من الأعماق

جمهورية جديدة.. بلا طوارئ

الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين

قرارٌ تاريخىٌّ بكل المقاييس، ذلك الذى اتخذه الرئيس عبدالفتاح السيسى بعدم تمديد حالة الطوارئ، لينهى حالةً استثنائيةً فرضتها ظروفٌ عصيبةٌ، تعرَّض خلالها الأمن القومى للخطر، وكان لزامًا معها فرض حالة الطوارئ سنوات طويلة على مدى أربعة عقودٍ، لدرجة أنه كلَّما تم إلغاء حالة الطوارئ، سرعان ما كانت تعود عندما يتعرَّض الأمن القومى للخطر مرةً أخرى.. 
القرار أحدث صدىً عالميًا، وردود فعلٍ كبيرة، ورحَّبت به جميع المنظمات العالميَّة، ومنظمات حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدنى؛ لأنه يحمل تداعيات إيجابيةً بأن مصر تشهد الآن استقرارًا أمنيًا وسياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وأن المناخ أصبح جاذبًا للاستثمارات الأجنبيَّة..
المصريون عبَّروا عن سعادتهم بالقرار، عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وشعروا بالفخر والفُخار بما ذكره الرئيس، فى حيثيات إصداره للقرار،  بأن مصر باتت بفضل الله، وبفضل جيشها وشرطتها وشعبها العظيم، واحةً للأمن والأمان فى المنطقة، وأن الحالة الأمنيَّة فى البلاد لم تعد بحاجةٍ لفرض الطوارئ بعد النجاحات الكبيرة التى حقَّقتها أجهزة الأمن فى القضاء على الإرهاب، وهذا ما نستشعره جميعًا بالفعل، وأستطيع أن أقول بكل ثقةٍ، إن عدم تمديد حالة الطوارئ يُعدُّ بمثابة قرار إعلان وفاة التنظيمات الإرهابيَّة البغيضة، وإعلان سيناء خاليةً من الإرهاب؛ بعد نجاح أبطال جيشنا وشرطتنا البواسل فى دحره والقضاء عليه، بعد أن دفعوا الثمن غاليًا من دمائهم الزكيَّة وأرواحهم الطاهرة، حتى وصلنا إلى هذه اللحظة الفارقة التى مكَّنت القيادة السياسيَّة من اتخاذ هذا القرار التاريخى.. 
ربَّما كان القرار  مُفاجئًا، لكنه يُؤكِّد أن الرئيس يمضى بثباتٍ نحو بناء الجمهوريَّة الجديدة، ويُريدها جمهوريةً بلا نقيصةٍ، تليق بتضحيات جيشٍ وشرطةٍ وشعبٍ تحمَّلوا الكثيرَ ولم يتخلِّوا  عن الوطن فى أحلك الظروف..
شعرت وشعر المصريون معى بالفخر والفُخار، أن مصرنا التى عانت من الإرهاب، أصبحت واحةً للأمن والأمان، رغم ما يُحيط بها من توتراتٍ فى عالمٍ يموج بالاضطرابات، ودولٍ تعيش على حافة الهاوية..
فرض حالة الطوارئ وسيلةٌ استخدمتها دول العالم مع أى تهديداتٍ لأمنها القومى، وكذلك فعلت مصر فى بعض الفترات العصيبة، وعندما ساد الأمن والأمان ربوع البلاد، كانت هدية الرئيس للمصريين عدم تمديدها.. اللهم احفظ مصر  واجعلها دائمًا واحةً للأمن والأمان.