من يحمل حقيبة ‬الأموال‭ ‬يحكم‭ ‬الجماعة‭ ‬lالتمويلات السرية وراء انشقاقات الإخوان

انشقاقات الإخوان
انشقاقات الإخوان

‭ ‬تحقيق‭: ‬حمـــادة‭ ‬إمـــــام‭ ‬

 

فى‭ ‬عام‭ ‬1940‭ ‬أعلن‭ ‬القيادى‭ ‬الإخوانى‭ ‬محمد‭ ‬خميس‭ ‬انشقاقه‭ ‬عن‭ ‬جماعة‭ ‬الاخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وفضح‭ ‬مؤسسها‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬بعد‭ ‬تلقيه‭ ‬تبرعًا‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬وقتها‭ ‬تحت‭ ‬هيمنة‭ ‬الاحتلال‭ ‬البريطانى،‭ ‬ورفضه‭ ‬تكوين‭ ‬هيئة‭ ‬لمراقبة‭ ‬المال‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬تكون‭ ‬مسئولة‭ ‬أمام‭ ‬التنظيم‭ ‬عن‭ ‬أوجه‭ ‬ومصادر‭ ‬التمويل‭ ‬والصرف‭.‬

وبعد‭ ‬مرور‭ ‬81‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬أول‭ ‬انشقاق‭ ‬بصفوف‭ ‬الجماعة‭ ‬تكرر‭ ‬المشهد‭ ‬فى‭ ‬أكتوبر‭ ‬2021

مرة‭ ‬أخرى‭ ‬وبسبب‭ ‬المال‭ ‬ولكن‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬المرات‭ ‬السابقة‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬أراض‭ ‬غير‭ ‬مصرية‭ ‬وامتدت‭ ‬مساحته‭ ‬لتشمل‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬ابراهيم‭ ‬منير‭ ‬نائب‭ ‬المرشد‭ ‬والذى‭ ‬قرر‭ ‬اقصاء‭ ‬أعضاء‭ ‬مكتب‭ ‬شورى‭ ‬الجماعة‭ ‬ومحمود‭ ‬حسين‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬علم‭ ‬بنيتهم‭ ‬الاستقلال‭ ‬بأصول‭ ‬الجماعة‭ ‬وأموالها‭ ‬وأنشطتها‭ ‬الاستثمارية‭ ‬وممتلكاتها‭ ‬فى‭ ‬تركيا‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬شق‭ ‬صفوف‭ ‬الجماعة‭ ‬لفريقين‭ ‬وسيطرة‭ ‬كل‭ ‬جبهة‭ ‬من‭ ‬الجبهتين‭ ‬المتصارعتين‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬أيديها‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬وأصول‭ ‬ومكاتب‭ ‬وممتلكات‭ ‬ومن‭ ‬يخضع‭ ‬لسلطتها‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الجماعة‭.‬

 

وما‭ ‬بين‭ ‬عامى‭ ‬1940و2021شهدت‭ ‬الجماعة‭ ‬عدة‭ ‬انشقاقات‭ ‬كلها‭ ‬بسبب‭ ‬التمويل‭ ‬ومن‭ ‬يمكن‭ ‬شفرة‭ ‬الامبراطورية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للجماعة‭ ‬والتى‭ ‬تعادل‭ ‬ميزانيها‭ ‬مينزانية‭ ‬عدة‭ ‬دول‭ ‬مخفية‭ ‬داخل‭ ‬مشاريع‭ ‬وشركات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬وفى‭ ‬بنوك‭ ‬بأرقام‭ ‬سرية‭ ‬وفى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬كان‭ ‬الفائز‭ ‬فى‭ ‬الصراع‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬يمكن‭ ‬شفرة‭ ‬الامبراطورية‭ ‬المالية‭ ‬للجماعة‭ !!‬

فى‭ ‬عام‭ ‬1947،‭ ‬شهدت‭ ‬الجماعة‭ ‬انشقاق‭ ‬أحمد‭ ‬السكرى‭ ‬وكيل‭ ‬مؤسس‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬ومؤسس‭ ‬جمعية‭ ‬‮«‬الإخوان‭ ‬المجاهدون‭ ‬الأحرار‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬شنه‭ ‬هجومًا‭ ‬حادًا‭ ‬على‭ ‬البنا‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقالات،‭ ‬واتهامه‭ ‬بالتواصل‭ ‬ببعض‭ ‬الشخصيات‭ ‬الأجنبية،‭ ‬فقررت‭ ‬الهيئة‭ ‬التأسيسية‭ ‬للجماعة‭ ‬إعفاءه‭ ‬من‭ ‬منصبه‭ ‬وعضويته‭ ‬بالجماعة‭ ‬بعد‭ ‬مطالبته‭ ‬تكوين‭ ‬هيئة‭ ‬لمراقبة‭ ‬المال‭ ‬والمحافظة‭ ‬عليه‭ ‬تكون‭ ‬مسئولة‭ ‬أمام‭ ‬التنظيم‭ ‬عن‭ ‬أوجه‭ ‬ومصادر‭ ‬التمويل‭ ‬والصرف‭.‬

إلا‭ ‬أن‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬ظل‭ ‬طوال‭ ‬حياته‭ ‬يحتفظ‭ ‬لنفسه‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬النواحى‭ ‬المالية‭.‬

وعندما‭ ‬اشتدت‭ ‬الاتهامات‭ ‬حوله‭ ‬كان‭ ‬رده‭:‬

ما‭ ‬زالت‭ ‬موارد‭ ‬الإخوان‭ ‬وتنظيمهم‭ ‬المالى‭ ‬ومصادر‭ ‬الإخوان‭ ‬ومصادر‭ ‬نفقاتهم‭ ‬لغزًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬أمام‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يتصلوا‭ ‬بهم‭ ‬ولم‭ ‬يحاولوا‭ ‬أن‭ ‬يتعرفوا‭ ‬الأمور‭ ‬على‭ ‬وجهها‭ ‬وكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬حين‭ ‬يرى‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬الدائب‭ ‬والعمل‭ ‬المتواصل‭ ‬والمشروعات‭ ‬الكثيرة‭ ‬والمطبوعات‭ ‬المتوالية‭ ‬والحفلات‭ ‬الضخمة‭ ‬والاجتماعات‭ ‬الحاشدة‭ ‬يسأل‭ ‬نفسه‭.. ‬من‭ ‬أين‭ ‬للإخوان‭ ‬بكل‭ ‬هذا؟‭! ‬وكيف‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬المال‭ ‬ومن‭ ‬أى‭ ‬جهة‭ ‬يجلبونه‭ ‬وهم‭ ‬قوم‭ ‬معظمهم‭ ‬إنما‭ ‬يجد‭ ‬ما‭ ‬يكفيه‭ ‬فقط‭ ‬وليس‭ ‬فيهم‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأغنياء‭ ‬أو‭ ‬الأثرياء؟‭!‬وخصوصًا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المتسائل‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأحزاب‭ ‬أو‭ ‬الجماعات‭ ‬التى‭ ‬تنفق‭ ‬الكثير‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬النشاط‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬البذل‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬والأنصار‭ ‬وقد‭ ‬يذهب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬المتسائلين‭ ‬فى‭ ‬الظن‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬الاتهام‭ ‬الباطل‭ ‬فيقول‭ ‬يأخذون‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الفلانية‭ ‬أو‭ ‬الهيئة‭ ‬العلانية‭ ‬أو‭ ‬تنفق‭ ‬عليهم‭ ‬هذه‭ ‬الجهة‭ ‬العالية‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬الناحية‭ ‬الخفية‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬وهم‭ ‬باطل‭ ‬وظن‭ ‬فاسد‭ ‬واتهام‭ ‬جريء‭ ‬وقول‭ ‬مفترى‭ ‬لن‭ ‬يقوم‭ ‬عليه‭ ‬دليل‭ ‬ولا‭ ‬شبه‭ ‬دليل‭.‬

وبين‭ ‬رفض‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬مصادر‭ ‬التمويل‭ ‬إحكام‭ ‬قبضته‭ ‬عليها‭ ‬وانشقاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الإخوانية‭ ‬كانت‭ ‬بعض‭ ‬الأنظمة‭ ‬تشهد‭ ‬الطفرة‭ ‬البترولية‭ ‬وكانت‭ ‬تموله‭ ‬وتستخدمه‭ ‬فى‭ ‬الترويج‭ ‬لها‭ ‬بمباركة‭ ‬انجليزية‭ ‬حتى‭ ‬قامت‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬ودخلت‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬صدام‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬واضطرت‭ ‬قياداتها‭ ‬للهروب‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭ ‬وسجن‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬سجن‭ ‬حيث‭ ‬دخلت‭ ‬الجماعة‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬فى‭ ‬مرحلة‭ ‬كمون‭ ‬منتظرة‭ ‬المناخ‭ ‬المساعد‭ ‬الذى‭ ‬يعيد‭ ‬لها‭ ‬الحياة‭ ‬ويمد‭ ‬لها‭ ‬الطاقة‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تنظره‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭. ‬

عام‭ ‬1973قرر‭ ‬السادات‭ ‬الاستعانة‭ ‬بالإخوان‭ ‬فى‭ ‬احتواء‭ ‬النفوذ‭ ‬الناصرى‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬المصرى

وأصدار‭ ‬قرار‭ ‬بالافراج‭ ‬عن‭ ‬الاخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالعمل‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ ‬والجامعات‭ ‬والنقابات‭ ‬المهنية‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬المفرج‭ ‬عنهم‭ ‬عضو‭ ‬التنظيم‭ ‬الخاص‭ ‬مصطفى‭ ‬مشهور

والذى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ينسب‭ ‬إليه‭ ‬دور‭ ‬اللاعب‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬خروج‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬الاقليمية‭ ‬للعالمية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أسس‭ ‬ما‭ ‬يعرف‭ ‬بالتنظيم‭ ‬الدولى‭ ‬للجماعة‭ ‬فعقب‭ ‬خروجه‭ ‬من‭ ‬السجن‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬قيادات‭ ‬الجماعة

بدأ‭ ‬مصطفى‭ ‬مشهور‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬تجميع‭ ‬خيوط‭ ‬كل‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإخوانية‭ ‬المنتشرة‭ ‬فى‭ ‬الأقطار‭ ‬المختلفة‭ ‬خاصة‭ ‬العربية‭ ‬منها‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬فى‭ ‬تصاعد‭ ‬وتنامٍ‭ ‬سريع‭ ‬بفعل‭ ‬انتشار‭ ‬المد‭ ‬الإسلامى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬كلها،‭ ‬وكانت‭ ‬مواسم‭ ‬الحج‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬للقاء‭ ‬قيادات‭ ‬هذه‭ ‬التنظيمات‭ ‬التى‭ ‬أغراها‭ ‬الزخم‭ ‬الإسلامى‭ ‬المتصاعد‭ ‬وأجواء‭ ‬الانفتاح‭ ‬الغربى‭ ‬على‭ ‬الإسلام‭ ‬والتسهيلات‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬تلقاها‭ ‬قيادات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسى‭ ‬المطاردة‭ ‬فى‭ ‬أوروبا‭ ‬والرغبة‭ ‬فى‭ ‬حشد‭ ‬موارد‭ ‬الجماعة‭ ‬وتعبئتها؛‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أغراها‭ ‬بتعجيل‭ ‬إعلان‭ ‬أول‭ ‬تنظيم‭ ‬دولى‭ ‬رسمى‭ ‬فى‭ ‬تاريخ‭ ‬الجماعة،‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬عضويته‭ ‬على‭ ‬تنظيمات‭ ‬الإخوان‭ ‬المعتمدة‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬وضم‭ ‬إليه‭ ‬تنظيمات‭ ‬إسلامية‭ ‬أخرى‭ ‬مستقلة‭ ‬عن‭ ‬الإخوان‭ ‬لكنها‭ ‬قريبة‭ ‬منها‭ ‬مثل‭ ‬الجماعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬فى‭ ‬باكستان‭ ‬التى‭ ‬أسسها‭ ‬المودودي،‭ ‬والحزب‭ ‬الإسلامى‭ ‬فى‭ ‬ماليزيا‭ ‬والرفاه‭ ‬فى‭ ‬تركيا‭.‬

تم‭ ‬اعتماد‭ ‬اللائحة‭ ‬المؤقتة‭ ‬للتنظيم‭ ‬عام‭ ‬1978،‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬اللائحة‭ ‬انعقد‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬العالمى‭ ‬يوم‭ ‬29‭ ‬يوليو‭ ‬1982،‭ ‬حيث‭ ‬أقر‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬للجماعة‭ ‬والتى‭ ‬تمثل‭ ‬اللائحة‭ ‬الرسمية‭ ‬للتنظيم‭ ‬العالمي،‭ ‬وتكتسب‭ ‬صفة‭ ‬الإلزامية‭ ‬لجميع‭ ‬الأقطار‭.‬

سبتمبر‭ ‬1981وقبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬5سبتمبر‭ ‬الشهيرة‭ ‬التى‭ ‬اعتقل‭ ‬بموجبها‭ ‬الرئيس‭ ‬المصرى‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭ ‬مئات‭ ‬المعارضين‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬القوى‭ ‬والتيارات‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬كان‭ ‬مصطفى‭ ‬مشهور‭ ‬يستقل‭ ‬أول‭ ‬طائرة‭ ‬متجهة‭ ‬إلى‭ ‬الكويت‭ ‬لينجو‭ ‬بنفسه‭ ‬من‭ ‬حملات‭ ‬الاعتقال‭ ‬التى‭ ‬طالت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬وخمسمائة‭ ‬قيادة‭ ‬سياسية‭ ‬معارضة‭ ‬وظل‭ ‬القطب‭ ‬الإخوانى‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬عرف‭ ‬بقدراته‭ ‬التنظيمية‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬متنقلا‭ ‬بين‭ ‬الكويت‭ ‬وألمانيا‭ ‬طوال‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬استطاع‭ ‬خلالها‭ ‬تأسيس‭ ‬أول‭ ‬تنظيم‭ ‬دولى‭ ‬حقيقى‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭.‬

فى‭ ‬22مايو‭ ‬1986‭ ‬كان‭ ‬أتم‭ ‬بناء‭ ‬التنظيم‭ ‬العالمى‭ ‬للإخوان‭ ‬كاملا‭ ‬وأحكم‭ ‬عليه‭ ‬قبضته‭ ‬الحديدية‭.‬

وبعد‭ ‬مرور‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬إقرار‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬للجماعة،‭ ‬قامت‭ ‬الجماعة‭ ‬بإجراء‭ ‬دراسة‭ ‬تقويمية‭ ‬لنشاطاتها‭ ‬والأسس‭ ‬التنظيمية‭ ‬لها،‭ ‬خاصة‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنظام‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬يحكم‭ ‬وينظم‭ ‬حركتها،‭ ‬ورغم‭ ‬إجماع‭ ‬الأعضاء‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬والوسائل‭ ‬التى‭ ‬تتضمنها‭ ‬اللائحة‭ ‬العالمية‭ ‬للجماعة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الآراء‭ ‬التى‭ ‬طالبت‭ ‬بإجراء‭ ‬بعض‭ ‬التعديلات‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬اللائحة،‭ ‬لتشمل؛‭ ‬مدة‭ ‬ولاية‭ ‬المرشد‭ ‬العام،‭ ‬وتعديل‭ ‬نسب‭ ‬ممثلى‭ ‬الأقطار‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى،‭ ‬حسب‭ ‬تغير‭ ‬أحوال‭ ‬بعض‭ ‬الأقطار،‭ ‬والتوسع‭ ‬فى‭ ‬تفصيل‭ ‬حقوق‭ ‬الأفراد‭ ‬تجاه‭ ‬الجماعة‭ ‬وتجاه‭ ‬إخوانهم،‭ ‬وإعادة‭ ‬صياغة‭ ‬المادة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالبيعة،‭ ‬وضبط‭ ‬عضوية‭ ‬الأقطار‭ ‬فى‭ ‬التنظيم‭ ‬العالمى‭ ‬لتصبح‭ ‬موازية‭ ‬لضبط‭ ‬عضوية‭ ‬الفرد‭ ‬فى‭ ‬القطر‭.‬

وفى‭ ‬28‭ ‬مارس‭ ‬1994،‭ ‬أقره‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬العالمى‭ ‬وأصبح‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬للجماعة،‭ ‬يضم‭ ‬54‭ ‬مادة،‭ ‬مقسمة‭ ‬على‭ ‬ستة‭ ‬أبواب،‭ ‬يضم‭ ‬الباب‭ ‬الأول‭ ‬اسم‭ ‬الجماعة‭ ‬ومقرها‭ ‬‮«‬‭ ‬تعد‭ ‬القاهرة‭ ‬المقر‭ ‬الرئيسى‭ ‬للإخوان‮»‬‭.‬

بعد‭ ‬ثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربى،سارع‭ ‬التنظيم‭ ‬العالمى‭ ‬للإخوان‭ ‬وكتب‭ ‬وثيقة‭ ‬لكيفية‭ ‬تفعيل‭ ‬أداء‭ ‬وعمل‭ ‬الجماعة‭ ‬العالمية‭.‬

وتتلخص‭ ‬فكرة‭ ‬الوثيقة‭ ‬فى‭ ‬بذل‭ ‬الجهد‭ ‬نحو‭ ‬تفعيل‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الأجهزة‭ ‬المركزية‭ ‬وأجهزة‭ ‬الجماعة‭ ‬العالمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المناطق‭ ‬والمكاتب‭ ‬الجغرافية‭ ‬وتكوين‭ ‬مجموعات‭ ‬إقليمية‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالشأن‭ ‬العام‭ ‬وعمل‭ ‬الدعوة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العام‭ ‬وأن‭ ‬تكون‭ ‬أذرعاً‭ ‬لأجهزة‭ ‬الجماعة ودخل‭ ‬التنظيم‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬مرحلة‭ ‬التأصيل‭ ‬الشرعى‭ ‬.

أولا‭ :‬الأسس‭ ‬الشرعية‭:‬

‮«‬إن‭ ‬وجود‭ ‬التنظيم‭ ‬العالمى‭ ‬ضرورة‭ ‬شرعية‭ ‬وحركية،‭ ‬فالعالم‭ ‬الآن‭ ‬يدار‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مشاريع‭ ‬سمتها‭ ‬الأساس‭ ‬هى‭ ‬البعد‭ ‬العالمى‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬المقبول‭ ‬شرعاً‭ ‬وعقلاً‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسلامية‭ ‬لتدار‭ ‬بأساليب‭ ‬إقليمية‭ ‬فهى‭ ‬إن‭ ‬توفرت‭ ‬لها‭ ‬عناصر‭ ‬النجاح‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المستويات‭ ‬فستكون‭ ‬أشبه‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الجزر‭ ‬لا‭ ‬تربط‭ ‬بينها‭ ‬روابط‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬تكتسحها‭ ‬التيارات‭ ‬العاتية‭ ‬التى‭ ‬تتسع‭ ‬حركتها‭ ‬وتتضافر‭ ‬عوامل‭ ‬النجاح‭ ‬لها،‭ ‬بتضافر‭ ‬عوامل‭ ‬القوة‭ ‬العالمية‭ ‬لها‭ ‬تخطيطاً‭ ‬وتنفيذا‭............‬ً‮»‬‭.‬

فالجماعة‭ ‬بحاجة‭ ‬لوجود‭ ‬تنظيم‭ ‬عالمي،‭ ‬ومنها‭: ‬أنه‭ ‬تعبير‭ ‬جلى‭ ‬وواضح‭ ‬عن‭ ‬الاستجابة‭ ‬لأمر‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬هذه‭ ‬أمتكم‭ ‬أمة‭ ‬واحدة‮»‬،

ثانيا‭: ‬أهداف‭ ‬التنظيم‭ :‬

‮«‬الوحدة‭ ‬الفكرية‭ ‬للجماعة،‭ ‬ووحدة‭ ‬المواقف‭ ‬فى‭ ‬القضايا‭ ‬المصيرية،‭ ‬والدعم‭ ‬والتأييد‭ ‬للقضايا‭ ‬الإسلامية‭ ‬العامة‭ ‬التى‭ ‬لها‭ ‬ارتباط‭ ‬بالجماعة‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬الأقطار‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها،‭ ‬والمساهمة‭ ‬فى‭ ‬حل‭ ‬الإشكالات‭ ‬التى‭ ‬تنشأ‭ ‬‭ ‬بين‭ ‬الأقطار‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الإسلامية‭ ‬المهمة‭ ‬مع‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأخرى،‭ ‬والمساهمة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬وسائل‭ ‬الدعم‭ ‬المختلفة‭ ‬للأقطار‭ ‬المحتاجة‭ ‬لدعم،‭ ‬والتعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والخطة‭ ‬العامة،‭ ‬والإشراف‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬الجماعة‭ ‬وأعمال‭ ‬الأقطار‭ ‬المختلفة‭.‬

ثالثا‭: ‬تفعيل‭ ‬أداء‭ ‬عمل‭ ‬الجماعة‭ ‬العالمية‭ ‬

حتى‭ ‬تتهيأ‭ ‬الظروف‭ ‬وتتوفر‭ ‬المتطلبات‭ ‬لتحقيق‭ ‬الهيكلية‭ ‬المكافئة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المتغيرات،‭ ‬فإن‭ ‬إحياء‭ ‬وتفعيل‭ ‬آلية‭ ‬الإشراف‭ ‬الجغرافى‭ ‬لمكتب‭ ‬الإرشاد‭ ‬العام‭ ‬عبر‭ ‬أعضائه‭ ‬يصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬ملحة‭ ‬ويتطلب‭ ‬تأصيلاً‭ ‬وتحديداً‭ ‬أدق‭ ‬من‭ ‬خلال‭.‬

تفعيل‭ ‬آلية‭ ‬الإشراف،‭ ‬واهتمام‭ ‬المكتب‭ ‬العام‭ ‬بقضايا‭ ‬تحقيق‭ ‬القيادة‭ ‬الجمعية‭ ‬لنظام‭ ‬الجماعة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬وتركيز‭ ‬المكتب‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬المهام‭ ‬الكلية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منهجية‭ ‬الأداء‭ ‬عبر‭ ‬آلية‭ ‬ملفات‭ ‬القضايا‭ ‬‮«‬الفكرية‭ ‬والتربوية‭ ‬والسياسية‭ ‬والتخطيط‭ ‬والتنسيق‭ ‬والعلاقات‮»‬،‭ ‬وزيادة‭ ‬مدة‭ ‬اجتماعات‭ ‬مكتب‭ ‬الإرشاد‭ ‬ومجلس‭ ‬الشورى‭ ‬بشكل‭ ‬مناسب‭ ‬يكفى‭ ‬لمتابعة‭ ‬تقارير‭ ‬القطاعات‭ ‬والأقطار‭ ‬والأجهزة،‭ ‬واستحداث‭ ‬3‭ ‬مؤسسات‭ ‬عالمية‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬الحرفية‭ ‬فى‭ ‬مجالات‭ ‬البحوث‭ ‬والدراسات‭ ‬والإعلام‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكفل‭ ‬لها‭ ‬وسائل‭ ‬النجاح‭ ‬والتكامل‭ ‬والتشبيك‭ ‬مع‭ ‬نظرائها،‭ ‬واستحداث‭ ‬برنامج‭ ‬إلكترونى‭ ‬وقاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬المجالات‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬توثيقها‭ ‬وتأمينها‭ ‬وإمداد‭ ‬الجميع‭ ‬بها،‭ ‬وتشمل‭: ‬الكتب‭ ‬والدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬والمؤسسات‭ ‬المتخصصة‭ ‬والرموز‭ ‬والعلماء‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬والبريد‭ ‬الإلكترونى‭ ‬والخبراء‭ ‬والمتخصصين‭ ‬مقسمين‭ ‬حسب‭ ‬المجال‭. ‬وتكشف‭ ‬الوثيقة‭ ‬عن‭ ‬‮«‬هيكلية‭ ‬آلية‭ ‬لعمل‭ ‬الإشراف‮»‬،‭ ‬فتقسم‭ ‬ساحة‭ ‬العمل‭ (‬الدول‭) ‬إلى‭ ‬مناطق‭ ‬أو‭ ‬قطاعات‭ ‬جغرافية‭ ‬كالتالي‭: ‬منطقة‭ ‬الغرب،‭ ‬ومكتب‭ ‬أفريقيا‭ ‬ومنطقة‭ ‬اليمن‭ ‬والخليج‭ ‬ويضم‭ ‬إليها‭ ‬إيران‭ ‬وأفغانستان‭ ‬والصومال،‭ ‬ومنطقة‭ ‬الشام‭ ‬‮«‬العراق‭ ‬وكردستان‭ ‬العراق‭ ‬وفلسطين‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬والأردن‮»‬،‭ ‬منطقة‭ ‬مصر‭ ‬والسودان‭ ‬وليبيا،‭ ‬ومنطقة‭ ‬المغرب‭ ‬العربى‭ ‬‮«‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬وموريتانيا‮»‬،‭ ‬ومكتب‭ ‬وسط‭ ‬آسيا،‭ ‬ومنطقة‭ ‬آسيا‭ ‬والباسفيك‭.‬

 

رابعا‭: ‬تحديات‭ ‬على‭ ‬الطريق

هناك‭ ‬تحد‭ ‬يمثل‭ ‬قيداً،‭ ‬بسبب‭ ‬التطورات‭ ‬التى‭ ‬حدثت‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬وهو‭ ‬سيطرة‭ ‬منطق‭ ‬الدولة‭ ‬الإقليمية‭ ‬ومتطلباتها‭ ‬ومصالحها‭ ‬على‭ ‬ساحة‭ ‬الفكر‭ ‬فى‭ ‬المجتمعات‭ ‬والأقطار،‭ ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬مصلحة‭ ‬الطائفة‭ ‬والفرقة‭ ‬والمذهب‭ ‬والعرق‭.‬

والسبيل‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحدى،‭ ‬هو‭ ‬‮«‬بروز‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تنوع‭ ‬طرق‭ ‬التعامل‭ ‬نتيجة‭ ‬لتعدد‭ ‬الأقطار‭ ‬وتمايز‭ ‬الثقافات‭ ‬والمشارب‭ ‬البيئية‮»‬،‭ ‬وترى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬من‭ ‬الضرورى‭ ‬أن‭ ‬تبرز‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬مستويات‭ ‬إقليمية‭ ‬وسيطة‭ ‬تزداد‭ ‬مهامها‭ ‬التنفيذية‭ ‬مع‭ ‬اختصاصاتها‭ ‬الإشرافية‭ ‬المناسبة‭ ‬لمعالجة‭ ‬خصائص‭ ‬الإقليم‭ ‬المعنى‭ ‬وخصوصياته‭ ‬التى‭ ‬تفرزها‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬الجغرافية‮»‬‭.‬

تحديد‭ ‬مستهدفات‭ ‬عمل‭ ‬إقليمية‭ ‬تتوجه‭ ‬إليها‭ ‬جهود‭ ‬أقطار‭ ‬الإقليم،‭ ‬وتحديد‭ ‬ملامح‭ ‬الدور‭ ‬الإقليمى‭ ‬للمنطقة‭ ‬فى‭ ‬خدمة‭ ‬مشروع‭ ‬الجماعة‭ ‬وخططها‭ ‬العامة،‭ ‬وتحديد‭ ‬قطر‭ ‬أولى‭ ‬بالرعاية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭ ‬تعمل‭ ‬الجهود‭ ‬على‭ ‬دعمه‭ ‬ودفع‭ ‬العمل‭ ‬فيه‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬رسم‭ ‬مهام‭ ‬إقليمية‭ ‬له‭ ‬ووضع‭ ‬برامج‭ ‬لدعم‭ ‬قدرات‭ ‬تحقق‭ ‬البعد‭ ‬العالمى‭ ‬للدعوة‭ ‬وتطبيقات‭ ‬ذلك‭ ‬عملياً،‭ ‬وإمكانية‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬مركزية

عقب‭ ‬ثورة‭ ‬30يونيو‭ ‬تعثر‭ ‬حلم‭ ‬تمدد‭ ‬التنظيم‭ ‬وبدأت‭ ‬تظهر‭ ‬أعراض‭ ‬أمراض‭ ‬النشأة‭ ‬عليه‭ ‬وعاد‭ ‬مسلسل‭ ‬الانشقاقات‭ ‬ليطفو‭ ‬على‭ ‬السطح‭ ‬مرة‭ ‬اخرى‭ ‬بسبب‭ ‬مفاتيح‭ ‬التمويل‭ ‬

ويعكس‭ ‬الذى‭ ‬اتخذه‭ ‬القائم‭ ‬بأعمال‭ ‬مرشد‭ ‬‮«‬الإخوان‭ ‬المسلمين‮»‬‭ ‬إبراهيم‭ ‬منير،فى‭ ‬اكتوبر‭ ‬2012

‭ ‬حالة‭ ‬الأزمة‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬التنظيم،‭ ‬والذى‭ ‬يقضى‭ ‬بحل‭ ‬الهياكل‭ ‬التنظيمية‭ ‬التى‭ ‬استحدثتها‭ ‬الجماعة‭ ‬أخيراً‭ ‬لإدارة‭ ‬شئونها‭ ‬خارج‭ ‬مصر،‭ ‬وفى‭ ‬مقدمتها‭ ‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬تركيا‭ ‬والمكتب‭ ‬الإدارى‭ ‬للإخوان،‭ ‬وكل‭ ‬منهما‭ ‬يتبع‭ ‬فى‭ ‬ولائه‭ ‬لأمين‭ ‬عام‭ ‬التنظيم‭ ‬سابقاً‭ ‬وعضو‭ ‬مكتب‭ ‬الإرشاد‭ ‬محمود‭ ‬حسين‭.‬‭ ‬يكاد‭ ‬الصراع‭ ‬الحالى‭ ‬فى‭ ‬الجماعة‭ ‬يتركز‭ ‬بين‭ ‬جبهتين‭ ‬أساسيتين،‭ ‬جبهة‭ ‬إبراهيم‭ ‬منير،‭ ‬الذى‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬التنظيم‭ ‬الدولي،‭ ‬وكان‭ ‬عضواً‭ ‬فى‭ ‬مكتب‭ ‬إرشاد‭ ‬الجماعة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يهرب‭ ‬إلى‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭ ‬لندن‭ ‬إبان‭ ‬فترة‭ ‬الرئيس‭ ‬المصرى‭ ‬الأسبق‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬والذى‭ ‬كان‭ ‬يدير‭ ‬فعلياً‭ ‬شئون‭ ‬الجماعة‭ ‬عقب‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬‮»‬يونيو‮«‬‭ ‬2013،‭ ‬رغم‭ ‬وجود‭ ‬نائب‭ ‬المرشد،‭ ‬محمود‭ ‬عزت،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬إلقاء‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬الأخير،‭ ‬دفع‭ ‬إبراهيم‭ ‬منير‭ ‬إلى‭ ‬عزل‭ ‬محمود‭ ‬حسين‭ ‬وإلغاء‭ ‬منصبه‭ ‬حتى‭ ‬ينفرد‭ ‬بالقرار،‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬الأخير‭ ‬كانت‭ ‬له‭ ‬أطماعه‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬محل‭ ‬عزت‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يشغل‭ ‬منصب‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬التنظيم،‭ ‬وهو‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬آخر‭ ‬تشكيل‭ ‬لمكتب‭ ‬الإرشاد‭ ‬تولى‭ ‬المنصب‭ ‬نفسه‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬التنظيم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدركه‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬بديل‭ ‬عزت‭ ‬بعد‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬عليه‭.‬

محمود‭ ‬حسين،‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬أنه‭ ‬الأولى‭ ‬فى‭ ‬خلافة‭ ‬القيادة‭ ‬بعد‭ ‬سجن‭ ‬محمود‭ ‬عزت‭ ‬لاعتبارين،‭ ‬أولهما‭ ‬أنه‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬التنظيم،‭ ‬وكان‭ ‬عضواً‭ ‬حالياً‭ ‬لمكتب‭ ‬الإرشاد،‭ ‬وهو‭ ‬الأدرى‭ ‬بما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تأخذه‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬بشأن‭ ‬تصعيدها‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬المصرية،‭ ‬مع‭ ‬الأخذ‭ ‬فى‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬منصب‭ ‬المرشد‭ ‬العام‭ ‬شغله‭ ‬المصريون‭ ‬دون‭ ‬غيرهم،‭ ‬وبما‭ ‬أنه‭ ‬يتمتع‭ ‬بالجنسية‭ ‬المصرية‭ ‬ولم‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬غيرها‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬إبراهيم‭ ‬منير،‭ ‬كان‭ ‬يرى‭ ‬أولوية‭ ‬توليه‭ ‬المنصب‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬غيره،‭ ‬وطموحه‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬يتولى‭ ‬أرفع‭ ‬منصب‭ ‬تنظيمى‭ ‬فى‭ ‬الجماعة‭.‬