إذا كان هناك خط واضح يلفت الانتباه والفحص والتأمل في المواقف المعلنة داخل المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي عقد بالأمس بالقاهرة بحضور دولي مكثف، فهو ان العالم كله في جانب، بينما إسرائيل وحدها في جانب آخر. هذا ما بدا واضحا من جميع الحضور الممثلين لدولهم وخاصة الدول الأوروبية وأيضا الآسيوية وبالطبع العربية، ومعهم الممثلون لكل المنظمات الدولية، حيث طالب الكل بضرورة التوصل للسلام الشامل والدائم في المنطقة، ووضع نهاية عاجلة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. الكل أعلن رفضه أن يكون المؤتمر مجرد تجمع لضخ الأموال اللازمة لإعادة إعمار غزة، وأكدوا ضرورة أن يكون فرصة حقيقية لتجديد الالتزام الدولي بتحقيق السلام، والبدء في محادثات ايجابية وجادة بمشاركة ومتابعة المجتمع الدولي، لبحث كل الموضوعات الأساسية والجوهرية المتصلة بالقضية الفلسطينية والاتفاق علي حلول دائمة لها. والجميع طالبوا بضرورة الخروج من الوضع القائم الآن والمرفوض استمراره من المجتمع الدولي كله، وضرورة وضع نهاية لما يجري من تدمير لقطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المتكرر، والذي يعقبه دعوة لمؤتمر دولي لإعادة الإعمار وبناء ما تهدم،..، لتعود إسرائيل مرة أخري لعملية العدوان والتدمير بعد عام أو عامين، ليقوم المجتمع الدولي بعد ذلك بالدعوة لإعادة الإعمار.. وهكذا في دائرة مفرغة يجب أن تتوقف.  أما وسيلة الحل التي جاءت علي لسان الجميع فهي تنفيذ ما تم التوافق عليه دوليا، وهو حل الدولتين، أي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية، علي أن تعيش في أمن وسلام بجوار دولة إسرائيل. هذه هي رؤية المجتمع الدولي الذي اجتمع بالقاهرة أمس، وأعلن التزامه بإعادة إعمار غزة، ورصد الأموال اللازمة لذلك، وفقا للدعوة التي تضمنتها المبادرة المصرية لوقف العدوان الإسرائيلي التي تبناها المجتمع الدولي كله بينما تقف إسرائيل وحدها علي الجانب الآخر.