لسنا على الخريطة العالمية للتصدير.. وننتظر تكوين قاعدة البيانات

رئيس اتحاد النحالين: الـ 1.5 مليون فدان والدلتا الجديدة تخلق مساراً جديداً للنحالين

فتحى بحيرى خلال حواره مع «الأخبار»
فتحى بحيرى خلال حواره مع «الأخبار»

لتربية النحل أصول وقواعد لا يعرفها إلا أهل الصناعة أنفسهم، وللتسويق والتصدير أيضا مهارات لا يلم بها كثيرون، ولأن لكل مهنة مظلة، فإن اتحاد النحالين العرب يكاد يكون المظلة الوحيدة التى يعمل تحتها آلاف النحالين وأصحاب مصانع عسل النحل فى مصر.. فتحى بحيرى رئيس اتحاد النحالين العرب أكد فى حواره مع «الأخبار» أن صناعة عسل النحل يمكن أن تدر دخلا كبيرا للاقتصاد القومي، كما أن هناك أكثر من 25 ألف أسرة تعمل فى هذا القطاع فى مصر، وحدد «بحيري» فى حواره عددا من المطالب التى يسعى الاتحاد إلى تحقيقها بالتعاون مع وزارة الزراعة للنهوض بهذه الصناعة وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها للدولة والعاملين بها على حد سواء.. وإلى نص الحوار..

* فى البداية حدثنا عن صناعة عسل النحل وما تواجهه من تحديات؟


مصر رائدة من رواد إنتاج عسل النحل فى الوطن العربي، وهى تتميز بالمناخ الملائم لتربية النحل صيفا وشتاءا 
إلا فى الفترات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية الخارجة عن إرادتنا جميعا، كما أن مصر تمتلك 2 مليون خلية نحل 
وهو رقم كبير لا يتواجد فى كثير من الدول، ونقوم بتصدير مليون و200 ألف طرد من النحل الحى إلى الدول العربية والآسيوية والإفريقية.

كما يصل حجم الإنتاج المحلى إلى 15 ألف طن من العسل، ونقوم بتصدير ما بين 2800 إلى 3200 طن سنويا للولايات المتحدة وعدد من الدول العربية، وبسبب الموقع الجغرافى المتميز لمصر 
فإنها من أهم مصادر العسل فى المحيط العربى بسبب تكلفة الشحن والنقل غير المرتفعة.

* هل هذا العدد من الخلايا مناسب لحجم العسل المصرى المصدر للخارج؟

نحن نسعى إلى زيادة هذه الخلايا إلى 4 ملايين خلية نحل، ولذلك قمنا بمخاطبة وزارة الزراعة بعدد من الطلبات لتحقيق هذه الزيادة، وأول هذه الطلبات تنظيم عمل النحالة المصرية، حيث سيؤدى ذلك إلى منع اختلاط أنواع العسل المصرية فمصر تمتلك النحالة المتنقلة وبالتالى تحتاج تنظيم قوي.

* ما المطلوب تحديدا من وزارة الزراعة للنهوض بهذا القطاع بشكل أكبر؟


هناك 3 أشياء رئيسية مطلوبة من الوزارة، أولاً تنظيم عمل النحالة، وثانيا عمل قاعدة بيانات للعاملين بالصناعة، وأخيرا دعم النحال المصرى فى إيجاد طرق صحيحة لعلاج الأمراض، فنحن فى مصر حتى الآن لا نمتلك أدوية مسجلة للعلاج رسميا بالنحل وبالتالى يلجأ النحال إلى العشوائية استخدام المبيد والعلاج، ولكن مؤخرا بدأت وزارة الزراعة فى تنظيم هذه المهنة من خلال إصدار تراخيص تشغيل مشروعات نحل العسل، ولكن للأسف معظم النحالين يحجمون عن هذا الأمر، ونحن كاتحاد نحالة نحث النحالين على تقنين أوضاعهم.


* ولماذا يرفض النحالون هذا الأمر؟


النحال انسان بسيط للغاية، ولديه هاجس أنه فى حالة تقنين أوضاعه من قبل الدولة فإن ذلك سيؤدى إلى فرض مزيد من الضرائب عليه، وهو مكاسبه محدودة وهذا الأمر يحتاج إلى تغيير الصورة الذهنية لديهم 
وهو ما نقوم بعمله فى الوقت الحالى سواء فى الاتحاد أو جمعيات منتجى العسل، حيث إن رخصة التشغيل فى صالح القطاع ككل لأنها ستؤدى إلى وجود قاعدة بيانات كبيرة وقوية وهنا يمكن بوضوح تحديد الكميات المنتجة والكميات المطلوب تصديرها من خلال التعاون بين النحالين ووزارة الزراعة.

* هل هناك صعوبة فى الانتهاء من قاعدة البيانات؟

إطلاقا، فوزارة الزراعة قادرة على إعداد قاعدة البيانات من خلال الجمعيات الزراعية المنتشرة فى كل القرى المصرية التى تضم موظفين تابعين للإرشاد الزراعى والثروة الحيوانية وبالتالى يمكن رصد عدد من يملكون مناحل وعدد الخلايا الموجودة
وبالفعل تقدمنا بهذا الأمر إلى قطاع الثروة الحيوانية فى وزارة الزراعة وهم يتخذون الأمر فى الوقت الحالى بجدية أكبر من ذى قبل.

* ما المقصود بعلاجات أمراض نحل العسل الذى تطالبون به؟

هذا الأمر يجب أن يكون متلائم مع المواصفات القياسية العالمية التصديرية، فهدفنا من ذلك هو تقليل أنواع العلاج المعتمدة على المواد الكيماوية 
وهناك معهد بحوث النحل فى مركز البحوث الزراعية، وهو من أفضل أقسام النحل بالشرق الأوسط ويوجد به عدد من أكفأ المتخصصين فى هذا المجال وبالتالى يجب الاستفادة منهم بشكل كبير ولكن للأسف نتيجة قلة الدعم فهو لا يتمكن من القيام بدوره بالشكل المطلوب ومن هنا يجب زيادة الدعم الموجه للقسم لمساعدتهم فى إنتاج أدوية طبيعية يمكن من خلالها علاج النحل دون أن يكون هناك مشاكل فى متبقيات المبيدات بعد اتمام عمليات التصدير.

وهذه المبيدات تحدث نتيجة الطريقة العشوائية التى يلجأ إليها النحال نتيجة عدم وجود التنظيم الطبيعى للمهنة، بالإضافة إلى قيام الفلاحين بالاستخدام المفرط للمبيدات على الزهور وهو ما يسبب مشاكل أيضا.

*وما هى أهم الدول المنافسة لمصر فى هذا القطاع؟

مصر ليست مدرجة على الخريطة العالمية للتصدير، لكن على مستوى الوطن العربى والعالمى فإن الصين تحتل المرتبة الأولى فى تصدير كميات كبيرة للغاية من عسل النحل 
وكذلك هناك دول تنافس بقوة مثل الأرجنتين وإيران وتركيا، وهذه الدول الأربعة تستحوذ على كميات كبيرة من سوق الصادرات العالمية 
والميزة الأهم فى هذه الدول هى المساحات الواسعة والمراعى الكبيرة التى نفتقدها نحن هنا فى مصر، لكن حاليا ومع المشروعات الزراعية الكبرى التى دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسى وعلى رأسها الـ 1.5 مليون فدان والدلتا الجديدة 
وكافة مشروعات استصلاح الأراضى الأخرى سيكون هناك مسار جديد للنحالة المصرية، حيث سيؤدى ذلك إلى دخل جديد للنحالين فى حالة الجدية فى زراعتها بالنباتات العطرية والزيتية المزدهرة.

فتحى بحيرى رئيس اتحاد النحالين العرب


* وماذا عن دور الاتحاد لدعم النحالين؟

الاتحاد بالتعاون مع جمعية مربى النحل بمحافظة الغربية أطلقت مبادرة بعنوان «النحل ياريس»، من أجل النهوض بالقطاع وإدراجه ضمن المشروعات الخاصة بوزارة الزراعة والتى تم تطويرها بشكل كبير مثل مبادرة تطوير مراكز الألبان والتى قامت بدور كبيرة فى تطوير المراكز وإنتاج لبن صحى آمن
 وبالتالى فإن هذه المبادرة هدفها لفت الأنظار إلى صناعة عسل النحل وأهميتها وما يمكن أن تضيفه للاقتصاد القومي.


* وما هى أهم بنود هذه المبادرة؟

قطاع النحالين والعاملين فى عسل النحل كبير للغاية فهو يقترب من 25 ألف أسرة يعمل جميع أفرادها فى هذه الصناعة ويقوم بالتصدير ويدر ربح على الاقتصاد المصرى وبالتالى نحن نحتاج إلى تطوير القطاع من خلال عمل مراكز للتجميع والفرز وتطوير السلالة المصرية وتسهيل استيراد السلالات القوية والجديدة.


*كنت أول من دعا إلى إطلاق مهرجان العسل.. فهل تحققت أهدافه؟ وما المنتظر تحقيقه خلال الفترة المقبلة؟


بحكم عملى فى قطاع النحل ومنصبى كرئيس لاتحاد النحالين العرب، فأنا أجوب العالم شرقا وغربا بحثا عن التطور 
ونقل الخبرات فى هذا الملف من أوروبا إلى مصر والدول العربية
 ووجدت أن معظم دول العالم المنتجة للعسل تحتفل سنويا بيوم العسل فهناك مهرجان العسل الروسى واحتفال سلوفينيا بيوم العسل كما تحتفل السعودية سنوياً بمهرجان العسل الدولي، ومن هنا بدأ التفكير فى مهرجان العسل المصري 
حيث أن المهرجان سيفتح أسواق جديدة للمنتجين بجانب جذب السياح والمهتمين بصناعة نحل العسل من الدول العربية والافريقية ومختلف دول العالم.

وبالتالى فإن الهدف من تحديد يوم لاقامة مهرجان العسل المصرى هو رفع الوعى العام بأهمية نحل العسل ومنتجاته 
وجميع منتجات خلية النحل وأدوات ومستلزمات تربية النحل، حيث يتم عقد ندوات علمية وفقرات ثقافية متخصصة لمربى النحل ولعرض أحدث ما توصل اليه العلم فى مجال إنتاج العسل ومقاومة الآفات وكذلك محاضرات للشباب عن تربية النحل الحديثة والجدوى الاقتصادية لمشروعات تربية النحل.

* كيف يمكن التمييز بين العسل الصحى الآمن والعسل المغشوش؟

يجب أولا التفرقة بين قطاع عسل النحل وقطاع العسل عامة، فالنحالون المصريون لا يغشون العسل على الإطلاق 
ولكن من يغش هو قطاع آخر منافس للنحالين المصريين ويسعى إلى إفساد الذوق العام وصناعة عسل النحل الحقيقية فالنحال يغذى النحل فى أوقات نضوب الرحيق وهو ليس غش ولكنه أمر متعارف عليه فى كل أنحاء العالم
 أما التفرقة بين الآمن والمغشوش فهى عملية صعبة للغاية ويكون من خلال التحليل المعملى أو الخبير المتذوق وهو يحتاج إلى تدريب كبير على التذوق الحسى لعسل النحل، أما الجمهور العادى فعليه التعامل مع النحالى مباشرة أو شراء منتجات الشركات ذات السمعة الطيبة.