عودة الوجه الحضارى لمعبد الكرنك بعد تطوير ساحته

تطوير ساحة معبد الكرنك
تطوير ساحة معبد الكرنك

 

أحمد زنط


ساحة معبد الكرنك تم تطويرها عدة مرات بمشروع تجاوزت تكلفته الإجمالية 75 مليون جنيه، تطويره أعاد الوجه الحضارى للمنطقة المحيطة للمعبد، وأسفر عن العديد من الإكتشافات الأثرية وصيانة الأرضية المتكسرة التى تقع على بعد خطوات قليلة من أرضية حجرية مشابهة، قام ببنائها قدماء المصريين منذ آلاف السنين، ومازالت كما هى حتى الآن.

الساحة المواجهة لمعبد الكرنك، هو مشروع نفذته محافظة الأقصر منذ عدة سنوات بالتعاون مع هيئة الآثار، وبعدها بدأ تطوير وتجديد ساحة معبد الكرنك تواكبا مع إحياء طريق الكباش العالمى، بعد أن أصبحت السيارات والدراجات البخارية تدخلها، مما أدى إلى تكسير حجارتها، وهو ماجعل الآثار تقوم من جانبها ببناء سور جديد داخل منطقة الساحة للحفاظ عليها، والمسئولين بمحافظة الأقصر أكدوا أن الساحة ليست تابعة للمحافظة، وتقتصر علاقتها بتأجير البازارات والمطاعم فقط، نظرا لأنها قامت بتمويل التطوير، والذى تم بالمشاركة بين الآثار والمحافظة.

وتعتبر أرض الساحة ملك للآثار، وهناك مشروع كان من المفترض أن يتم تنفيذه من قبل الآثار لإعادة تنسيق الساحة وإنشاء بحيرة بردى بها، كما كان الأمرعليه منذ آلاف السنين، لكنه توقف، من غرائب ساحة معبد الكرنك وجود المصلى الأحمر بالكرنك أو المصلى الأحمر لحتشبسوت، وهو صالة صغيرة نسبيا، أنشأتها الملكة حتشبسوت في معبد الكرنك بالأقصر بغرض العبادة والإحتفاظ وصون المركب الإلهية للإله أمون، تلك المصلى جزء صغير من مجمع معابد الكرنك، تم بناء المصلى من أحجار الكوارزيت الأحمر والجرانيت الأسود التي تكون قاعدة المصلى.


  من داخل ساحة ومعبد الكرنك يوجد رسومات وطلاسم  الدبلوماسية والبروتوكول والمراسم أصلهم مصري قديم.

من جهة أخرى، تفقد الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ساحة معبد الكرنك ومعبد الكرنك، واستمع إلى شرح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، بشأن أعمال التطوير بالمعبد وتطوير وتجديد ساحة معبد الكرنك.

لفت إلى تطوير مركز زوار معابد الكرنك بشكل شامل، من حيث تجديد الدهانات والإضاءة وترميم ماكيت معابد الكرنك، وتطوير ساحة معابد الكرنك الخارجية، من حيث تجديد وإحلال الأرضيات، وتزويدها بالإضاءة المناسبة ودهان الأسوار وزراعة أشجار النخيل في بعض المواقع المختارة.

 

اقرأ أيضا: وزير السياحة والاثار الأردني يتسلم مفتاح «السياحة العربية» لعام 2022 

 

ووجّه رئيس الوزراء باستكمال أعمال تجديد البلاطات في الساحات المرتبطة بالمعبد، وكذا أعمال الزراعات والأشجار والنخيل وأحواض الزرع، كما وجّه باستكمال دهان جميع المباني المجاورة للمعبد، لتحقيق مظهر حضاري للمنطقة بأسرها استعدادا للحدث العالمى، وهو افتتاح طريق الكباش العالمى بمدينة الأقصر، والتى تحتوى على ثلث آثار العالم وأكبر بانوراما أثرية سياحية على مستوى العالم.

مصر لها السبق والأقدمية فى تنظيم المواكب والمراسم، ومنفردين فى تنظيمها بوعى وحنكة نابعة من إدراكهم بقيمتها فى التواصل مع الآخر وتصدير صورة تليق بالوطن، كان الكهنة يخرجون بساحة معبد الكرنك فى مشهد منظم الواحد تلو الآخر وفي صفوف متزنة وخطوات محسوبة، كما كانت تدوى الطبول المختلفة لخروج فرعون البلاد من قصره، ويذكر لنا التاريخ أسماء قادة المراسم الملكية مثل الشاب "حيرى" الذى كان يطمئن بنفسه على هيئة الجنود مع مصممة أزياء القصر الملكي "نبتى-كا"  مع تسريحة الشعر الذى كان الحلاق "إيدو" حلاق الجنود يتأكد من صحة وسلامة فروة الرأس وإحكام قصة الشعر للجميع.

 

ويحدثنا التاريخ عن أول زواج دبلوماسي فى التاريخ قرب بين شعبين هو زواج الملك "رمسيس الثاني" من إبنة ملك "الحيثيين" عام 1275 ق.م، فكان للزواج قائد تشريفة تعمد تدعيم أفراده بعوامل الإبهار التي تليق بعظمة مصر، ويحدثنا أيضا التاريخ عن روعة المراسم الملكية في عصر الملك "توت عنخ آمون" وكذا التشريفة المبهرة للأمير " خوى" حاكم بلاد كوش (بالنوبه)، فكان أجدادنا هم أول من برعوا في فنون المراسم والتشريفات قبل ما نراه الآن في فناء قصر باكنجهام في لندن والكرملين بموسكو وساحة الكونكورد بباريس، فكان لمصر السبق في إرسال القواعد البروتوكولية والمراسم التي احتذت شعوب الأرض فيها حذو مصر.


اقرأ أيضا: رئيس الاثار الاسلامية يتفقد المتحف الحربي