الحزب الحاكم يتطلع إلى بداية جديدة في انتخابات عامة في اليابان

رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا
رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا

يأمل رئيس الوزراء الجديد فوميو كيشيدا في الاحتفاظ بمنصبه بعد الانتخابات التشريعية التي تجري اليوم الأحد 31 أكتوبر، في اليابان ويرجح أن يفوز فيها حزبه لكن مع بعض الخسائر، وفقا لمحللين ووسائل إعلام يابانية.

وفتحت مراكز الاقتراع في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد 31 أكتوبر، على أن تغلق عند 20,00 بالتوقيت المحلي (11,00 ت ج).

ودعي نحو 106 ملايين ياباني لاختيار 465 نائبا من أصل 1051 مرشحا. وكان الوباء والاقتصاد الموضوعين اللذين هيمنا على حملة انتخابية قصيرة استمرت 17 يوما.

وكان استياء بعض الناخبين واضحا الاحد.

اقرأ أيضًا: بلينكن يلتقي نظيره الصيني على هامش «قمة العشرين»

وقالت الموظفة المتقاعدة تيرويو كانيكو (76 عاما) لوكالة فرانس برس بعد خروجها من أحد مراكز الاقتراع إنها "تركز على سياسات مكافحة الفيروس وتريد أيضا أن تقول شيئا للحكومة القائمة منذ فترة طويلة بشأن طريقتها التعسفية في اتخاذ القرار".

أما ماساهيرو ساشيدا وهو موظف يبلغ 50 عاما أدلى بدلوه أيضا، فقال إنه يشعر "بالملل من الفساد المستشري في السياسة".

وقالت شيهيرو ساتو (38 عاما) وهي ربة منزل وأم لطفل إن "الاقتصاد يعاني بسبب فيروس كورونا لذلك أجريت مقارنة بين ردود فعل السياسيين".

في آخر انتخابات تشريعية، حصل الحزب الليبرالي الديموقراطي (يمين قومي) الذي يسيطر على السياسة اليابانية من دون منازع منذ 66 عاما، على 276 مقعدا وحليفه حزب كوميتو (يمين الوسط) على 29 مقعدا، أي 305 مقاعد في المجموع، ما منحه سيطرة كبيرة على السلطة.

"عاد إلى الحياة"
لكن الوضع تغير كثيرا مقارنة بالانتخابات التشريعية الأخيرة التي أجريت في 2017.

فقد استقال شينزو آبي في سبتمبر 2020 لأسباب صحية. ولم يستمر خلفه يوشيهيدي سوجا في المنصب إلا لعام واحد فقط، إذ لم يكن يتمتع بشعبية كبيرة بسبب طريقة إدارته الأزمة الصحية ورغبته في تنظيم الألعاب الأولمبية في طوكيو هذا العام بأي ثمن.

وكيشيدا (64 عاما) الذي انتخب رئيسا للحزب الليبيرالي الديموقراطي نهاية سبتمبر ثم عين رئيسا للوزراء من قبل البرلمان في بداية أكتوبر، لا يتمتع بشعبية كبيرة لدى الرأي العام. وقد بلغت في أوائل أكتوبر نحو 50 في المئة، أحد أدنى المستويات لرئيس حكومة ياباني جديد منذ عشرين عاما.

ويسعى كيشيدا للحصول على أقل غالبية مطلقة في الانتخابات التشريعية: 233 مقعدا للحزب الليبيرالي الديموقراطي وكوميتو معا. وهي طريقة لحفظ ماء الوجه حتى في حال فقدان عدد كبير من المقاعد.

وحذّر مايكل كوتشيك أستاذ الدراسات الآسيوية في الحرم الياباني في جامعة تمبل خلال مقابلة مع وكالة فرانس برس "إذا انخفض عدد مقاعدهم إلى هذا المستوى، سيؤثر ذلك بشكل كبير على سمعة كيشيدا".

وقال كيشيدا بعد انتخابه رئيسا للحزب "يجب أن نظهر للجمهور أن الحزب الليبيرالي الديمقراطي عاد إلى الحياة"، متعهدا جعل المعركة ضد كوفيد أولويته لكن أيضا تنشيط الاقتصاد وخفض التفاوتات الاجتماعية المتزايدة.

استفاد الحزب الليبرالي الديموقراطي دائما من معارضة ضعيفة ومجزأة تاريخيا. لكن في هذه الانتخابات التشريعية، تتحالف خمسة أحزاب معارضة في العديد من الدوائر، وهو أمر غير مسبوق قد يضعف منافسها.

"رياح معاكسة"
قال ستيفان أنغريك الخبير الاقتصادي في مجموعة "موديز اناليتيكس" إن كيشيدا "يواجه رياحا معاكسة بسبب انخفاض شعبيته ومعارضة أكثر تنظيما".

لكن الحزب الليبرالي الديموقراطي يملك موارد كبيرة وما زال بارعا في فن التحكم بالعملية الانتخابية خصوصا في المناطق الريفية حيث يقيم روابط قديمة جدا مع الناخبين.

وذكر كوتشيك بأن "هناك علاقات شخصية تربط بين أهالي مرشحي الحزب والناخبين وتعود إلى عدة أجيال".

وهناك نقطة أخرى في صالح كيشيدا وحزبه، فقد انخفض عدد الإصابات بفيروس كورونا أخيرا في اليابان، بعدما وصل إلى مستويات قياسية في أغسطس.

وبعد بداية صعبة أوائل العام 2021، تسارعت حملة التلقيح في الأرخبيل حيث تلقى أكثر من 71 في المئة من السكان اللقاح بشكل كامل.