ساعة عصارى | «عم عبده» يوقع وثيقة سعادة لزوجته مدى الحياة

«عم عبده»  يوقع وثيقة سعادة لزوجته مدى الحياة
«عم عبده» يوقع وثيقة سعادة لزوجته مدى الحياة

«جبت الحلاوة يا عبده؟..

أجيبها إزاى وانتى موجودة يا حلاوة؟» ..

هكذا اعتاد عم عبده على مداعبة زوجته التى تخطت السبعين من عمرها..

ليثبت لها مع مرور كل لحظة من حياته أن حبهما يزداد صلابة وقوة، ولن يمحوه سوى براثن الموت..

أصبح عم عبده حديث جميع أهالى محرم بك بالإسكندرية، بسبب حبه لزوجته الذى بات مثالا تضربه الزوجات لأزواجهن.

وُضعت أول نقطة فى قصة الحب الأسطورية التى بطلها عم عبده قبل نصف قرن عندما تقابلا على شاطئ الإسكندرية وتخاطبت القلوب والعيون قبل أن تتخاطب الألسنة، ووقّع القلبان على وثيقة سعادة تاريخ صلاحيتها مدى الحياة.

ومنذ هذه اللحظة أقسم عبده على ألا يدع دقيقة واحدة تمر من حياته قبل أن يجعلها دربا من دروب السعادة لزوجته..

ومرت السنون وجاء الأبناء ثم ذهب كل فى طريقه، وحفر المشيب تجاعيده فى الوجوه، وما زال عبده يحافظ على وعده تجاه زوجته..

ما زالت تلك الملكة التى توجها على مملكة قلبه قبل عشرات السنين تتربع فى جلستها، ولم يخبُ جمالها فى عينيه رغم تقدم العمر.

فى هذا الصباح قرر عبده الاستيقاظ من نومه مبكراً قبل أن تدركه زوجته، وأحضر إفطارًا «ملوكي» كما اعتاد على أن يسميه ويُعده على وجه السرعة حتى يفاجئ به زوجته كما كان يفعل فى بداية زواجهما..

إلا أن حيلة عم عبده الماكرة فطنت لها الزوجة وعلمت بنيته عندما رأته يسير على أطراف أصابعه صباحاً..

فكرت فى مجاراته وادعاء المفاجأة إلا أنها لم تتمالك نفسها واستقبلته بابتسامتها الحنونة حتى يغازلها على طريقته المعتادة أمام أهل الحى لتشعر بالدلال.