«كومنت» كشف السر.. عامان كاملان تجهز خطتها

كشف السر
كشف السر

كلمة واحدة كانت كافية لكشف لغز وسر أخفاه عنها زوجها لسنوات كثيرة، إحساسها لم يخيب ظنها، فتغير الزوج على مدار هذه السنوات يؤكد أن هناك أمراً ما قد حدث، لذلك لم تستسلم، قررت أن تبحث عن اللغز فى سرية تامة، نجحت بعد عامين فى فك طلاسمه، ثم اختارت التوقيت المناسب للإعلان عنه والانتقام من هذا الزوج.


قبل أن تكتشف الزوجة السر الذى انتظره الجميع، كانت قد أعدت أوراقها جيدا، أحضرت المستندات والمحادثات، وصور الأدلة التى ستقدمها للقاضى، اتخذت قرارها النهائى.

قالت فى اجتماع جمعها بٍأسرتها: اليوم فى قاعة المحكمة سأكشف السر الذى أخفاه عنى زوجى على مدار خمسة أعوام كاملة.

عامان كاملان وهى تجهز خطتها وتبحث عن أدلة كاملة وشهود ووقائع مصورة ومحادثات مكتوبة، كانت تريد من كل هذا العمل أن تقنع الجميع أن هذا الزوج الذى تربطه صلة قرابة بها وهو ابن خالتها قد خانها وكذب عليها على مدار سنوات كاملة اكتشفت خلالها فظائع وأموراً تجعلها لا تطلب الطلاق منه فقط، بل الحبس والسجن له.
دونت الزوجة فى 5 صفحات كل ما ستقوله للقاضى، وضعت المقدمة ووسط القصة واختارت نهاية مأساوية ألقت بها بعض النصائح للزوجات حتى لا يتعرضن لما تعانيه الآن.


بدأت تفاصيل القصة، لحظة استقبال الزوجة لزوجها فى المطار، فقد عاد أخيرًا بعد عامين من العمل فى السعودية استشارى طب النساء والتوليد.


وقتها اصطنعت الزوجة ابتسامة على وجهها عندما رأته، وألقت بكلتا يديها بصعوبة فى أحضانه، ثم غادرا إلى المنزل، وسط صمت كامل منها، ليبادلها الزوج بعد أن لاحظ تعبيرات الغضب على وجهها والتى عجزت عن منعها.


 عن إخفائها بسؤال : ماذا بك.. ألست سعيدة بعودتى؟


 لترد الزوجة: ليس لدى إجابة لسؤالك.. لكن حتى تكون الأمور واضحة من الآن، لن أعود معك إلى المنزل سأذهب ببناتى إلى والدى، وهناك مكان واحد سنلتقى فيه قريبا؟


 الزوج: ماذا حدث؟ هناك شيء تخفيه عنى.. تحدثى؟


الزوجة: قلت لك.. ستعرف كل شىء عندما نلتقى فى المحكمة قريبا، أقمت دعوى طلاق وقد تسلم شقيقك الإعلان وهو فى انتظارك فى المنزل.


الزوج: طلاق، ماذا حدث بيننا حتى نصل للطلاق، ألم نتحدث يوميًا وتكن العلاقة بيننا جيدة، نعم هناك مشاكل ولكن لا تصل للطلاق، وعليكِ أن تتوقفى عن هذا الطلب، كلما تشاهدينى تطلبينه؟


 الزوجة: هذه المرة حقيقى.. ستعرف السبب.. ولكن أمام القاضى؟


مر أسبوعًا كاملًا، يحاول الزوج خلاله أن يعرف سبب انقلاب زوجته عليه بهذه الطريقة، كان يتنقل ما بين منزله ومنزل أبيها الذى تسكن معه، يحاول أن يعرف الحقيقة، لكن الزوجة أصرت على أن تكشف السر فى جلسة علنية أمام القاضى.


حددت المحكمة جلسة لنظر دعوى الطلاق التى أقامتها الزوجة، بعد أن رفض الزوج كل طلبات زوجته بتطليقها فى سنوات سابقة عندما كانت تحدث بينهما المشاكل والخلافات، لكن فى هذه المرة قررت أن تكشف حقيقة ما يخفيه زوجها أمام القاضى باعتباره دليلاً قوياً على الحكم بتطليقها منه.


انعقدت الجلسة فى محكمة الأسرة بالإسكندرية، حضر الزوج ومحاميه، وحضرت الزوجة ومحاميها وأسرتها، الجميع على مسافة قريبة من بعض داخل قاعة المحكمة، الكل يترقب ماذا ستكشف عنه الزوجة؟، يريدون أن يعرفوا حقيقة ما حدث؟


نادى القاضى على الطرفين، ثم أعلن الزوج بمضمون دعوى الطلاق المقامة من زوجته، وطلب منه أن يعلق عليها، لكن الزوج اكتفى بطلب البدء بسماع الزوجة أولًا، وبعدها يعلق ويقدم دفوعه.


بعدها نادى القاضى على الزوجة، وطلب منها أن تشرح لماذا ترغب فى الطلاق من هذا الزوج ؟،

سألت القاضى فى البداية هل الجلسة علنية أم سرية؟

فأخبرها أن هذا يتوقف على طلب المدعى، إذا كان هناك أمرًا ما لا يجب أن يعرفه المتقاضون سيغير من مجرى القضية فله الحق أن يطلب أن تكون الجلسة سرية، أما غير ذك فالجلسة علنية.


ردت الزوجة أنها ترغب فى أن تكون الجلسة علنية حتى تكشف للجميع السر الذى أخفته عن أسرتها والذى سيكون سبب الطلاق من زوجها وابن خالتها.


بدأت الزوجة فى سرد بدايات كشف السر، أخبرت القاضى أن مشاكلها مع زوجها لم تتوقف منذ زواجهما، فهى تعمل مرشدة سياحية وهو طبيب نساء وتوليد فى أحد مستشفيات الإسكندرية، كانت تحدث بينهما خلافات كثيرة، لكن الأمور كانت تحل فى جو عائلى فهو ابن خالتها قبل أن يكون زوجها.


أكدت الزوجة أنها حاولت أن تغير من نفسها من أجل زوجها، لكنه كان يغضب منها بالشهور، اعتاد على ذلك، شهران كاملان لا يتحدث معها، يذهب إلى المستشفى نهارا، ويقضى منتصف الليل فى عيادته، ثم يعود فى الثانية صباحا إلى المنزل للنوم.

تساءلت الزوجة، لم أعرف لماذا يفعل ذلك معى؟، فقد تركت عملى من أجله، وسخرت حياتى له وبناتنا، ساعدته فى شراء شقة للعيادة، بعت من أجلها مصاغى، وأسهم والدى معنا بشرائه نصف الشقة، أنفقت كل ما أملك من أجل أن يحصل على شهادة الماجستير، ولم أبخل عليه بشيء.


لكنه قابل ذلك بنكران جميل، فألقى بى وبصلة القرابة وبناته عرض الحائط وذهب لإمتاع جسده فقط.


بداية السر الذى عرفته عن زوجى، كان تعليقًا من فتاة على صورة له نشرها على الفيس بوك، كلمات كان يجب أن أبحث عن مضمونها، لقد تضمن التعليق عبارة واحدة «ربنا يخليك ليا»، ثوانى ثم حذف التعليق، لكننى استطعت أن التقط اسم صاحب الحساب الذى دونه ثم حذفه.


قررت أن أخوض تجربة البحث عن مضمون هذا التعليق، فهذه الكلمات لا يكتبها سوى قريب له أو زوجته، وهذا الاسم ليس من أقربائه، لأننى أعرفهم جيدًا فهم عائلتى.


تواصلت مع صديقة لى، كانت زميلتى فى العمل، وطلبت منها أن تصاحب هذه الفتاة صاحبة التعليق، وبالفعل نشأت صلة صداقة بينها وبين الفتاة، حتى التقيا، واقتربا من بعض، ثم قصت لها حياتها السرية، لقد أخبرتها أنها متزوجة من طبيب فى المستشفى الذى تعمل فيه ممرضة، ثم كشفت لها عن اسم هذا الطبيب، وقصة زواجها منه.


تعود الزوجة إلى الأوراق التى بيدها، تنظر فيها ثم تبدأ قراءة ما دونته بها للقاضى.

تقول صاحبتى «أخبرتنى الفتاة أن زوجها طبيب نساء وتوليد، ويعمل فى أحد مستشفيات الإسكندرية، وأنه متزوج ولديه بنتان، لكنه لا يحب زوجته، ودائمًا على خلاف معها».

وتضيف صاحبتى «كشفت لى الفتاة متى كان الزواج، لقد مر خمسة أعوام عليه، انعقد فى مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، حيث محل إقامة الفتاة، وجرى العرس وسط سعادة من أهل القرية التى تنتمى إليها الفتاة».

وتشير صاحبتى «لقد أخبرتنى الفتاة عن اسم المستشفى، واسم الطبيب الذى هو فى الأساس زوجى المسافر إلى الخارج».

تتوقف الزوجة لثوان تراقب خلالها ردود أفعال زوجها، لقد حاول مقاطعتها، أخبرها أن كل هذا ليس حقيقيًا، وليس هناك إثبات على ما تدعيه.. عادت الزوجة لتستكمل السر، قالت «حصلت من صاحبتى على اسم الفتاة، وتوجهت إلى المستشفى، وهناك علمت بجرم ما فعله زوجي.


تقول الزوجة من واقع المذكرة التى دونتها:


«توجهت إلى المستشفى سيدى القاضى، التقيت بممرضة كنت على تواصل معها للسؤال عن زوجى منذ سنوات، تهربت فى الحديث معى، عندما أخبرتها عن علاقة الممرضة الشابة بزوجى، وبعد تطمينات.


وجدتها سيدى القاضى تخبرنى عن جرم هذا الزوج، لقد كشفت لى السر الآخر، قالت «نشأت قصة حبى بين زوجى الطبيب وممرضته الخاصة، تطور الحب إلى علاقة غير شرعية، اضطر زوجى بعد تهديد من أسرة الفتاة إلى الزواج بها، ثم أخفى كل ذلك عنى».


كانت نظرات الزوج فى هذه اللحظة حزينة، لقد أقر أخيرًا بصمته، صحة ما تقوله الزوجة، لم يستطع أن يتفوه بكلمة، وضع رأسه بالأسفل ويديه أعلاها وكأن مصيبة لحقت به.


استكملت الزوجة كشف سرها بعد أن تأكدت من عدم مقاطعة زوجها له، أخبرت القاضى أنها تحصلت على صورة من وثيقة الزواج بين زوجها والفتاة، ولديها كل المستندات التى تؤكد أن ما فعله الزوج يعد جرمًا بفتاة صغيرة وقد قارب سنه الخمسين عاماً، وأنه يجب أن يحاكم.

قالت الزوجة أكثر ما يؤلمنى سيدى القاضى أن من اتحدث معه هو ابن خالتى، وليس زوجى فقط، وأن والدته توفيت على فراشى بين يدى وهو مسافر إلى الخارج يلهو مع هذه الفتاة.


كدت أموت عندما اكتشفت قريبًا عند زيارتى له فى السعودية أن الفتاة كانت معه هناك، جهز لها الأوراق وسافرت معه سنوات، وأخفاها عنى سراً، وأنا هنا أربى بناته وأحفظ أسرته وأقم على خدمة والدته وأشقائه.


أكثر ما يؤلمنى سيدى القاضى أن هذا الزوج لم يراع الله فى، ولم يحترم تغيرى من أجله، وتضحياتى التى قدمتها حتى يصبح طبيباً مشهوراً.

توقفت الزوجة عن الحديث فجأة، أراحت نفسها لحظات، ثم نظرت فى عين زوجها وكأنها انتصرت عليه، لتخبر القاضى أنها تتنازل عن دعوى الطلاق المقامة منها ضد زوجها وسط ذهول الحضور، مؤكدة أن هذا الزوج لا يحتاج طلاقاً يستمر سنوات للفصل فيه، بل يحتاج خلعاً فى أشهر، فلن استطيع أن أظل ولو دقيقة واحدة على ذمته، فقد أصبح غريبًا عنى منذ أن كشفت سره.


بعد أن رفع القاضى الجلسة وأثبت طلب التنازل عن الدعوى، توجهت الزوجة بصحبة محاميها إلى الدائرة المختصة وأقامت دعوى خلع ضد زوجها، وبعد مرور 6 أشهر قضى لها القاضى بخلعه.

 

نفقات بناتى
 

تنازلت الزوجة عن حقها، اختارت الخلع عن الطلاق، فحرمت من نفقات كثيرة تخصها، لكنها ما زالت فى المعركة مع زوجها والذى قرر أن يعاقبها بطريقته بسبب كشفها سره وخلعها له.


حصلت الزوجة على أحكام تلزم الزوج بدفع نفقات لبناته، ما بين تعليم وعلاج ومأكل وملبس، عامان كاملان والزوج يرفض دفع النفقات، تقدمت بشكاوى لمدير أمن محافظة البحيرة ومدير تنفيذ الأحكام، والأمر ما زال محل دراسة.


رجاء من المسئولين نفذوا هذه الأحكام، الزموا هذا الأب بدفع النفقات، وارحموا الأم من حمل أكبر من طاقتها.. بيانات الزوجة معى فى حالة التواصل.