العنف المسلح.. «الوباء المقبل» في أمريكا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في أطار الجدل الذي يدور رحاه حول أعادة النظر في العنف المسلح الذي يستشرى في الولايات المتحدة، كشفت بيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي عن أن ثلثي جرائم القتل بالأسلحة النارية في البلاد يتم باستخدام المسدس، وهو السلاح الأكثر شيوعا في الاستخدام بنسبة 62٪ من جرائم القتل بالسلاح الناري، وليس السلاح الآلي من طراز AR-15. 

في حين أن البنادق شبه الآلية مثل AR-15، لا يوجد منها سوى حوالي 20 مليون بندقية هجومية في الولايات المتحدة، وهو جزء بسيط من 400 مليون بندقية في البلاد. ومع هذا يؤكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن المسدسات هي المسؤولة عن معظم جرائم القتل بالأسلحة النارية في الولايات المتحدة.

وفقًا لعملية مسح تمت عام 2016 لنزلاء السجون، كانت المسدسات هي أكثر أنواع الأسلحة شيوعًا التي يمتلكها السجناء. حيث قال حوالي 18٪ من السجناء إنهم كانوا بحوزتهم مسدس، بينما ذهب 2٪ أو أقل على ملكيتهم لبندقية. 

وتشير الإحصاءات إلى أن من بين 10258 جريمة قتل بالبنادق في الولايات المتحدة في عام 2019، تم استخدام المسدسات في 6368 منها، وفقًا لبيانات مكتب التحقيقات الفيدرالي.

ويري دانييل فلانيري، الأستاذ في جامعة كيس ويسترن، ومدير مركز بيجون لأبحاث وتعليم منع العنف، أن هذه الأرقام قد لا تكون دقيقة بسبب نقص الأبحاث المتعلقة بالعنف المسلح. وأن التوافر المطلق" للمسدسات هو السبب وراء شعبيتها. 

وفي عام 2019، تم تصنيع 3.6 مليون مسدس في الولايات المتحدة. تم تصدير حوالي 150 ألفًا فقط في ذلك العام، بينما تم استيراد 2.5 مليون مسدس آخر، وفقا عن بيانات من مكتب الكحول، والتبغ، والأسلحة النارية، والمتفجرات.

وكشف مسح تم أجراؤه عام 2016 لنزلاء السجون أن 90٪ من السجناء الذين كانوا يحملون مسدسًا أثناء جريمتهم لم يحصلوا عليها من مصدر للبيع بالتجزئة.

قال مدير مركز أبحاث منع العنف "إن الحصول على مسدس أسهل بكثير من القيام بأي شيء آخر في هذا البلد". موضحا أن فحص الخلفية لمن يشتري سلاح غير كافٍ. في الوقت الذي نضع الحدود فقط على تجار الأسلحة المرخصين فيدرالياً، وهم الوحيدين الذين "لديهم القدرة على إجراء فحص الخلفية لطالب السلاح في متاجرهم. 

على الرغم من أن المسدسات تتسبب في معظم حالات القتل بالرصاص، إلا أن استخدام البنادق شبه الآلية آخذ في الارتفاع، أيضا مثلما يذهب لويس كلاريفاس، الباحث في كلية بجامعة كولومبيا والمتخصص في عنف السلاح والسلامة. مؤكدا على أن في الثمانينيات من القرن الماضي، كان ضحايا مجازر الأسلحة النارية أقل من 20٪ وفقًا لتقرير أصدره كشاهد وخبير في قضية محكمة بكاليفورنيا بشأن حظر الأسلحة الهجومية. وأضاف إنه في السنوات الثلاث الماضية جاءت 67٪ من مجازر السلاح التي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص أو أكثر كانت بأسلحة هجومية.

تنقسم المسدسات الأكثر شيوعا بالولايات المتحدة إلى فئتين، الأول المسدسات، ذات الماسورة الدوارة والتي تحمل حوالي ست رصاصات من الذخيرة، والنوع الأخر من المسدسات شبه الأوتوماتيكي، والتي تحتوي على أحجام أصغر تتسع لما يقرب من سبع إلى ثماني طلقات، وأخرى أكبر بها حوالي 15 إلى 16 طلقة. ويفضل بعض الأمريكيون المسدسات بوصفها جذابة وسهلة الإخفاء، كما يسهل الوصول إليها في جميع أنحاء المنزل، ويميل الكثير من الناس، والنساء على وجه الخصوص، إلى الشعور براحة أكبر في استخدامها.

اقرأ ايضًا: أمريكا: الصين تمثل تهديدا استراتيجيا في مجال الذكاء الاصطناعي