كوثر السبكي.. امرأة وحيد بين 36 ألف عامل لبناء السد العالمي

كوثر السبكي
كوثر السبكي

على صخور السد العالي وبين حشد هائل من البشر كانت توجد امرأة واحدة فقط تعمل وسط 36 ألف رجل في السد، فكيف كانت تعمل ولم تشعر بالوحدة والخجل؟


وبحسب ما تم نشره في جريدة الأخبار في 16 مايو 1964، قالت: إنني أعرف أني أساهم بمجهودي المتواضع في هذا العمل الوطني التاريخي الكبير وسوف يذكر اسمي من بين المصريين الأبطال بناة السد العالي، إن هذا ليملأني إحساسًا بالفخر والرضا.

 

واستكملت قائلة: إنني لا أشعر بالوحشة هنا وسط 36 ألف رجل لأنني أؤمن أن المرأة المصرية يجب أن تشارك في صنع الحياة حتى لو كانت فوق الصخور وتحت الأنفاق، فإن ملامح المستقبل لا تحتمل أن تتعطل نصف المجتمع عن الأعمال الكبيرة.

 

أنني لا أشعر بأي نقص في أسوان عن الحياة في القاهرة، بالعكس في أسوان أشعر أن للحياة طعمًا سحريًا لم أتذوقه من قبل،  أنني أقضي نصف حياتي في أسوان في معمل البحوث أحلل تراب السد وصخوره وطينه ورماله ثم أقول رأي العلم في كل ذرة ستدخل جسم السد العظيم، فهل هناك أروع من هذا؟!

 

اقرأ أيضًا| بعد وفاة ابنة زوجته.. لماذا يضع يوسف وهبي المصحف على رأسه؟ 

 

 السيدة الوحيدة في السد اسمها كوثر السبكي عمرها 25 عامًا، متزوجة من مهندس يعمل معها في الموقع، مبتسمة دائمًا هذه الابتسامة التي توحي بسهولة الحياة، تقف أمام الأفران المتوهجة التي تحرق عينات الطين في درجة حرارة عالية بنفس البساطة التي تقف بها أمام المرأة.

 

 وكوثر كانت تعمل كيميائية في إدارة البحوث الفنية فوق الضفة الغربية للسد، تخرجت في كلية العلوم بجامعة القاهرة عام 1960، والتقت بزوجها عندما كان يحضر للكلية للدراسات العليا وتزوجا عام 1962 وكانت تعد للماجستير في المعهد القومي للبحوث وكان هو قد تسلم مكانه على السد العالي ضمن آلاف الأبطال، لكنها انتظرت في القاهرة حتى حصلت على الماجستير ثم حملت حقائبها لتكون أول رائدة تعمل في السد العالي.           

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم