مشاهير السوشيال ميديا.. ضحايا جرائم العنف الأسري

الزوج تانج لو اثناء الحكم بإعدامه
الزوج تانج لو اثناء الحكم بإعدامه

 دينا جلال

يعتاد الانفلوينسرز أو مشاهير العالم الافتراضي لمواقع التواصل الاجتماعي على حصد آلاف وملايين المتابعات والتعليقات والإعجابات بقصصهم ومغامراتهم الدائمة إلا أن الدقائق الأخيرة في حياة عدد منهم انتقلت إلى أرض الواقع لتكشف تفاصيل حياتهم الحقيقية، وتحصد صدمات وأحزان متابعيهم لتصبح القضايا الأشهر في جرائم القتل على مستوى العالم.

في عالم الانفلوينسرز والفلوجر أو نجوم السوشيال ميديا تظهر المثالية وروح المغامرة التي تبديها العديد من النساء ولكن تصادف وقوع عدد منهم ضحايا لحوادث العنف الأسري وتحديدًا على أيدي شركاء حياتهن ممن شاركوهن أجمل اللحظات عبر السوشيال ميديا لتتحول نهاياتهن إلى عناوين للصحف والمواقع العالمية.

مطاردة الزوج القاتل

منذ أيام قليلة أعلنت الشرطة الفيدرالية العثور على جثة لاعب كمال الأجسام الأمريكي توم شاركي- 49 سنة – بعد دقائق من إطلاق النار على نفسه بعد علمه بمطاردة الشرطة له، وراء مشهد نهاية توم حادث أو جريمة ارتكبها وقادته نحو تلك النهاية؛ حيث ظلت الشرطة تبحث عنه عدة أشهر بعد مقتل زوجته الانفلوينسر الأمريكية الشهيرة عبرالإنستجرام أليكسيس شاركي -27 سنة - وتسبب حادث مقتلها في صدمة متابعيها حيث كانت تظهر طوال الوقت بمظهر مثالي وتعلن حبها لزوجها لمتابعيها وفي النهاية عثرت الشرطة على جثتها على طريق هيوستن خلال احتفالات الأمريكيين بعيد الشكر في نوفمبر الماضي.

اعتقد الكثيرون في البداية أن اليكسيس واحدة من ضحايا الشوارع ممن تعرضن للاعتداء والقتل بطريقة مروعة ثم ألقاها الجاني على جانب طريق نائي بإهانة متعمدة، وعثر عامل صرف صحي على جثتها وأبلغ شرطة هيوستن التى اشتبهت في البداية في مجرم عشوائي تعقبها وقتلها، ولكن اختفاء الزوج وهروبه من الولاية بأكملها وضع علامات استفهام حوله وكذلك عدم وجود إصابات أو آثار اعتداء على جسد الضحية يشير الى رغبة القاتل في التخلص منها بدافع انتقامي، وكذلك كشف المقربون من الضحية كواليس الصورة المثالية لجميلة الإنستجرام وزوجها ليشيران الى خلافاتهما المتكررة، وفي الشجار الأخير لهما توعدها توم بالتخلص من مشاكله للأبد، واكتشف متابعو اليكسيس أنها كانت على وشك التقدم بطلب الطلاق من زوجها بسبب إساءته لها وألمحت في رحلتها الأخيرة إلى المكسيك باضطرابها وقلقها على أمنها وحياتها.

استمرت مطاردة الشرطة لتوم عدة أشهر، وحاولت الشرطة الفيدرالية تعقبه الى أن وصلت إلى مكان إقامته بمنزل ابنته بفلوريدا، وما أن وصلت الشرطة الى منزله حتى فاجأهم بانتحاره بإطلاق النار على نفسه لتجنب المحاكمة والسجن.

بث مباشر

ننتقل إلى الصين التي تشهد جريمة بشعة حيث يمثل أحد الأزواج القتلة، ويدعى «تانج لو»أمام المحكمة بتهمة قتل زوجته «اماشو» -30 سنة- مدونة فيديوهات أو نجمة البث المباشر في الصين حيث اشتهرت باسم «الجميلة لامو»والغريب في الأمر أن الواقعة تم تسجيلها في بث مباشر حيث اغرق الزوج زوجته بالبنزين وحرقها حية أثناء بث فيديو روتيني خاص بها حيث أصيبت بحروق تصل إلى 90 بالمائة في كافة أنحاء جسدها وتوفيت بعد أسبوعين فقط من وقوع الحادث وهو الأمر الذي رصدته المحكمة في وثائقها ليطالب المدعي العام بإصدار عقوبات شديدة ضد الزوج القاتل.

مثل الزوج القاتل أمام المحكمة الأسبوع الماضي، وفجر والد الزوجة الضحية مفاجأة تؤكد حصول اموشو على الطلاق قبل أشهر من مقتلها بسبب معاناتها من العنف الدائم لزوجها ومع ذلك لم يمنح الطلاق الحماية الكاملة للزوجة، بل دفع زوجها إلى التربص بها وقتلها حرقًا أثناء تصويرها أحد فيديوهاتها  في سبتمبر العام الماضي، وتلقى الزوج حكمًا بالإعدام بتهمة القتل العمد أمام محكمة مقاطعة سيتشوان الريفية بمحافظة أبا، وجاء في بيان المحكمة؛ أن جريمة الزوج كانت قاسية للغاية وتسبب في تأثير اجتماعي شديد السوء وهو الأمر الذي يدعو إلى عقوبة قصوى مشددة، وبالفعل تسببت جريمة حرق اموشو في حالة من الغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي الصينية المتنوعة نحو قضايا العنف المنزلي، حيث اعتادت على توثيق ونشر مقاطع فيديو لحياتها الريفية وتحصد فيديوهاتها ملايين الإعجابات، وجرمت الصين العنف المنزلي بشكل قانوني منذ عام 2016  بعد انتشار الحالات بشكل ملحوظ خاصة في المجتمعات الريفية.

نجمة الاختفاء

نعود إلى أمريكا مرة أخرى حيث تحولت الفلوجر أو الانفلوينسر الشهيرة «جابي بيتيتو» بفلوريدا إلى حديث الأمريكيين بعد اختفائها منذ الشهر الماضي إلى أن أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي العثور على جثتها بعد عملية بحث مكثفة عند الإبلاغ باختفائها في ظروف غامضة أثناء رحلة برية مع صديقها؛ ليفجر تقرير الطب الشرعي مفاجأة مقتلها لتتوالى المفاجآت حول الانفلوينسر الشهيرة.

اشتهرت بيتيتو -22 سنة- بترك وظيفتها وبث فيديوهات خاصة لرحلاتها المتنوعة عبر إنستجرام وهي تتنقل بسيارة نقل صغيرة في رحلات متنوعة تجوب كافة انحاء الولايات الأمريكية مع صديقها بريان لوندري - 23 سنة-وألمحت الشرطة في البداية إلى خطورة دور لورندي لتعتبره شخصًا مهمًا في القضية خاصة بعد رفضه التعاون مع الشرطة واختفائه بعد طلب التحقيق معه، وبعد الحادث كشفت الشرطة عن إحدى الوقائع التي تعرضت فيها بيتيت للعنف من قبل صديقها؛ حين تدخل رجل شرطة بعد إيقاف سيارتها وشكت بيتيتو للشرطي من معاناتها من مشاكل صحية وعقلية وخلافات مع صديقها، وهو الأمر الذي أظهرته لقطات الكاميرا المثبتة في زي الضابط ولم يوجه ضابط الشرطة أي تهم نحو الزوجين في ذلك الموقف لكنه أمر الزوجين بقضاء ليلة هادئة بعيدًا عن بعضهما لينتهي الأمر بجريمة قتل الانفلوينسر الشهيرة.