م.القلب

اللى جه من «الريش»

فاتن عبدالرازق
فاتن عبدالرازق

اثار الفيلم المصرى «ريش» حالة من الجدل الكبير داخل الوسط الفنى وعلى مواقع التواصل الاجتماعى وفى برامج « التوك شو « بالفضائيات بعد أن تم عرضه بمهرجان الجونة السينمائى وانسحاب مجموعة من الفنانين خلال العرض من بينهم شريف منير واحمد رزق واشرف عبد الباقى والمنتج تامر حبيب وبرر العديد من الفنانين غضبهم من الفيلم مؤكدين انه ينقل صورة مسيئة لمصر ..اما عمر الزهيرى مخرج الفيلم فهو مقتنع بما قدمه كعمل فنى حصل على جائزة من مهرجان كان بفرنسا وجائزة ايضا من مهرجان الجونة بمصر .

ولاننى اؤمن تماما ان اختلاف الرأى لا يفسد للود قضية اؤكد انه لا أحد ينكر انه يوجد فى مصر فقر مثل معظم دول العالم واكثرها تقدما وثراء ولكن الاستمرار فى اظهار هذا الفقر على انه هو الواقع وانه لم تتم محاولة تغييره أو ازالته من المجتمع من خلال مبادرات القيادة السياسية العظيمة التى تستهدف تطوير وإعادة تأهيل القرى والمناطق غير الامنة والأكثر احتياجا فى كل المحافظات والتى تتكلف مئات المليارات من الجنيهات وعدم اظهار بعض أو جزء من الواقع الجديد الذى نعيشه حاليا فهذا تعنت وإصرار على اظهار القبح وليس القبح فقط ولكن عدم النظافة والسلوك السيئ الذى لم نعهده حتى فى افقر الاحياء .

اتفهم ومع الكثيرون من خلال مناقشاتنا أن بعض الأفلام السينمائية التى قدمت فى مصر منذ أكثر من ١٥ عاما مثل « حين ميسرة « و «هى فوضى « و « الفرح « كانت بمثابة جرس الانذار ولفت النظر للحكومة والمجتمع ان هناك احياء بأكملها بها العديد من الأسر التى تعانى من الفقر المدقع والعشوائية وتراجع الخدمات الصحية والتعليمية ولكن من غير المفهوم أن يقدم فيلما مثل « ريش» حاليا فى ظل وجود اهتمام كبير من الحكومة بالفعل و تنفيذها للعديد من المبادرات القومية الكبرى مثل « حياة كريمة « و « تكافل وكرامة « و « ١٠٠ مليون صحة « وغيرها للارتقاء بالأحياء وبالاسر الفقيرة وتحقيق نقلة حضارية للمجتمع انتظرناها جميعا طويلا .

اننى انحاز الى حرية الابداع والفن ولكنى لست مع إيذاء العين أو النفس بالمشاهد المقززة واؤكد أن فيلما أو مائة فيلم مثل « ريش» لن تسىء ابدا الى سمعة مصر أو الى صورتها المشرقة الجديدة .