الظلاميون يفعلون عكس ما أمر الله

«خريجى الأزهر» للوافدين: قواعد الإسلام تغلق أبواب التكفير

د. أحمد معبد عبد الكريم خلال محاضرته للطلاب الوافدين
د. أحمد معبد عبد الكريم خلال محاضرته للطلاب الوافدين

تواصل منظمة خريجى الأزهر محاضراتها وورش العمل الخاصة بها للوافدين لتفنيد الفكر المتطرف، حيث عقدت خلال الأيام الماضية العديد من المحاضرات لكبار العلماء بالأزهر ومنهم الدكتور أحمد معبد عبد الكريم عضو هيئة كبار العلماء الذى ألقى محاضرة بعنوان:«مفهوم التكفير فى القرآن والسنة المُشرفة»، أكد فيها أن الدين الإسلامى منع تكفير المسلم؛ لما يترتب عليه من مفاسد ومخاطر فردية ومجتمعية، كما أن للتكفير آثاراً سلبية تعود على الفرد والمجتمع، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَذَفَ مُؤْمِنًا بِكُفْرٍ فَهُوَ كَقَاتِلِه»، وأشار إلى آثار التكفير الاجتماعية التى تكمن فى بث الحقد والكراهية بين صفوف المجتمع الواحد وتمزيق ترابطه وتماسكه، وأوضح أن رسالة العلماء هى التحذير من خطورة التكفير وتقديم النصيحة بالحسنى، مصداقاً لقوله تعالى: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ» ، فالعلماء العدول الحقيقيون لا يجعلون أنفسهم حكامًا على تصرفات الآخرين، فمهمتهم الرئيسية توضيح حقائق الشرع الحنيف.


وأوصى المشاركون أن تكون رسالتهم سهلة وميسرة ومتفقة مع المنهج الأزهرى الوسطى وأن ينصحوا الناس بالحسنى، كما أوصاهم بتعريف الناس بالإسلام الصحيح، وعدم التضييق على الناس، فباب الرحمة والمغفرة مفتوح، وأن يكون الهدف الأصيل لكل دعوة قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلى -رضى الله عنه-: «فو الله لأن يهدى الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حُمر النعم».


وفى محاضرة أخرى بعنوان: «آيات الجهاد .. عرض وتحليل» قال الدكتور تامر خضر، المدرس بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: إن جماعات العنف والتطرف تستخدم قضية قتال العدو فى القرآن الكريم طريقاً لتأويل الآيات الدالة على ذلك تأويلاً خاطئاً وفق أهوائهم وما يُحقق رؤيتهم الخاطئة.
أكد خضر على أن جماعات الظلام لم يفهموا المقصود الأساسى من آيات القرآن الكريم وتجاهلوا السياق العام للآية مع سابقها ولاحقها، وهم بهذا يفرغون النص من مقصوده الحقيقى المراد منه؛ ليخدموا بذلك دعوتهم الخبيثة والمشبوهة، موضحاً أن الله لم يأمر بالقتال إلا للدفاع عن الدين والوطن والنفس والمال والعرض.


وأشار إلى أن الظلاميين بفكرهم المغلوط وعقولهم الفاسدة وآرائهم المضللة يفعلون عكس ما أمر الله به، والدليل على ذلك ما يفعلونه فى المجتمعات من سبى للنساء وقتل للشيوخ وتشريد للأطفال وتدمير لمقدرات الأوطان، وهم بذلك للأسف يحرفون الكلم عن مواضعه ويعطون صورة سيئة عن الإسلام ومقاصده الحسنة فى إعمار الكون، والتعايش السلمى بين بنى الإنسان، والإسلام من أفعالهم برىء.


كما ركز على أن الجهاد له أحكام تجاهلتها هذه الجماعات المنحرفة الباغية، فاقتصروا على نوع واحد من الجهاد وتجاهلوا بقية أنواع الجهاد وفى مقدمتها جهاد النفس، وجهاد الإعمار فى الأرض، كما تجاهلوا بأن الجهاد من الأمور الموكلة لولى الأمر، بل زادوا على ذلك بأنهم احتكروا هذا الأمر لأنفسهم، مؤكداً على أن ما تقوم به تلك الجماعات يوصف بأنه عمل إجرامى بعيد كل البعد عن سماحة الإسلام.


وناقش د. إبراهيم الهدهد المستشار العلمى للمنظمة فى  محاضرة بعنوان: «أثر التكفيرعلى المجتمعات»، أسباب التكفير، وآثاره المفسدة على المجتمعات، وبين أن أسباب التكفير مرجعها إلى الفهم المغلوط لنصوص الشرع الحنيف، مؤكداً أن هناك قاعدة ذهبية أغلقت باب التكفير غلقاً تاماً، وهى: «لا يخرجك من الإسلام إلا جحد ما أدخلك فيه»، فهى قاعدة عاصمة للدماء وتعمل على الحفاظ على تماسك المجتمع، وأن الحكم بالكفر شأنه القضاء فقط وباستشارة العلماء العدول. 


كما أشار إلى أن هناك أسسًا لفهم النص الشريف وأن علماء الأمة حافظوا على هذه الأسس وقد درجت عليها الأمة جيلاً بعد جيل وقد فهموا مراد الشرع الحنيف فهماً صحيحاً إلى أن جاءت جماعات الغلو والتشدد فاختلفوا فى فهم النص الشريف؛ لأنهم خرجوا عن المنهج والوسائل التى اتبعها العلماء العدول، فخالفوا الأسس التى قامت عليها شريعة الإسلام، ومن ثم فقد وقعوا فى الجرائم التى ارتكبوها فى حق مجتمعاتهم.


وأوضح أنه ليس هناك خلاف على النص ولكن الخلاف على فهم النص وتفسيره، وتكمن خطورة هذه الجماعات فى فكرهم المغلوط. 


وأضاف أن هؤلاء طبقوا ما نزل فى غير المسلمين على المسلمين؛ لأنهم فهموا النصوص فهماً خاطئاً وهم بذلك خرجوا عن المنهج السليم لضوابط فهم النص.
 

اقرأ أيضاً «خريجي الأزهر بالبحيرة» يشارك في احتفالية ذكرى المولد النبوي الشريف