رائد القلم والمشرط.. ذكرى وفاة رجل العلم والإيمان مصطفى محمود

دكتور مصطفى محمود
دكتور مصطفى محمود

رغم مرور 12 عاما على وفاته، إلا أنه مازال حياً فى الأذهان، محفورا بما قدمه من علم فى ذاكرة الكثيرون، إنه العالم الدكتور مصطفى محمود الذى درس الطب واحترف الكتابة، ففي مثل هذا اليوم رحل عن عالمنا المفكر الكبير عن عمر ناهز الـ 88 عاما، تاركا خلفه إرث عظيم من العلم فى مجالات مختلفة من طب وأدب وفلسفة، إلى أن وصل لتقديم رائعته العلم والإيمان الذى ربط فيه العلم بالإيمان، وقدم فيه لمكتبة التلفزيون حوالى 400 حلقة، تعد موسوعة علمية رائعة.


كان رائدا فيما يقدمه لذا استحق لقب "رائد القلم والمشرط"، كناية عن تفوقه فى مجالي "الطب والكتابة"، وكان قد ولد في27 ديسمبر 1921، وينتمي إلى الأشراف وينتهي نسبة إلى علي زين العابدين، وكان منذ صغره محبا للعلوم، فكان يمتلك معملا صغيرا في المنزل، وبدأ بالفعل وهو صبي يصنع "مبيدات" يقتل بها الصراصير، ثم يقوم بتشريحها، فقد كان علم التشريح يستهويه بشدة في تلك الفترة المبكرة من حياته، وقد درس الطب وتخرج عام 1953.


وتفرغ للكتابة والبحث بدء من عام 1960 عندما أصدر الرئيس عبد الناصر قراراً ‏بمنع‏ ‏الجمع‏ ‏بين‏ وظيفتين‏، وكان‏ ‏مصطفى‏ محمود وقتها يجمع بين عضوية نقابتي الأطباء والصحفيين، فقرر‏ ‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏عضوية‏ ‏نقابة‏ ‏الأطباء‏، وحرمان‏ ‏نفسه‏ ‏من‏ ‏ممارسة المهنة إلى الأبد، ‏مفضلًا ‏الإنتماء إلى نقابة‏ ‏الصحفيين‏، والعمل كأديب ومفكر.

 

اقرأ أيضا : الذكرى 67 للمحاولة الأشهر لاغتيال ناصر بالإسكندرية


اشتهر بالصوفية والتدبر فى خلق الله، وألف 89 كتابا متنوعا، منها كتب متخصصة فى الفلسفة، ومنها كتب دينية، وغيرها اجتماعية أو سياسية، بالإضافة إلى قصص الرحلات، ويتميز أسلوبه فى الكتابة أو السرد بالعمق والبساطة مع الجاذبية، وكان برنامج "العلم والإيمان هو ما نشر شهرته بين العوام من الناس والبسطاء، لما كان يقدم فيه من معلومات بسيطة وسلسة وتهم مختلف الفئات، ويعد البرنامج علامة كأكثر برنامج حظي بنسبة مشاهدة عالية في التلفزيون المصري.


أنشأ الراحل مسجدا في عام 1979 باسمه "مسجد مصطفى محمود"، حيث اشترى قطعة أرض من عائد أول كتبه «المستحيل»، وأنشأ به الجامع وفيه 3 مراكز طبية ومستشفى.