أزمات مؤتمر تغير المناخ.. اتهامات بالفشل وشكوك حول إبطاء درجة حرارة الكوكب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2019، المعروف بـ COP25، او مؤتمر الأمم المتحدة الخامس والعشرين لتغير المناخ عُقد فى مدريد، بإسبانيا.

وقد ضم المؤتمرالأعضاء فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (UNFCCC)، وشمل الاجتماع الخامس عشر للأعضاء في بروتوكول كيوتو (CMP15)، والاجتماع الثانى للأعضاء فى اتفاق باريس (CMA2). 

وكان من المقرر عقد المؤتمر فى تشيلى ولكن بعد اعتذارها تم عقده فى مدريد فى الفترة من 2 إلى 15 ديسمبر. ودعمت وزارة الخارجية الألمانية تنظيم المؤتمر بمبلغ 300 ألف يورو. غير أن تشيلى استمرت فى تولى رئاسة المؤتمر وقادت المفاوضات.

وشارك وفود 196 دولة فى المؤتمر، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية التى أعلنت انسحابها من اتفاقية باريس للمناخ ممثلة بوفد من 16 نائبا يمثلون الكونجرس ومجلس الشيوخ وكانت على رأسهم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وقتها. 

الاحتباس الحراري

لم يتمكن المؤتمر من الوفاء بالآمال التى كانت معقودة عليه، كما شهد العديد من الانقسامات بين الدول المشاركة بشأن سبل مواجهة الاحتباس الحراري. وأعرب وزير الخارجية الألمانية هايكو ماس عن شعورة بخيبة أمل بسبب نتيجة المؤتمر، حيث قال: لم ينجح مؤتمر الأطراف الخامس والعشرون للأسف فى أن يكون علامة حاسمة فى الحرب ضد تغير المناخ. لقد كرست ألمانيا والاتحاد الأوروبي عملها من أجل التوصل إلى اتفاقات طموحة. وقد حالت بعض الدول دون ذلك.

تمكنَّا على الأقل من الدفاع عن اتفاق باريس وحققنا أيضاً تقدماً مهماً فى بعض الأمور، على سبيل المثال فيما يتعلق بمسألة مكافحة الأضرار المناخية، وهو أمر مهم بالنسبة لعديد من البلدان النامية. يتعين الآن على جميع الدول العمل على التوسع بشكل ملحوظ فى جهودها لحماية المناخ على المستوى الوطنى».

وخلال مؤتمر مدريد، عادت إلى الواجهة الانقسامات القديمة بين الدول الغنية الملوثة للبيئة والدول النامية بشأن الجهة التى عليها خفض انبعاثات الغازات الفيئة ومقدار ذلك وكيفية دفع التريليونات التي تحتاجها البشرية للتكيف مع التغير المناخى.

وفى الوقت نفسه، أدت الخلافات بين الدول الفقيرة المعرضة للكوارث المناخية وتلك العملاقة الصاعدة مثل الصين والهند، الدولتين الأولى والرابعة فى ترتيب الانبعاثات فى العالم، إلى عرقلة التقدم.

وفى الجلسة الختامية للمؤتمر، أعربت الوفود المشاركة عن أسفها على الفشل فى التوصل إلى اتفاق بشأن المادة السادسة لاتفاقية باريس 2015 الخاصة ببعض التفاصيل التقنية لتنفيذ الاتفاق فى بناء آلية السوق، خاصة سوق الكربون العالمية. وتم الاتفاق على تأجيل العمل لإجراء المزيد من المناقشات في مؤتمر (كوب 26) فى جلاسكو 2021.

الخسارة والضرر

واتُّهمت الولايات المتحدة بلعب دور المفسد فى عدد من القضايا الحيوية بالنسبة للدول المعرضة للكوارث المناخية، بما فى ذلك ما يسمى بتمويل «الخسارة والضرر». وقال هارجيت سينج، الناشط المعنى بالمناخ فى مؤسسة «أكشن إيد» الخيرية إنّ «الولايات المتحدة لم تحضر بحسن نية». وتابع: «إنهم يواصلون عرقلة جهود العالم لمساعدة الأشخاص الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب بسبب تغير المناخ».

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، فى تقرير لها أن محادثات المناخ العالمية التى عُقدت فى إسبانيا تحت رعاية الأمم المتحدة انتهت بتوجيه أصابع الاتهام واتهامات بالفشل وشكوك جديدة حول عزم دول العالم على إبطاء ارتفاع درجة حرارة الكوكب، فى الوقت الذى قال فيه العلماء إن الوقت ينفد أمام العالم لتفادى كوارث المناخ التى تزداد معدلاتها بإطراد، موضحة فى تقرير لها نشرته على موقعها الإلكتروني، أنه بعد أكثر من أسبوعين من المفاوضات، التى تتخللها الاحتجاجات الصاخبة والتذكير المستمر بالحاجة إلى التحرك بشكل أسرع، حشد المفاوضون بالكاد الحماس من أجل التسوية التى توصلوا إليها معًا، فى حين أثاروا شكا حول القضايا التى لا تزال بدون حل.

وسلطت الصحيفة، الضوء على فشل المفاوضين فى تحقيق أهدافهم الأساسية. ومن بين هذه الأشياء: إقناع أكبر الدول التى ينبعث منها الكربون فى العالم بالتعهد بمعالجة تغير المناخ بقوة أكبر ابتداء من عام 2020، ونقلت «واشنطن بوست»، عن وزيرة البيئة التشيلية، التى ترأست المؤتمر، كارولينا شميدت: «أننا غير راضين فالاتفاقات التى تم التوصل إليها غير كافية بالمرة من أجل تحقيق أهدافنا فى مجال البيئة».

قواعد عادلة

وأضافت الصحيفة الأمريكية: «أنه مع سعى المسئولين لوضع اللمسات الأخيرة على مجموعة معقدة من القواعد اللازمة لتنفيذ اتفاق باريس بشأن المناخ لعام 2015، لوحظ اتحاد عدد من البلدان ذات الانبعاثات العالية ضد البلدان الأصغر والأكثر ضعفا، فيما كان المفاوضون على خلاف بشأن وضع قواعد عادلة وشفافة حول نظام تجارة الكربون، وأرجأوا القضية إلى العام المقبل، كما استمرت المعارك حول كيفية توفير التمويل للدول الفقيرة التى تعانى بالفعل من ارتفاع منسوب البحار والجفاف والعواقب الأخرى لتغير المناخ».
من جانبه، قال ألدن ماير، مدير قسم الاستراتيجية والسياسة فى اتحاد العلماء المهتمين ويحضر محادثات المناخ منذ أوائل التسعينات: «إن الأمر بدا وكأننا فى غرفة مغلقة هنا، ولا أحد يدرك ماذا يحدث بالخارج واتساع الفجوة بين ما يقوله العلم وما يطلبه الناس»، فيما أشارت «واشنطن بوست»، إلى أن نتائج المؤتمر أكدت كيف أن الانقسامات الدولية ونقص الزخم يهددان الجهود المبذولة للحد من ارتفاع حرارة الأرض وتجنب التداعيات الخطيرة من ورائها، وذلك بعد أربع سنوات فقط من إبرام اتفاق باريس للمناخ وما تمخض عنه من لحظة تضامن عالمي.

أقرأ ايضاً - ديناصور ينقل رسالة المناخ قبل قمة الأمم المتحدة: لا تختر الانقراض | فيديو