فى المليان

الـرمـال تـغـلـق الـطـرق فى موريتانيا مشكلة تبحث عن حل لدى الشركات المصرية

حاتم زكريا
حاتم زكريا

 فى اتصال هاتفى مع الزميلة أم كلثوم محمد المصطفى الصحفية والإعلامية الموريتانية المتميزة فى الأسبوع الماضى وخلال مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قمة «فيشجراد ومصر» بالمجر ذكرتنى الإعلامية الصديقة باللقاء الذى جمعنا بالرئيس السيسى فى شهر أكتوبر 2014 بقصر الاتحادية مقر رئاسة الجمهورية بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبى لاتحاد الصحفيين العرب.. وذكرتنى الزميلة العزيزة بالكلمة القصيرة التى قالتها فى اللقاء وفقاً للوقت المتاح لها.. 


 والحقيقية إن الوقت المتاح لم يمهلها أن تعبر باستفاضة عن ما تشعر به من إعجاب شديد للرئيس البطل الذى أنقذ مصر من مصير كان لا يعلمه إلا الله.. 
 واسترسلت الزميلة فى المكالمة الهاتفية عن الدور المهم والإستراتيجى الذى يقوم به الرئيس السيسى فى كافة المحافل الدولية. وأكدت أن ما تسمعه عن الرئيس من أبواق الإعلام الغربى والشرقى يثلج الصدر، وأن الفكرة التى كوناها عنه لم تأت من فراغ فهو يستحق أن تفخر به مصر ويفخر به العرب جميعاً.. 


 ولا شك أن حضوره « قمة فيشجراد ومصر» بالمجر يعطى انطباعاً حقيقياً عن فهمه للخريطة السياسية العالمية..

فمجموعة فيشجراد التى تضم المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، تأسست هذه المجموعة لتكون بديلة بعد إعلان حل حلف وارسو فى عام 1991 الذى كان يجمع بلدان المعسكر الاشتراكى فى وسط وشرق أوروبا، وإن دخل فى عدد من القضايا الخلافية مع الاتحاد الأوروبى خاصة فيما يتعلق بمقررات الاتحاد تجاه مشاكل الهجرة غير الشرعية وحقوق الإنسان..

ويهمنا هنا - والكلام للزميلة أم كلثوم - توضيح الرئيس السيسى خلال القمة وفى المؤتمر الصحفى فى ختامها تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط والتحديات العديدة التى تموج بها المنطقة - وعلى رأسها تعدد الأزمات فى عدد من الدول وانهيار مفهوم الدولة الوطنية إلى جانب ضعف مؤسسات تلك الدول التى تعانى من وطأة الأزمات، وهو ما يفرض بذل أقصى الجهود لإنهاء هذا الوضع وتحقيق الأمن والاستقرار والسعى إلى حلول سياسية لتلك الأزمات.. 


 وأشارت الزميلة إلى كلمات الرئيس السيسى الحاسمة فى المؤتمر الصحفى لمؤتمر القمة وتأكيده على ضرورة التوصل إلى مقاربة مختلفة للتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، فمصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم فى البحر أو للمجهول بل دمجتهم فى المجتمع مشدداً على أن مصر لم تقبل من منظور أخلاقى أو إنسانى أن تجمع اللاجئين فى معسكرات أو تصدرهم الى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية..

وفى مجال آخر تساءل الرئيس السيسى: هل الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة والمشاركة مع هذه الدول فى تحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية حتى تصل إلى مقاربة مختلفة لفهم ما يخص حقوق الإنسان والذى يكون دائماً موضوعاً جدلياً كبيراً؟..

وأكد الرئيس السيسى أنه لم يخرج مركب واحد للهجرة غير الشرعية من مصر، وأن الهجرة التى جاءت إلى مصر كانت من الدول الأفريقية التى تعرضت إلى مشاكل ووصل عددهم حتى الآن إلى 6 ملايين مواطن ومواطنة من أفريقيا ودول أخرى عانت عدم الاستقرار.. 


 ولا شك أن مشكلة سد النهضة الإثيوبى لم تغب عن أذهان الرئيس السيسى فى أى لقاء دولى له داخل أو خارج مصر، وقد أكد الرئيس أمام دول « تجمع فيشجراد » أن موقف مصر ثابت بشأن ضرورة التوصل لاتفاق قانونى وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة.. 


 وكانت تلك الكلمات من الزميلة أم كلثوم محمد المصطفى تعبر عن حقيقة مشاعرها تجاه مصر وتجاه الرئيس عبد الفتاح السيسى..

نعم حقيقة أعرفها وأعرف تفاصيل نبض المشاعر..

ولكن المكالمة المطولة لم يكن هدفها هو هذا فقط.. فقد أرادت أن تستعين بمن تحب فى خدمة بلادها..

تقول أم كلثوم: «فى موريتانيا نعانى التصحر وآثاره على الحياة العامة لأسباب منها: اتساع المساحة الجغرافية وكثرة الرمال والمياه المتحركة بفعل عوامل مناخية مثل التصحر والجفاف»..


 وتعانى موريتانيا بسبب عدم قدرتها السيطرة على وضع الطرقات آمنة الاستخدام بالنسبة للمسافرين كما يعانى المواطن العزلة بسبب قطع الطرق الداخلية فى البوادى والأرياف تحسباً للرمال المتحركة.. 


 ولأن موضوع التشجير غير قابل للتنفيذ نتيجة ندرة المياه وقلة عدد السكان فى بعض الأماكن، التى تعانى من هذا الأمر.. 


 فكان تفكيرى - والكلام ما زال للزميلة أم كلثوم - ومن واقع معلوماتى عن مصر وقدراتها التقنية العالية فى هذه المجالات، فإنى أعتقد أن الحل قد يكون لدى إحدى الشركات المصرية العملاقة وهناك عدد كبير من الشركات التى لها باع طويل فى هذا المضمار.. 


 وترى الزميلة أن موريتانيا فى حاجة إلى استضافة عدد من الخبراء المصريين الذين يمكن أن يساهموا فى حل هذه المعضلة الصعبة واستغلال مساحات شاسعة من الأراضا الموريتانية المهجورة خوفاً من الرمال المتحركة.. 


استغاثة زميلة.. واستغاثة شعب.