نجلاء فتحي .. قاتلة!

نجلاء فتحي
نجلاء فتحي

إشراف‭ :‬‭ ‬أحمد‭ ‬سيد

يعد‭ ‬فيلم‭ ‬“عفوا‭ ‬أيها‭ ‬القانون”‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأفلام‭ ‬التي‭ ‬قدمت‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬الثمانينات،‭ ‬حيث‭ ‬استطاع‭ ‬الفيلم‭ ‬أن‭ ‬يسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬الخاص‭ ‬بقضية‭ ‬الزنا‭ ‬حيث‭ ‬يصدر‭ ‬الحكم‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬بالسجن‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬مع‭ ‬الشغل‭ ‬والنفاذ،‭ ‬بإعتبارها‭ ‬جناية‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قتلها‭ ‬لزوجها‭ ‬الخائن،‭ ‬بينما‭ ‬يكون‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬القضية‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬بالسجن‭ ‬شهراً‭ ‬واحداً‭ ‬مع‭ ‬إيقاف‭ ‬التنفيذ‭ ‬بإعتبارها‭ ‬جنحة‭. ‬

ويعد‭ ‬مشهد‭ ‬قتل‭ ‬“هدى‭ - ‬نجلاء‭ ‬فتحي”‭ ‬لزوجها‭ ‬“علي‭ - ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬العزيز”،‭ ‬والخائنة‭ ‬“هياتم”‭ ‬بمنزلها،‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيرا‭ ‬فى‭ ‬الدراما،‭ ‬حيث‭ ‬غيرت‭ ‬مجرى‭ ‬الأحداث،‭ ‬ومشهد‭ ‬لحظة‭ ‬قتل‭ ‬“هدى”‭ ‬لزوجها‭ ‬الخائن‭ ‬وعشيقته،‭ ‬والتى‭ ‬جاء‭ ‬بمحض‭ ‬الصدفة‭ ‬برع‭ ‬في‭ ‬تجسيده‭ ‬الفنانة‭ ‬نجلاء‭ ‬فتحى،‭ ‬والتى‭ ‬جسدت‭ ‬فيه‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬المشاعر‭ ‬المختلطة‭ ‬بين‭ ‬الخوف‭ ‬تارة‭ ‬والقوة‭ ‬تارة‭ ‬أخرى،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬عائدة‭ ‬من‭ ‬كليتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصابها‭ ‬الإعياء،‭ ‬لتقرر‭ ‬إحدى‭ ‬الطالبات‭ ‬أن‭ ‬توصلها‭ ‬إلى‭ ‬منزلها،‭ ‬ولا‭ ‬تنتظر‭ ‬زوجها‭ ‬الذي‭ ‬اعتاد‭ ‬أن‭ ‬يمر‭ ‬عليها‭ ‬ليعود‭ ‬سويا‭ ‬إلى‭ ‬المنزل،‭ ‬لكن‭ ‬يشاء‭ ‬القدر‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬الزوج‭ ‬الخائن،‭ ‬الذي‭ ‬يستقبل‭ ‬عشيقته‭ ‬في‭ ‬منزله‭. ‬

ورغم‭ ‬تعب‭ ‬“هدى”‭ ‬التي‭ ‬تستمع‭ ‬لحركة‭ ‬غريبة‭ ‬في‭ ‬منزلها،‭ ‬وتظن‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬لص‭ ‬في‭ ‬المنزل،‭ ‬وتقرر‭ ‬الهرب،‭ ‬لكن‭ ‬بمجرد‭ ‬وصولها‭ ‬إلى‭ ‬باب‭ ‬الشقة‭ ‬يقع‭ ‬عينها‭ ‬على‭ ‬دولاب‭ ‬الأسلحة‭ ‬الذي‭ ‬يحتفظ‭ ‬به‭ ‬زوجها،‭ ‬وتقرر‭ ‬أن‭ ‬تحمي‭ ‬نفسها‭ ‬به‭ ‬وتهاجم‭ ‬اللص،‭ ‬وبين‭ ‬لحظات‭ ‬الخوف‭ ‬والضعف‭ ‬لمواجهة‭ ‬اللص‭ ‬تصطدم‭ ‬الزوجة‭ ‬بحقيقة‭ ‬زوجها،‭ ‬وينتابها‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الوعي‭ ‬من‭ ‬شدة‭ ‬الصدمة،‭ ‬واستطاعت‭ ‬نجلاء‭ ‬فتحي‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعبيرات‭ ‬وجهها،‭ ‬وساهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أيضا‭ ‬الكادر‭ ‬الذي‭ ‬اختارته‭ ‬المخرجة‭ ‬إيناس‭ ‬الدغيدي،‭ ‬لتعبر‭ ‬عن‭ ‬شدة‭ ‬صدمتها‭ ‬بما‭ ‬رأته‭ ‬من‭ ‬فظاعة‭ ‬المنظر‭ ‬وهو‭ ‬زوجها‭ ‬يخونها‭ ‬على‭ ‬فراشها،‭ ‬وتطلق‭ ‬الرصاص‭ ‬عليها‭ ‬دون‭ ‬إدارك،‭ ‬لتصيبهما‭ ‬بإصابات‭ ‬بالغة،‭ ‬وبعدها‭ ‬تقرر‭ ‬الهرب‭ ‬وتقع‭ ‬مصابة‭ ‬أسفل‭ ‬عجلات‭ ‬سيارة‭ ‬أثناء‭ ‬عبورها‭ ‬الطريق‭. ‬

قدمت‭ ‬المخرجة‭ ‬إيناس‭ ‬الدغيدي‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭ ‬بشكل‭ ‬دفع‭ ‬المشاهد‭ ‬للتعاطف‭ ‬مع‭ ‬الزوجة‭ ‬التي‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قاتلة،‭ ‬وأكد‭ ‬أن‭ ‬الخيانة‭ ‬ليست‭ ‬حق‭ ‬للرجل،‭ ‬وأن‭ ‬نفس‭ ‬الشعور‭ ‬والاحساس‭ ‬الذي‭ ‬يصيب‭ ‬الرجل‭ ‬عند‭ ‬تعرضه‭ ‬للخيانة‭ ‬من‭ ‬زوجته،‭ ‬هو‭ ‬نفس‭ ‬الاحساس‭ ‬الذي‭ ‬تشعر‭ ‬به‭ ‬الزوجة‭ ‬حال‭ ‬تعرضها‭ ‬للخيانة‭ ‬من‭ ‬الزوج‭. ‬

تدور‭ ‬أحداث‭ ‬الفيلم‭ ‬حول‭ ‬“علي”،‭ ‬و”هدى”،‭ ‬زوجان‭ ‬يحبان‭ ‬بعضهما،‭ ‬لكن‭ ‬يعاني‭ ‬“علي”‭ ‬من‭ ‬عقدة‭ ‬نفسية‭ ‬تجعله‭ ‬غير‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬الجنس‭ ‬الآخر،‭ ‬وحاولت‭ ‬زوجته‭ ‬“هدى”‭ ‬مساعدته‭ ‬وعرضه‭ ‬على‭ ‬أطباء‭ ‬أخصائيين‭ ‬لمعالجته،‭ ‬وحين‭ ‬يخف‭ ‬وتختفي‭ ‬تلك‭ ‬العقدة‭ ‬النفسية،‭ ‬يخون‭ ‬“علي”‭ ‬زوجته‭ ‬“هدى”‭ ‬مع‭ ‬صديقة‭ ‬متزوجة‭ ‬لهم‭ ‬تُدعى‭ ‬“لبنى‭ ‬سليمان‭ ‬السلحدار”،‭ ‬فتقتل‭ ‬زوجها‭ ‬بينما‭ ‬تصيب‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وتقدم‭ ‬إلى‭ ‬المحاكمة‭ ‬التي‭ ‬تدينها‭ ‬بتهمة‭ ‬القتل‭ ‬العمد،‭ ‬والحكم‭ ‬عليها‭ ‬بالسجن‭ ‬لمدة‭ ‬15‭ ‬عاما‭.‬

فيلم‭ ‬“عفواً‭ ‬أيها‭ ‬القانون”‭ ‬بطولة‭ ‬نجلاء‭ ‬فتحي،‭ ‬محمود‭ ‬عبدالعزيز،‭ ‬فريد‭ ‬شوقي،‭ ‬هياتم،‭ ‬سيد‭ ‬زيان،‭ ‬ليلى‭ ‬طاهر،‭ ‬ومن‭ ‬تأليف‭ ‬إبراهيم‭ ‬الموجي‭ ‬وإخراج‭ ‬إيناس‭ ‬الدغيدي‭.   ‬