بيومي: الوعي الرشيد مسئولية الجميع لضمان تقدم الأمة

د.بيومي إسماعيل
د.بيومي إسماعيل

من أولويات المرحلة الراهنة الوعى الرشيد لفهم الدين الصحيح ووضع الكلام فى مواضعه دون تحريف، وهو مسئولية تضامنية ومشاركة تحتاج جهود الجميع لبناء فكر مستنير يؤسس لشخصية سوية، هذا ما أكد عليه الرئيس السيسى مؤخرا، فما هو دور العلماء لتحقيق ذلك؟.

يوضح الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر: يتعرض الإسلام الآن لحالة من القرصنة من جميع النواحى، إذ تعمد الجماعات  المتطرفة إلى اجتزاء النصوص وإخراجها من سياقها، بما يتماشى مع أهداف هذه الجماعات، ومصالحها لذا لا يمكن الحكم على الدين من خلال بعض المتطرفين والمغيبين عن تعاليمه، فالأزهر الشريف بعلمائه الأجلاء يحاولون بكل الطرق نشر الفهم الصحيح للإسلام ويثمن الأزهر كافة المحاولات العاقلة والوسطية التى تحاول تصحيح صورة الإسلام فى ذهن الآخر فى كل مكان، بل فى ذهن المسلمين الذين تأثروا ببعض الأفكار المتطرفة، نتيجة شيوع هذه الأفكار ولعب أصحابها على وتيرة الحس الدينى للمسلمين أو حتى بعض الظروف السياسية والاقتصادية لبعض الدول.


ويؤكد: الإسلام دين التضامن والمساواة واحترام الآخر والدفاع عنه، وهو الدين الذى له موقف مشرف مع المرأة فى ظل الهجمات الشرسة عليها وعلى الإسلام من قبل المتطرفين ووسائل إعلامهم. 

ويضيف: للتغلب على المفاهيم المغلوطة لابد من نشر الوعى الدينى والفهم الصحيح للدين  لتستعيد الأمة مكانتها بين الأمم وتتصدر الريادة من خلال وضع المبادئ والاعتناء بالشباب وأفكاره وتوجيه طاقته نحو التقدم عبر  نشر ثقافة البناء لا الهدم، حيث حث الإسلام على البناء فى كل الأحوال فقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَلَّا تَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَغْرِسْهَا»، ومما ورد فى كتب التاريخ أن كسرى ملك الفرس مر يوما على رجل كبير فى السن وهو يزرع نخيلا فقال له كسرى: أيها الرجل كيف تزرع ما لا تأكل؟.

فقال الرجل: أيها الملك؛ لقد زرع من قبلنا فأكلنا ونحن نزرع ليأكل من بعدنا، فقال الملك أحسنت، وكان الملك إذا قال لأحد أحسنت أعطوه ألف دينار.

ويطالب بنشر ثقافة التفاؤل وعدم التشاؤم فقد قال صلى الله عليه وسلم (لاعدوى ولا طيرة)، كما يدعو لترك النقد الهدام، وقديما قالوا (لأن تضىء شمعة خير من أن تلعن الظلام) ويشدد على أهمية  نشر الجانب المضيء، فتفاءلوا فالخير قادم والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.