إتقــان العمـل

من غير مناسبة

 دينا توفيق
دينا توفيق

دينا توفيق 

نعمل لتحقيق ذاتنا وحتى يصير لنا كيان.. نعمل من أجل لقمة العيش، ومع كل خطوة فى حياتنا اليومية نقوم بأداء وإنجاز أمر أيًا كان ماديا أو معنويًا 

وفى جميع الحالات علينا أن نتقن ما نفعله.. فالإنسان مطالب بإتقان عمله ليس فضلًا منه ولا إحسانًا 
بل شرط أساسى وواجب عليه القيام به، لأنه يؤدى الأمانة المكلف بها.. قال رسول الله عليه الصّلاة والسّلام (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ).
 

الإتقان عامل رئيسي لإنجاح أى عمل ومن ثم تطويره والنهوض به.. فإنه يساهم فى إرساء بنيان قوى وسليم ويوفر الطاقة ويحافظ على الموارد بدلًا من إهدارها.

إتقان العمل والإخلاص فيه سيقلل من الدوامة وسيحد من المعاناة التى يعيشها كل منا عند التعامل مع المصالح الحكومية سيساعد فى القضاء على الأقوال الشهيرة التى نسمعها عندما نريد إنهاء معاملة «فوت علينا بكرة» و«السيستم

 واقع».. إتقان ما نفعل ييسر أمور حياتنا، أما تخاذل البعض وأداؤهم الضعيف وغير المتحمس الذى يجده المواطن كل يوم مع إنجاز مهمة، قد يهدر الوقت

وفى بعض الحالات يفضى إلى موت مع وجود خطأ للموظف أيًا كان حجمه.. عدم إتقان العمل يمكن أن يحول حياة الآخرين إلى جحيم، وقد يكون الثمن حياة.

هناك اختلاف كبير بين تأدية العمل وإتقانه؛ فالإتقان ليس فنا أو مهارة يمكن اكتسابها ولا يحتاج إلى رقيب بل هو سلوك نابع من ضمير صاحبه.. فمن يجعل ضميره بوصلة ترشده، وعينا تبصر الحق، سيجد نفسه يتقن عمله، الذى سيقوده للإبداع والتميز.. وأعتقد، دون أدنى شك، أن أولئك الذين يشعرون بالرضا هم أولئك الذين اختاروا إتقان ما يفعلونه.

Email: [email protected]