إثيوبيا تقترب من حرب أهلية.. والأمم المتحدة توثق «جرائم حرب» في تيجراي

جنود أسري تابعين للجيش الإثيوبي فى قبضة قوات تيجراي
جنود أسري تابعين للجيش الإثيوبي فى قبضة قوات تيجراي

عواصم- وكالات الأنباء

نددت المفوضة السامية لحقوق الإنسان فى الأمم المتحدة ميشال باشليه أمس بـ«وحشية قصوى» تطغى على النزاع فى إقليم تيجراى خلال عرضها نتائج تحقيق أجرى مع الإثيوبيين وخلص إلى احتمال وقوع جرائم ضد الإنسانية ارتكبها كل الأطراف.

وأكدت باشليه فى جنيف أن خطورة الانتهاكات التى رصدناها تؤكد ضرورة محاسبة المسؤولين عنها مهما كان المعسكر الذى ينتمون إليه، وأجرى التحقيق بشكل مشترك بين مكتب باشليه والمفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان التى أسستها الحكومة الاثيوبية، وشمل النزاع الذى تشهده البلاد منذ سنة.

وأفاد التقرير: «ثمة أسباب معقولة تدفع للاعتقاد بأن كل أطراف النزاع فى منطقة تيجراى ارتكبوا، بدرجات متفاوتة انتهاكات للقانون الدولى لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولى وقانون اللاجئين الدولي، قد يشكل بعضها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لكن الفريق واجه عراقيل ولم يتمكن من القيام بكل زياراته المرتقبة الى بعض مناطق تيجراى كما جاء فى بيان المفوضية السامية.

وندد التقرير مستندا إلى شهادات، بـ«هجمات عشوائية» ضد المدنيين وإعدامات خارج إطار القضاء واعمال تعذيب وخطف وتوقيفات عشوائية أو حتى أعمال عنف جنسية ونهب.

فى سياق آخر، أعلنت مجموعة من اثنية أورومو، حليفة جبهة تحرير شعب تيجراى التى تقاتل القوات الموالية للحكومة فى شمال اثيوبيا، أمس لوكالة فرانس برس أن الاستيلاء على أديس أبابا «مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع».

وأعلنت جبهة تحرير تيجراى فى نهاية الأسبوع سيطرتها على مدينتين استراتيجيتين، ديسى وكومبولشا، على بعد 400 كيلومتر شمال أديس أبابا بدون استبعاد الزحف الى العاصمة.

ورداً على سؤال حول احتمال دخوله العاصمة، قال الناطق باسم جيش تحرير أورومو، أودا طربى «اذا استمرت الامور على الوتيرة الحالية فستكون حينئذ مسألة أشهر إن لم يكن أسابيع».


ووصف الناطق باسم جبهة تحرير تيجراى جيتاشو رضا هذه الاجراءات بأنها «تفويض مطلق لسجن أو قتل عناصر جبهة تيجراي».

وكتب على تويتر: «فيما أصبح النظام على وشك الانهيار، يطلق آبى أحمد ومساعدوه أجواء رعب وانتقام».

فى غضون ذلك، أعلنت الحكومة الفيدرالية أمس أن القوات الجوية الإثيوبية التى نفذت غارات جوية منتظمة على تيجراى فى الأسابيع الماضية، استهدفت «مركز تدريب عسكرى لمجموعة جبهة تحرير شعب تيجراى « فى ادى بوراى شمالاً.

وفى تكثيف للضغوط الدولية، أعلن الرئيس الأمريكى جو بايدن أمس الأول أنه ألغى امتيازات تجارية ممنوحة لإثيوبيا بسبب انتهاكات لحقوق الإنسان فى حملتها العسكرية فى إقليم تيجراي.

وحذرت الخارجية الأمريكية أمس رعاياها من السفر إلى إثيوبيا بسبب «خطر تصاعد النزاعات المسلحة».

كما جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدعوة إلى «وقف فورى للمعارك وإلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية الضرورية لإنقاذ الأرواح من دون عوائق، وإقامة حوار وطنى يشمل كل الأطراف لحل هذه الأزمة وإيجاد أسس للسلام والاستقرار فى كل أنحاء البلاد».

كان وزير خارجية الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل قد أعرب عن «قلقه» إزاء إعلان حالة الطوارئ، مشددا على أن هذا الأمر سيدفع بالبلاد أكثر فأكثر نحو الحرب الأهلية.

إقرأ أيضاً | جبهة تحرير تيجراي تكذب إثيوبيا وتنفي استهداف مركز تدريب تابع لها