من بين فترة ظلام حكم الخديوي إسماعيل تخرج نقطة ضوء ترتبط ببناء الأوبرا وتشييد المدرسة السنية في مصر.
وتعتبر مدرسة السنية هي أول مدرسة حكومية مجانية لتعليم الفتيات بمصر، قصة إنشاء المدرسة تم نشرها بـ«مجلة آخر» ساعة بتاريخ ٢٨ يناير ١٩٤٨.
وظل علي باشا مبارك ناظر ديوان الأوقاف والمدارس شهورا طويلة يبحث عن مكان يليق بمدرسة للبنات فلم يجد أفضل من دار كان يستخدم في الماضي مسكنا للفقراء بجواره اسطبل.
وفي أغسطس عام 1873 تم الافتتاح ليكون أول مدرسة تعليم للبنات في الشرق وبه قسم داخلي من أجل تثقيفهن وتعليمهن تحت رعاية الأميرة جشم آفت هانم الزوجة الثالثة للخديوي اسماعيل .
وفي الافتتاح تبارى الخطباء والشعراء وبدأت المدرسة بـ 180 طالبة ثم وصل إلى 334 بعد استكمالها.
أما المنهج كان يشمل الكتابة والاشغال مثـل الخياطة والتطريز، وكانت جشم آفت تنفق عـلى غذاء الطالبات وملابسهن وسكنهن وتدفع لهن مرتبا قدره جنيهان من الذهب وخمسة قروش كما صرفت لهن كل عـام ملابس ومستلزمات لهن.
وكان يسمح لهن بمغادرة المدرسة بعد ظهر يوم الخميس من كل أسـبوع، وكان فتنتظرهن عشرات الدواب من حمير وعربات تجرها بغال أمام المدرسة بجوار تابع أمين ليوصل الطالبات إلى منزلهن.
وكانت أول ناظرة أشرفت على مدرسة البنات بالسيوفية هي السيدة روزا وهي سيدة مثقفة من أصل فرنسي، ثم أشرفت عليها بعد ذلك ناظرات انجليزيات.
وفي عام 1919 كان لطالبات مدرسة السنية دور بارز في مظاهرات ثورة 1919 حينما خرجن لأول مرة للاشتراك في مظاهرة سياسية ضد الاحتلال الانجليزي وعاقبتهم مديرة المدرسة التي كانت إنجليزية في ذلك الوقت بإلغاء السنة الدراسية لهن وإعادة السنة الدراسية عقاباً لهن على وطنيتهن.
ثم في عام 1938 تولت شئونها أول ناظرة مصرية وهي السيدة عايدة وفائي وكانت هيئة التدريس في ذلك الوقت من النساء ما عدا مدرسي اللغة العربية والدين.
وفى عام 1948 كانت المدرسة تحتوي على 120 حجرة منهم 41 حجرة دراسية وست معامل للكيمياء والطبيعة والتاريخ الطبيعي والميكانيكا، ومطبخان وعدة قاعات للرسم والموسيقى.
كما تخرجت نجوم من بينهن الممثلات والمطربات والموسيقيات وسياسيات مثل فايدة كامل وحفصه حلمى شقيقة محمد عبد الوهاب حلمي ودرية أحمد.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
