الأمم المتحدة تحتفل باليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار"العقاب من الإفلات ومسألة سلامة الصحفيين"، في جلستها 68 عام 2013، والذي أعلن بمقتضاه يوم 2 نوفمبر ليكون "اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين".

وقد حث هذا القرار الدول الأعضاء على اتخاذ تدابير محددة لإنهاء الافلات من العقاب، وتم إختيار هذا التاريخ في ذكرى اغتيال الصحفيين الفرنسيين في مالي في الثاني من نوفمبر عام ٢٠١٣.

لا شك أن عمل الصحفيين ضروري لحماية الحق الأساسي في حرية التعبير الذي تكفله المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فضلاً عن أن تعرض الصحفيين للاعتداء وإفلات مرتكبي الاعتداء من العقاب على أفعالهم يعنيان انهيار النظام الأمني والنظام القضائي اللذين ينتفع بهما الجميع.

وبمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين، أفادت المديرة العامة لليونسكو أودري أزولا، أن الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين من أكثر القضايا إلحاحًا لضمان حرية التعبير والوصول إلى المعلومات لجميع المواطنين، وبين عامي 2006 و 2020، قُتل أكثر من 1200 صحفي في جميع أنحاء العالم في أثناء أداء واجباتهم في نقل الأخبار وتقديم المعلومات للجمهور.

ووفقًا لمرصد اليونسكو للصحفيين الذين قتلوا، أفلت القتلة من العقاب في 9 من أصل كل 10 حالات.

وفي حين أن القتل هو أكثر أشكال الرقابة على وسائل الإعلام تطرفاً، فإن الصحفيين يتعرضون كذلك لتهديدات لا حصر لها تتراوح من الاختطاف والتعذيب والاعتداءات الجسدية الأخرى إلى المضايقات، ولا سيما في المجال الرقمي، وتتسبب التهديدات بالعنف والاعتداء على الصحفيين على وجه الخصوص في مناخً من الخوف لدى الإعلاميين، مما يعيق التداول الحر للمعلومات والآراء والأفكار لجميع المواطنين.

كما تتأثر الصحفيات بشكل خاص بالتهديدات والاعتداءات، ولا سيما على الإنترنت، ووفقًا لورقة المناقشة الأخيرة لليونسكو بأس "الهدوء: الاتجاهات العالمية في العنف عبر الإنترنت ضد الصحفيات"، قالت 73٪ من الصحفيات اللاتي شملهن الاستطلاع إنهن تعرضن عبر الإنترنت للتهديد والترهيب والإهانة فيما يتعلق بعملهن.

وفي كثير من الحالات، لا يُحقق تحقيقا سليما في التهديدات بالعنف والاعتداء على الصحفيين. هذا الإفلات من العقاب يشجع مرتكبي الجرائم على اعتداءات وأعمال قتل أكثر قسوة، فضلا عما لذلك في الوقت نفسه من أثر مروّع في المجتمع بما في ذلك الصحفيين أنفسهم. ويساور اليونسكو القلق من إلحاق ظاهرة الإفلات من العقاب أضرارا بمجتمعات بأكملها بالتستر على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان والفساد والجرائم.

ويسلط اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين لعام 2021 الضوء على الدور الفعال لأجهزة النيابة العامة في التحقيق والملاحقة ليس فقط في جرائم القتل ولكن أيضًا في التهديدات بالعنف ضد الصحفيين. تسلط حملة هذا العام الضوء على الصدمة النفسية التي يعاني منها الصحفيون بسبب التهديدات ، و لزيادة الوعي بأهمية التحقيق من التهديدات ومقاضاة مرتكبيها من أجل وضع حد للإفلات من العقاب لأولئك الذين يهاجمون الإعلاميين.