إنها مصر

ما يريده الشعب من الجيش

كرم جبر
كرم جبر

بينما كان الملك فاروق يهم بركوب يخت المحروسة، للرحيل عن مصر بعد ثورة يوليو، قال له الرئيس محمد نجيب: لقد وقف الجيش بجانبك سنة 1942 لأن الشعب كان «يريد ذلك«، واليوم نطلب منك التنازل عن العرش لأن «الشعب يريد« ذلك.

ولم يرفع الجيش المصرى فى يوم من الأيام سلاحه فى وجه أى مصرى، وإنما كان خادماً للشعب، منفذاً لإرادته، ومنقذاً له فى الشدائد.
تذكرت ذلك وأنا أتابع جيلًا جديدًا من الضباط الذين يتم تخريجهم من الكلية الحربية أمس، شباب قوى الإرادة والعزيمة والتصميم، وقدموا عروضًا عسكرية تجعلنا نطمئن على بلدنا، وأنهم يسيرون على نهج أجدادهم الذين ينفذون ما يريده الشعب.

حفل التخرج كان رائعًا وفيه رسائل متعددة:
أولاً: أن القوات المسلحة المصرية حريصة على تجديد دمائها بأفضل العناصر من الشباب، يتم اختيارهم بدقة وعناية، دون واسطة أو محسوبية، ويحرص الرئيس على حضور اختبارات كشف الهيئة، ليتأكد بنفسه من معايير الاختيار.

ثانياً: تتبع الكليات العسكرية المصرية أحدث مفاهيم التعليم والتدريب فى كبريات الكليات المناظرة فى العالم، وتحرص على تزويد طلابها بأحدث ما وصل إليه العلم من علوم عسكرية وتكنولوجية.

ثالثاً: يشكل الطلبة نموذجًا متطابقًا من المجتمع المصرى، أبناء كل الفئات والطبقات دون تمييز، وشاهدنا أولياء أمورهم وهم يحتفلون بهم بالهتاف والزغاريد.

رابعاً: مازالت الكليات العسكرية تستحوذ على اهتمامات وقبول الشباب، راغبين فى شرف الانتماء للجيش المصرى وأسلحته العريقة.

خامساً: أظهرت التدريبات التناغم الكامل بين المقاتل والسلاح، فى براعة ومهارة تؤكد دقة التدريبات وجديتها والاستعداد الكامل لتنفيذ كافة المهام.

سادساً: مشاركة طلاب كلية الشرطة لزملائهم فى الكليات العسكرية والعكس، يؤكد أقصى درجات التعاون والتفاهم وبذل أقصى جهد للدفاع عن البلاد وحماية أمنها واستقرارها.
هؤلاء هم رجال المستقبل، الذين يحملون نفس الأفكار والمعانى والمبادئ الراسخة فى وجدان العسكرية المصرية، وأهمها على الإطلاق أن الجيش ينفذ ما يريده الشعب.

كان الجيش أمينًا فى الدفاع عن أمن واستقرار البلاد، بجانب معاركه الكبرى، وهبت على الكلية الحربية نسائم انتصار حرب أكتوبر المجيدة.
لا ينسى أحد حماية الجيش للجبهة الداخلية والحفاظ على سلامتها وصيانة ممتلكات المصريين، والذاكرة تستدعى أحداثاً مهمة مثل 18 و19 يناير المعروفة بانتفاضة الخبز، ومحاولات بعض العناصر الحرق والتدمير، فتصدى لهم الجيش فى براعة ومهارة ورسخ قاعدة المعاملة الطيبة للمدنيين مع الحزم الشديد فى مواجهة الخارجين عن القانون.

ولا ننسى أحداث الأمن المركزى، وكان الجيش هو صمام الأمان الذى أطفأ الحرائق المشتعلة.
ثم كان الدور العظيم للجيش فى حماية البلاد عقب أحداث يناير، والحفاظ على الدولة الوطنية ومنع سقوطها، ودخول الحرب المزدوجة فى التنمية ومكافحة الإرهاب.
وهذا ما يريده الشعب من الجيش.