النفايات الإلكترونية| الأجهزة البالية كنز المعادن الحرة الضائع

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 

◄ أجهزة شبكات الاتصالات والسنترالات الأكثر احتوائا على معادن حرة نفيسة

تمثل المخلفات الإلكترونية خطر كبير على صحة الإنسان والبيئة عند التخلص منها بطريقة غير آمنة بعد انتهاء مدة صلاحيتها، مثل وضعها في صناديق القمامة، وماشابه كأجهزة الهواتف المحمولة، والتلفاز، والحاسب الآلي، والكاميرات، والأجهزة المنزلية.

ومع تزايد كمية النفايات والمخلفات الإلكترونية سنويًّا بنسبة تصل إلى 21% خلال خمس سنوات فقط، تُطلق الحكومة المصرية أول حملة لإعادة تدوير تلك المخلفات والإستفادة منها.


 وتحتوي المخلفات الإلكترونية على نسبة كبيرة جداً من المعادن النفسية والثقيلة والتي يمكن الإستفادة منها اقتصادياً، بالإضافة إلى تقليل عمليات التعدين.

وأشارت إحدى الدراسات المتخصصة في مجال البحوث حول تقنية المعلومات الإلكترونية إلى أنه من الممكن استخراج 17 طنًّا من النحاس، و 380 كيلو جرامًا من الفضة، و37 كيلو جرامًا من الذهب، و 16 كيلو جرامًا من البلاديوم، عبر عمليات إعادة تدوير مليون هاتف جوال فقط، ويمكن أن يحتوي طن واحد فقط من الهواتف أو أجهزة الكمبيوتر التي يتم التخلص منها على 280 جرام من الذهب.


 وقال المهندس أحمد حسن يوسف رئيس شركة تربيل لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية لـ«بوابة أخباراليوم» إن مصر بها عدد قليل من المصانع التي تعمل في مجال إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية، وذلك لعدم وجود توعية لدى المجتمع بأضرار تلك النفايات على صحة الإنسان وعلى البيئة أيضاً.

 

اقرأ أيضا: التدوير الإلكتروني للمخلفات.. سبيل «الحكومة» الآمن لتقليل المخاطر البيئة 

 

وأوضح حسن أن المصنع يعمل  بخطوط إنتاج ضخمة لجمع المخلفات الإلكترونية بجميع أشكالها وكل ماهو كهربائي لإعادة تدويره مرة أخرى، حيث يشترك المصنع في مزادات شركات الإتصالات، نظراً لأنها أكثر الجهات التي ينتج عنها مخلفات إلكترونية ضخمة.

 

وأضاف حسن أنه يستقبل 7 طن من النفايات الإلكترونية سنوياً، يعمل على فرزها أولاً إلى نفايات ذات قيمة ونفايات ذو فرز واحد كالمخلفات الإلكترونية التي تحتوي على بلاستيك وألومنيوم وحديد، يتم تفتيتها يدوياً ثم إرسالها إلى مصانع متخصصة في إعادة تدوير تلك المحتويات، بينما يتم فصل النفايات التى لها قيمة، وتحتوي على "بوردة" وهي الرقائق الإلكترونية لإستخراج المعادن النفسية منها كالفضة والنحاس والذهب والكوبالت واستخدامها في أمور أخرى أو بيعها إلى مصانع متخصصة لإعادة تدويرها والإستفادة منها.


 
بينما يقول إبراهيم سليمان صاحب إحدى المصانع المتخصصة في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية، إن الإلكترونيات التي انتهى عمرها الإفتراضي إما أن يتم تفكيكها يدويًا أو تمزيقها ميكانيكيًا أو مزيج من الإثنين معًا.

 

ويتم بيع البلاستيك والمعدن المنفصلين لإعادة التدوير، بينما يتم إرسال الزجاج إلى المصهر، حيث يتم استعادة الرصاص في عملية الصهر وفي بعض الحالات يتم حصاد الأجزاء القابلة لإعادة الإستخدام، مثل محركات الأقراص الثابتة واللوحات الأم لإعادة استخدامها أو إعادة بيعها.

 

وتابع إبراهيم: "يمكن استخراج 2 جرام من معدن الذهب من خلال النفايات الإلكترونية كـ "البوردة" الرقائق الإلكترونية والتي توجد في أجهزة الكمبيوتر والهواتف، موضحا أن أجهزة شبكات الاتصالات والسنترالات ووحدات الإرسال والإستقبال هي أكثر الأجهزة التي تحتوي على نسبة كبيرة جدا من المعادن الحرة النفسية.

 

وأشار إبراهيم إلى أن المصنع يعمل على تجميع النفايات الإلكترونية من مؤسسات الدولة وليس الأفراد وذلك لعدم وجود ثقافة التخلص الآمن للنفايات الإلكترونية لدى أفراد المجتمع.


وأوضح إبراهيم كيفية استخراج المعادن الحرة النفسية، كالذهب والبلاتنيوم والكوبلت من النفايات الإلكترونية، حيث يتم تجميع أكبر قدر من الرقائق الإلكترونية وإدخالها في مرحلة المفرمة حتى تصبح قطع صغيرة، ثم إدخالها على أجهزة متخصصة في فصل وعزل المعادن النفسية، ثم "تسييحها" في سبائك.
 

اقرأ أيضا: في اليوم العالمي للفقر.. تعرف على وجبات الدولار الواحد في مصر