الزي الكهنوتي.. مدلولاته وطقوسه في كنيسة «الروم الأرثوذكس»

الزي الكهنوتي في كنيسة الروم الارثوذكس
الزي الكهنوتي في كنيسة الروم الارثوذكس

تختلف الملابس الكهنوتية في كنيسة الروم الأرثوذكسية ، حيث لكل رتبه ملابس خاصة به، ومن خلالها نستطيع أن نحدد أن كان كاهن أو راهب او اسقف فى الكنيسة، ويكون لكل زي طقس خاص ومعنى في الصلاة تعبر عن المناسبة التي يترأس صلاتها .

وللملابس الكهنوتية دلالات حسب كل مناسبة تحتفل بها كنيسة الروم الارثوذكس، وهدا ما يشرحه المطران نقولا انطونيو مطران طنطا وتوابعها، المتحدث الرسمي لكنيسة الروم الارثوذكس، عبر صفحته الرسمية على موقع التواص الاجتماعي " فيس بوك " لتحديد الاختلافات بين الملابس الكهنوتية في كل مناسبة.

 وعرض مطران طنطا أهم الملابس التي يرتديها الأسقف والكاهن وما مدلولتها في كل مناسبة بالكنيسة: 

 الاستيخارة (لكل من الأسقف والكاهن):

وقال المطران نقولا انه الاستيخارة، هي عبارة عن قميص طويل ينسدل حتى القدمين وتدل على الطهارة التي يجب أن يتحلى بها الكاهن وأن يحفظها في حياته، وترمز إلى الثوب اللامع الذي ألبسه هيرودس الملك للمسيح وأرسله إلى بيلاطس سخرية (لوقا23: 11) أو إلى القميص المنسوج الذي نزعه الجنود عن المسيح عند صلبه (يوحنا23:14) إنه حلة البهجة وثوب الخلاص.

الزنار (لكل من الأسقف والكاهن والشماس):

وقال مطران طنطا إن " الزنار" هو زي يرتديه الاسقف والكاهن والشماس ، ويختلف بينهم حيث يرتديه الشماس ويكون قطعة نسيج طويلة تشبه الزنار وعليها صلبان صغيرة أو كتابة "قدوس قدوس قدوس"، يلبسه على كتفه اليسار، ويمثل لنا أجنحة الملائكة، لأن خدمة الشماس كخدمة الملائكة، أما للكاهن وللأسقف فيكون قطعة نسيج في منتصفها صليب يتمنطقان به على وسطهما. ويشير إلى العفاف اللازم لمن تمنطق به، وإلى تهيء كل منهما للقيام بالخدمة المقدسة الإلهية بكل ضبط لشهواته، ويرمز إلى القوة التي تمنطق بها السيد في ملكوته بحسب الرؤيا.

الأكمام (لكل من الأسقف والكاهن والشماس):

وهو عبارة عن قطعتا قماش عريضتان عليهما صليبان صغيران. يغطيان زندان. تدل على الأسلحة الروحية الضرورية لمرتديها في جهاده الروحي ضد الشيطان وما يثير عليه من المعاكسة وكذلك إلى الوثاقات التي ربطت يدي المخلص حين آلامه. الأكمام تغطي طرفي استيخارة الكاهن أو الأسقف فيسهلان حركاته، حين ارتدائهما يقال على الكم اليمين: "يمينك يا رب تمجدت بالقوة، يدك اليمنى سحقت الأعداء وبكثرة مجدك حطمت مقاوميك".

البطرشيل (لكل من الأسقف والكاهن):

أوضح المطران نيقولا أنه قطعة نسيج طويلة وعريضة يُلبس على العنق وتتدلى على الصدر وينتهي إلى الأسفل بشراريب والبطرشيل يدل على النعمة الإلهية المستقرة على لابسه ويشير إلى تحمل مسؤولية الرعية، وبدونه لا يستطيع الأسقف أو الكاهن القيام بأية خدمة كنسية، وعند ارتداءه: "تبارك الله الذي يسكب نعمته على كهنته كالأطياب على الرأس النازلة على اللحية لحية هارون النازل على جيب قميصه" (مز 2:132).

الحِجْر (لكل من الأسقف والكاهن):

وهو عبارة عن قطعة نسيج مربعة الزوايا في وسطها صليب أو صورة أحد القديسين توضع على الجانب الأيمن. ويشير إلى فضائل الشجاعة والصدق والدعة والحق الذي ينبغي أن يتصف بها حاملها عند تقديم الذبيحة الإلهية. يرمز إلى السيف الروحي الذي ينبغي لحامله أن يتقلداه، وهذا السيف هو التعليم والكرازة واستقامة الرأي، إنه سيف الحق المسلول دوماً على الشرير، يلبسه الأسقف ويعض الكهنة الذين يكلفهم المطران بمسؤولية تتميم سر الاعتراف كآباء روحيين.

الأفلونية (للكاهن):

وهو رداء (مشلح) عريض مستدير ذو فتحة في أعلاه مستدير ذو فتحة في أعلاه يلبس منها فيدخل رأس الكاهن فيها وتغطي الأفلونية جسم الكاهن. ترمز إلى ثوب الارجوان الذي سخر به جند الرومان من سيدنا يسوع المسيح عند آلامه وترمز إلى نعمة الرب المستقرة بالروح القدس على الرسل وخلفائهم. كما ترمز إلى أنها وشاح المجد والطهارة والقداسة التي يسكبها الرب على خدامه.

يلبسها الكاهن مع البطرشيل في تتميم جميع الأسرار المقدسة وعند تتميم الايصودن (الدخول) في صلوات الغروب وكذلك في صلاة الغروب الاحتفالية (عند تقديس الخبزات الخمس).

 الصاكوص (للأسقف):

وهو رداء الأسقف هو قميص واسع قصير وعريض الكمين ومشقوق الطرفين يجمع طرفيه بجلاجل ويرمز إلى قميص المخلص الذي اقترع عليه الجند ساعة صلب السيد المسيح كما يرمز إلى عبادة الله الصانعة الصالحات التي تستر مرتديه وتكتنفه من كل الجهات

الإموفوريون (للأسقف):

وهو لباس الكتف عبارة عن  قطعة نسيج مستطيلة يرتديها الأسقف فقط على كتفيه وحول عنقه فوق الصاكوص ويدل على الخروف الضال الذي فتش عنه المسيح فلما وجده حمله على منكبيه بفرح عظيم وضمه إلى التسعة والتسعين، وكذلك هو يرمز إلى خشبة الصليب التي حملها المسيح على كتفيه ولهذا كان ينسج من الصوف.

 الصليب (لكل من الأسقف والكاهن):

يكون من معدن مرصع بفصوص ملونة لامعة يتدلى من على الرقبة

الانكولبيون (للأسقف):

وهو رداء يرتديه الاسقف وهو عبارة عن أيقونة السيد المسيح أو السيدة العذراء أو أحد القديسين مرصعة بالحجارة الكريمة يعلقها الأسقف على صدره دلالة على أنه يعترف من قلبه بالإيمان القويم من كل قلبه، ويدل على أهمية حامله وأهليته للخدمة.

التاج (للأسقف):

يرتديه الاسقف وهو يكون مستدير وموشى بالتخاريم والأيقونات المقدسة ويعلوه صليب يلبسه الأسقف في الاحتفالات الكنسية وفي تتميم سائر الأسرار المقدسة، ويدل على اكليل الشوك الذي وضع على هامة ملك الملائكة، كما يشير إلى العمامة التي كان يرتديها هرون ورؤساء الكهنة في العهد القديم حسب أمر موسى (خروج39: 3، 31). ولبس الأسقف للتاج يعني أنه بتحمله مهام الرعية سيصل بنعمة الله إلى اكليل المجد والغلبة.

العكاز(عصا الأسقفية):

وهي عصا يمسكها الاسقف وهي عصا طويلة من المعدن أو الخشب تعلوها حيتان يتوسطهما صليب، دلالة على انسحاق الشيطان (الحية التي أغوت آدم وحواء) بالصليب الذي صُلب عليه السيد المسيح وبه خلص البشر من قبضة الشيطان، كما تبدي حقوق الأسقف الرعائية وسلطته الروحية، وهي تشير إلى عصا موسى التي تحولت إلى حية وأكلت حية كهنة فرعون، وكذلك إلى الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية. لهذا هي من ناحية أن الأسقف بها يستلهم قوة الصليب القيامية في خدمته، ومن ناحية أخرى أنه بعصا الرب يسوس الكنيسة ويقطع بكلمته التعليمية فيها الأفكار الشيطانية الخارجة عن الإيمان الحق لأعداء الكنيسة ومقاومتها وضحدها.

 المانتية (للأسقف):

وهو يرتديه الاسقف فقط وهو جلباب واسع وطويل لونه أحمر أو بنفسجي تعلق جلاجل بطرفيه الأماميين ويزين بأيقونتين على الصدر وتطريز في الزاويتين السفلين، يلبسها في الاحتفالات على أنه معلم الكنيسة. كما ويلبسها رؤساء الأديرة الكبيرة على أنهم معلموا الرهبان وآباؤهم، المانتية وهي في الأصل لباس رهباني انتقل إلى المدينة مع الأسقف.