خلف كلية التربية الرياضية للبنات بالإسكندرية قصر «بوركهارت» لأسرة سويسرية كانت تعشق مصر أنشيء في عام 1941من القرن الماضي.
أصبح القصر الآن مقرًا لمعهد التدريب والبحوث للصحة الإنجابية التابع للجمعية المصرية لتنظيم الأسرة بعد ترك وصية من صاحبه وتتعاون مع المعهد عدد من الهيئات الدولية منها الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة وصندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية ومنظمة الصحة العالمية وهيئة اليونسكو وهيئة المعونة الأمريكية وهيئة باركارد بأندونيسيا وباكستان ومعهد التعليم الدولي ومعهد الصحة الدولي بسان فرانسيسكو وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي.
عن قصة هذا القصر التقينا مع العميد متقاعد عبد الفتاح عبده مدير المعهد، والذي قال إن كارل ليونارد بوركهارت هو من أنشأ هذا القصر وتم شراؤه من أرملته.
أضاف: «القصر عبارة عن طابقين على مساحة أكثر من 5 آلاف متر إذ تبلغ مساحته فدان وربع ملحق به حديقة بها بعض الأشجار النادرة وحمام السباحة تم ردمه لإنشاء مبنى فندقة وقاعات للتدريب».
أشار إلى أن قصة هذا القصر بها الكثير من الدروس والحكم، حيث ترك صاحبه وصية داخل خزنة قدر ثمنها قبل بيعه عام 1974 للجمعية العامة لتنظيم الأسرة التي أصبحت الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة فيما بعد بمبلغ 74 ألف جنيه وعثر على خزنة قدر ثمنها منذ 10 سنوات بمبلغ 4 ملايين جنيه، وبداخل الخزنة عثر على وصية توضح مدى الدقة والعلاقة بين الزوج وهو المالك وبين الشريك وهي زوجته وبين البنات الثلاث وقام بتقديم أجنحة القصر بينهن ومكتوب فيها «لا يحق لأي منهن التنقل بين جناح وآخر باستثناء الزوجة».
كما قام بتقسيم الحديقة بينهن بنفس النظام وكان الأب الذى لديه أفضل المحامين بالإسكندرية قد أوصى بأن ترد ابنته الكبرى له مبلغ 15 ألف جنيه اقترضتها منه في حال زواجها، حيث وأوصى صاحب القصر بتوزيع قسط من قيمته على كل من كان يعمل معه سواء في الحديقة أو المطبخ وحمام السباحة والأمن لشراء شقة سكنيه لكل منهم واشترط على الجمعية أن يستمروا في العمل بالمكان وقام كذلك بمنح مكافأة مالية لكل منهم رغم أن قانون العمل.
وختم عبدالفتاح كلمته عن القصر: «رغم التوسعات التى حدثت بالقصر إلا أننا التزمنا بعدم الإخلال بملامح القصر والحفاظ على مظهره الحضاري والمعماري والتماثيل والحديقة والأشجار والمطعم الذى يقدم وجبات شهية تحت إشراف صحي».
اقرأ أيضا| حكايات| قصر «بوركهارت» السويسري بالإسكندرية.. وصية صاحبه جعلته معهدا للتدريب
