة مئوية.

قال المؤلف الرئيسي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إن التحول "الخطير" في الاحتباس الحراري المتوقع نتج إلى حد كبير عن التحسينات الأخيرة في الهند والصين، كذلك التزام الهند بصافي صفر بحلول عام 2070.

وأقرت بعض الشخصيات الرئيسية في المحادثات بأن الدول المجتمعة في جلاسكو لن تحقق هذا الهدف، لكن السباق مستمراً الآن لسد الفجوة بين التعهدات التي تم طرحها والتخفيض المطلوب بنسبة 45٪.

ويؤكد المحللون أنه يتعين على صانعي القرار المجتمعين في جلاسكو من أجل COP26 أن يتذكروا أن الانتقال إلى الطاقة منخفضة الكربون لن ينجح ما لم يتم دعمها من قبل الجمهور وتقديم فوائد لأكبر عدد ممكن من المواطنين.