حروف ثائرة

الجونة بين الغياظ والجمال المدفون !!

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

من جديد نتحدث عن مهرجان الجونة السينمائى بكلام ليس له علاقة بالسينما، إنما بأشياء أخري، منها صناعة جديدة تنمو طفيلياً بالمهرجان وتتمدد سنوياً لتنهش وتتغذى على السينما الصناعة الأم والأهم، أنها صناعة الموضة وعناصرها العديدة، وعنوانها فساتين النجمات التى كلما كانت كاشفة ومجسدة ومعبرة لفتت الأنظار أكثر للصناعة الوليدة، حتى أصبح الشىء الأهم والأبرز بمهرجان الجونة ما ترتديه أو بالأحرى مالا ترتديه النجمات بمقولة الفنان أحمد عيد « إيه اللى انتى مش لبساه ده «!!، رواد هذه الصناعة ينتظرون مهرجان الجونة لعرض بضاعتهم وبينهم « ستايلست « ومصممين أزياء ومحلات إكسسوارات و ماركات لكل شىء من الجزمة لـ « توكة الشعر «، وعكس مهرجانات الدنيا حيث تظهر الفنانات مرة أو إثنين طوال المهرجان، تظهر نجمات الجونة عدة مرات يومياً وكل مرة بإطلالة مختلفة « شىء لزوم الشىء « لصالح صناعة الملايين الوليدة التى تدير المشهد بصمت خلف ستائر الجونة ولا ندرى هل بعلم صناع المهرجان أم لا ؟!

وهنا أتوقف عند تصريحات رجل الأعمال الأنجح نجيب ساويرس وهو أيضا الأكثر تفاعلاً وجدلاً بالسوشيال ميديا، سليل عائلة نحترم نجاحها الاقتصادى الذى تخطى حدود الوطن، كما نقدر وطنيتهم وانتمائهم الشديد لمصر وقد هاجمنا هنا غير مرة محاولات النيل منهم خاصة أيام حكم الإخوان، كل هذا لا يمنع أن نرفض مهاجمة المهندس نجيب لمنتقدى تعرى الفنانات بالجونة قائلاً « الناس دى بتصعب عليا وعايشة بالقرون الوسطى ومش عايزة تشوف جمال ولاتقدم، أنا غياظ وكل ما احنا بنتقدم وبنورى للعالم إبداعنا وحريتنا بيتململوا ويموتوا بغيظهم».

يا بشمهندس كل حر فيما يفعل ويلبس لكن بمبدأ أنت حر مالم تضر، فهل ترى تضرر الملايين من تلك الملابس المثيرة والمستفزة أيما استفزاز لمن يكابد للحصول بالكاد على قوت يومه وسط تحول اقتصادى يشهد صعوبات مالية ولو مؤقتة لعشرات الملايين من المصريين، ثم ما علاقة القرون الوسطى بقبولنا أو رفضنا تلك الملابس، وهل ترى أن كل جميل لدى المرأة عليها أن تكشفه؟!، ولو أنك غياظ لضعاف النفوس كما تصف نفسك، هل تقبل أن تكون غياظا لكل المصريين، فإياك أن تصدق أن من يرفض هذا العرى قلة بل كل المصريين ماعدا المتواجدون بالجونة وبعضهم يبغضه صامتا، وأخيرا هل يتقبل المهندس نجيب هذا النقد؟، فهناك مواقف غريبة تظهر رفضه لأى نقد رغم أنه أحد رموز الليبرالية بمصر وما تجسده من احترام كل الآراء وتقبلها، وقد شير لنا مقالات دافعنا فيها عنه وآخرها ضد هجوم سلفى فهل يتقبل نقدنا أم يواجهه بما قاله بفخر فى الجونة « اللى مش عاجبه يخبط راسه فى الحيط «، لتكون ليبرالية على طريقة الفنان محمد صبحى « وإن كنت من المعارضين لا قدر الله « مشيرا بعلامة الذبح !!

إن فساتين الفنانات بالجونة إساءة للفن المصرى وتاريخه ومكانته بالمنطقة بعمقه دون تعرى جسدى يكشف عن فقر فكرى وجهل بدور الفن والفنان مرآة المجتمع فهل يرضيكم أن تكون هذه مرآة مصر الناهضة؟، وإذا اعتبر البعض فيلم ريش إساءة لمصر فهذا العرى إساءة أكبر، وبعد أن كان الأمر قاصرا فى بدايات المهرجان على فنانة بعينها أصبح للأسف ترينداً تحت شعار «عرى وأنا أعرى»، مهرجان الجونة ياسادة حدث مهم فنيا وسياحيا وبه علامات عديدة للجمال الفنى والثقافى والسياحى المدفونة خلف سطور موضوعات الفساتين الساخنة وهناك جهد فنى دهسه ماراثون الملابس، وإدارة المهرجان تعلم ذلك حيث أصدرت بيانا يطالب الإعلام بالإهتمام بالأفلام والندوات بدلا من السجادة الحمراء .

وختاما نرجو آل ساويرس المحترمين مواجهة الصناعة الخفية حتى يحقق الجونة هدفه الفنى كما ننتظر دخولكم وبقوة الإنتاج السينمائى بما يفيد الفن ولكن ليس على طريقة فساتين الجونة !!