كلمة السر

نظرية الريش

كلمة السر
كلمة السر

أن يحقق فيلمٌ مصرى نجاحاً كبيراً، مُحدِثاً أصداءً هائلة مثلما فعل "ريش"، فهو أمر يستحق التأمل، خصوصاً أن تاريخ صناعة السينما في بلدنا قديم قِدم السينما نفسها، فمع عرض أول فيلم تجاري في باريس عام 1895 

شهدت الإسكندرية أول فيلم بعدها بعام واحد، ومنذ ذلك الحين لم يحصد أي شريط سينمائي مصري أو عربي جائزة عالمية كتلك التى فاز بها "ريش"، وهى جائزة النقاد في مهرجان "كان" الدولي، قبل أن يُكلَّل أخيراً بجائزة أفضل فيلم عربى روائي طويل من مهرجان الجونة.

اللافت هو كم المقالات التي تناولت الحديث عن الفيلم، رغم أن الكثير من كُتَّابها لم يشاهدوه. 

وهاجموه بناءً على الجدل الدائر حوله، والتحليلات العابرة التى تعاملت مع هذا الشريط وفق نظرية المؤامرة 
أسهل طريقة لهدم أي عمل إبداعي، حتى أن بعض مهاجمي الفيلم لم يستسغ فكرة تحوُّل رب الأسرة إلى دجاجة 
غير منتبه إلى أن العمل يندرج تحت الفانتازيا.

لن أخوض في مضمون الفيلم، لأننى أيضاً لم أره، لكننى مندهش من هجوم البعض عليه، وحديثهم أن الفيلم الذي يتناول أوضاع أسرة فقيرة لا يرقى لمستوى الواقع الذى نعيشه الآن في مصر .. وتناسوا أن أعظم بلاد الدنيا براعة في السينما بها مناطق تعجُّ بالفقراء والمشردين بما في ذلك أمريكا التي تحتضن هوليوود، أيقونة صناعة السينما فى العالم.

نعم، مصر الجديدة تتحرر من قيود الفقر، بفضل المشروعات القومية التي تنفذها الدولة، لكن لا يصح أن تسيطر علينا نظرية المؤامرة، فثمة نظريات أخرى ملهمة قد تدفعنا للتحليق في سماء الإبداع، لعل إحداها "نظرية الريش".

Email: [email protected]