54 عامًا مضت على يوم 21 أكتوبر 1967، اليوم الذى أذهلت فيه البحرية المصرية العالم عندما أغرقت المدمرة الإسرائيلية « ايلات » بأربعة صواريخ انطلقت من زوارق البحرية المصرية بعد 4 شهور فقط من النكسة، وصدرت جريدة « الأخبار » صباح 23 أكتوبر بعناوين تجسد الفخر والاعتزاز لقواتنا البحرية على صدر صفحة الأولى تقول فيها : « جميع عواصم العالم تتحدث عن كارثة البحرية الإسرائيلية..
إيلات تحولت إلى جهنم..
الزيت المشتعل يحيط بها من كل جانب ويلتهم البحارة قبل الغرق.. بحار إسرائيلى يقول: الصاروخ الأول هز إيلات وكأنها ضربت بجدار من الصلب..
عمليات الإنقاذ بالطائرات والسفن مستمرة طوال الليل والنهار.. البحارة الناجون يسألون فى ذهول: أين نحن الآن..
جميع مستشفيات ومطارات ساحل إسرائيل فى حالة طوارئ للإنقاذ» .
وقالت جريدة « الأخبار » فى نص تقريرها بالصفحة الأولى:
« نقلت جميع وكالات الأنباء.. وأذاعت عواصم العالم تفاصيل المعركة التى أغرقت فيها البحرية المصرية المدمرة الإسرائيلية «ايلات»، وكان الانتصار المصرى حديث العالم، انطلقت الصواريخ من زوارق الصواريخ المصرية نحو المدمرة إيلات فحولتها إلى كتلة من اللهب والصلب الملتوى، أصاب الصاروخ الأول المدمرة فى وسطها عند الغلاية رقم 3 ودمرت كل أجهزة الاتصال، وبعد دقيقتين أصاب الصاروخ الثانى غرفة المحركات فجعل المدمرة مشلولة الحركة، وبدأت تميل نحو أحد جانبيها، بينما تحول وسط المدمرة إلى كتلة من النيران، وتبعه الصاروخ الثالث، فضرب دفة المدمرة التى كانت بدأت تغوص، وانفجر الصاروخ الرابع فقذف كل شيء فوق سطح المدمرة، وجعل ما حولها بحيرة من الزيت المشتعل، وانقلبت المدمرة وهى مشتعلة وغاصت فى البحر، وأحدث انفجار الصاروخ الرابع خسائر جسيمة بين بحارة المدمرة، أعلن هذا الجنرال شلومو ايرين قائد البحرية الإسرائيلى وهو يصف حادث إغراق المدمرة إيلات، وقال إن الخسائر جسيمة، وإن الصواريخ التى أطلقت على المدمرة تحمل رءوسا تزن الواحدة منها طنا ونصف الطن من المواد شديدة الانفجار، وقال مراسل الإذاعة البريطانية إنه عندما صدرت الأوامر إلى البحارة بترك المدمرة أخذوا يقفزون فى الماء ويتساقطون فى بحر من الزيت المشتعل، وقال المراسل إن دقة التصويب من جانب المصريين أثارت الدهشة فى إسرائيل.
«ترويسة» الجريدة تصدرها يومها اسم أمير الصحافة محمد التابعى، وتلاه أسماء 4 رؤساء تحرير هم « أحمد الصاوى محمد، حسين فهمى، محمد زكى عبد القادر، موسى صبرى»، وكانت «الأخبار» تصدر وقتها فى 10 صفحات وسعرها 15 مليما.
«الأخبار» 23 أكتوبر 1967
