الحضارة المصرية القديمة لا تتمثل فقط فى التماثيل والمعابد التى تركها المصريون القدامي، وإنما أيضًا مجموعة من الحرف اليدوية التى لا يوجد مثيلها فى دولة أخرى على مستوى العالم، والتى توارثها المصريون أجيالاً بعد أجيال إلى أن وصلت ليومنا هذا، بعضها وصل للعالم، وتتشرف بها الكثير من المعارض الأوروبية إلا أن هناك منتجات أخري، خلف ستار النسيان.
وهذا ما دفع شابة مصرية تدعى سارة عرب، لإطلاق مشروع «أرسينوي» لتسويق المنتجات اليدوية المصرية في دول أوروبا، إلى أن نجحت فى هذا الأمر، وباتت المنتجات التى تصنعها أيدى الحرفيين المصريين على رأس مطالب الطبقات الرفيعة فى جميع دول أوروبا.
تحكي سارة «للأخبار»: سافرت إلى ألمانيا عام 2018، وعملت في بنك لمدة عامين إلا أنني تركته لرغبتي الشديدة فى عمل حاجة خاصة بي تفيد المصريين، خاصة أننى أعلم جيدًا أن المصريين لديهم أشياء جميلة بإمكانها إبهار العالم».
تابعت: «فكرت فى الأشياء التى يبرع فيها المصريون ومن الممكن ان نقدمها للغرب، فكرت في الأكل فوجدت أن الأكل المصرى منتشر فى جميع أرجاء ألمانيا، ففكرت فى شىء آخر، وجدت الصناعات اليدوية التى لا تخلو من أى بيت مصرى بإمكانها خطف إعجاب كل أوروبي، وقررت نقلها إلى أوروبا حتى يعلموا مدى براعة المصريين، ومن هنا جاءت فكرة المشروع».
تعتمد فكرة «أرسينوي» بشكل أساسى على تسويق المنتجات اليديوية المصرية فى مختلف أنحاء أوروبا، خاصة أنها لاحظت فى ألمانيا أن الألمان الذى يرغبون فى تقديم هدية ثمينة لأحد ينزلون مصر لشراء تلك المنتجات اليدوية، الآن قدموا لهم تلك المنتجات اليدوية حتى أيديهم وبسهولة يمكنهم شراؤها دون بذل مجهود كبير، كما أن فكرة المشروع لا تقوم فقط على مجرد نقل منتج مصرى إلى أوروبا بل نقل الثقافة والحضارة المصرية وكذلك بعض الفنون المختلفة، وذلك من خلال الصناعات اليدوية.
أضافت سارة: «لدينا موقع إليكترونى عليه ملايين المتابعين نعرض عليه منتجات لحرفيين منتشرين فى مختلف أنحاء الجمهورية بأشكال وأنواع مختلفة، ويقبل على الشراء مواطنون من جميع الدول الأوروبية».
وتابعت: «بدأت تنفيذ المشروع من خلال تقنين الأوضاع وتجهز كافة الأوراق اللازمة، ثم بدأنا فى التعاقد مع الحرفيين والمؤسسات التى سوف نأخذ منها المنتجات اليدوية التى بالطبع ستكون على درجة عالية من الجودة. وهناك جانب آخر يتمثل فى القراءة والاطلاع ومعرفة كيفية التسويق للمنتج المصري، وكذلك تحديد العنصر الذى سنعمل على تسويق منتجاته».
أما عن أبرز المشاكل التى واجهتهم هى التواصل مع الحرفيين من ألمانيا وهم فى مصر، خاصة أنهم يضعون معايير ثقيلة لاختيار المنتج والعاملين عليه، كما أنه كان من الصعب توصيل وجهة نظرهم وهى التسويق للفنون المصرية والصناعات اليدوية للحرفيين، وكذلك كان لديهم مشكلة الوصول للشريحـــة المســـتهدفة من تلك المنتجات حتى تغلبوا على تلك المشكلات وأصبحت منتجاتهم من الأشهر فى أوروبا.
وأضاف سارة: منذ اليوم الأول لإطلاق المشروع ونحن نطوره باستمرار، والنجاح يقود لنجاح آخر، ومستقبل تطور المشروع ليس له حدود، كما أننا نغير من شكل الموقع باستمرار ونضع تفاصيل جديدة حتى لا يعتاد العميل على شكل واحد دون إفساد الفكرة العامة، كما أننا نقدم منتجات جديدة باستمرار.
ونوهت سارة إلى أنها بدأت المشروع بمبلغ بسيط للغاية، من أموالها الخاصة، ولكن مع تطور الفكرة باستمرار تتمنى ان تكون هناك جهة تمويل حتى يصل الفن اليدوى المصرى لمختلف أنحاء العالم.. أما عن أبرز المنتجات التى تسوقها، الشنط والمحافظ اليدوية القديمة، منتجات خشب السرسوع الذى يُصنع منه أطباق وأكواب وأشياء مختلفة، أما عن الأقمشة، يستخدمون قماش «التالي» الذى يُصنع فى أسيوط وينسجون منه منتجات مختلفة، وكذلك الصناعات الفخارية بمختلف أنواعها وأشكالها، ونقدم منتجات مصنوعة من أشياء معاد تصنيعها وصديقة للبيئة لأن هدفهم أيضًا الحفاظ على البيئة.