صممه مهندس برج إيفل.. ما لا تعرفه عن كوبري نجع حمادي 

كوبري نجع حمادي 
كوبري نجع حمادي 

كانت الكباري والجسور، تقام من وصلة واحدة عبارة عن مراكب متراصة بعضها بجانب بعض مثل الكوبرى الذي كان يربط مصر القديمة بجزيرة الروضة، ثم أنشئ عام 1819 ميلادية كوبرى لعبور مواكب استقبال إبراهيم باشا، ثم دخل معدن الحديد في صناعة الكباري على النيل في النصف الثاني من القرن لتاسع عشر فأنشئ كوبرى قصر النيل الأول عام 1874 ميلادية وهو أول كوبري للعبور على النيل في مصر.

ومع بدء إنشاء خطوط السكك الحديدية في مصر عام 1854ميلادية، بدء التفكير في إنشاء الكباري التي يمكن بواسطتها عبور نهر النيل وفروعه بالقطارات دون إعاقة الملاحة النهرية، حيث بدء أول خط بين الإسكندرية وكفر الزيات عام 1854ميلادية ثم اكتمل إلى القاهرة عام 1856، ثم اكتمل إلى السويس عام 1858، ويعتبر كوبري بنها الذي تم بناءه عام 1856م هو أول كباري السكك الحديدية على النيل في مصر ثم تلاه كوبري كفر الزيات والذى أنشئ عام 1859.

اقرأ أيضا| حكاية 150 سنة من عمر كوبرى «قصر النيل»

أما كوبري أبوالعلا فقد أنشئ لعبور قطار الصعيد حيث امتدت عليه السكك الحديد من القاهرة إلى المنيا عام 1867، ثم إلى ملوى عام 187،  ثم إلى أسيوط عام 1874، ثم إلى جرجا عام 1892، ثم إلى نجع حمادى عام 1896، ثم إلى قنا عام 1897، ثم إلى أسوان عام 1898.

من جانبه، قال الدكتور محمود عبد الوهاب مدني، مدير عام الشؤون الأثرية بمنطقة آثار مصر العليا، في حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»: «لقد تحدث الدكتور جمال عبدالعاطي في رسالة الماجستير بعنوان «المنشآت المائية في مصر» عن كوبري نجع حمادي ومنه نستقي معظم مادتنا العلمية عن الكوبري، وكذلك من أحمد التهامي مقيم بقرية العركي وعضو نقابة بالسكة الحديد».

يقع هذا الكوبري عند الكيلو 554 كم من «القاهرة – أسوان» وأقيم هذا الكوبري على النيل سنة 1896 – 1897م/ 1314 – 1315هـ بمعرفة الشركة الفرنسية Maison Levallois perret  la وذلك لحمل خط مفرد سكة حديدية لسير قاطرات الدرجة الرابعة التي تزن 72 طنًا.

ويذكر أن تصميم هذا الكوبري من تصميم المهندس جوستال ايفل وهو المهندس الذي صمم برج إيفل وكوبري ابوالعلا في مصر وكثير من العلامات الشهيرة بالجمهورية. 

وتابع: يبلغ طول هذا الكوبري نحو 400م وهو من النوع المعدني المتحرك المكون من كمر الحديد الأفقي والرأسي ويأخذ مدخله الغربي الشكل المربع وسطحه أفقي على غرار كباري أبو العلا القديم بالزمالك وكوبري مدينة بنها القديم وكوبري سكة حديد كفر الزيات ويحمل جسم الكوبري الآن سبعة بغال من الخرسانة المسلحة والمكسية بالحجر.

أما تصميم الكوبري قديمًا فكان مكونًا من ست فتحات ثابتة وفتحة متحركة ذات ممرين ملاحيين عرض كل منهما 19.80م، 28.60م، وكان له ممران جانبيان لمرور المشاة والعربات والدواب وعرض كل ممر 2.60م وقد بلغت تكلفة إنشائه مليون ومائة ألف فرنك ذهبي. 

وكان لإقامة هذا الكوبري دوراً كبيراً في ربط السهل الفيضي الموجود بالضفة الغربية حيث تقع نجع حمادي بالسهل الفيضي الشرقي والذي تقع عليه مدن عديدة منها «دشنا ودندرة وقنا» مما أتاح نمو وسرعة التطور العمراني وازدياد كثافة النشاط التجاري والاقتصادي بين ضفتي النيل بأعالي الصعيد.

الكوبري كمنشأة مائية يتألف من عدة وحدات معمارية هامة ورئيسية منها الموقع والتصميم والأساسات والمداخل والهيكل العلوي بمحتوياته الإنشائية وهو في ذلك يتشابه إلى حد ما مع القنطرة خاصة وأنهما يعتبران نوعاً من أنواع السدود المفتوحة ويميل البعض نحو تقسيم الكوبري كمنشأة مائية إلى جزأين، جزء سفلي ويحتوي على الأساسات وجزء علوي ويحتوي على هيكل الكوبري العلوي بمحتوياته من مداخل وأرصفة ودرابزينات وصينية متحركة وغيرها، وهو في ذلك يشابه تكوين القناطر باستثناء بعض عناصر الاختلاف، فعلى سبيل المثال يوجد للقناطر عيون «فتحات معقودة» وهي غير موجودة بالكباري بل توجد فتحات أو مسافات متسعة بين البغال أو أكتاف الكوبري. 

كما يوجد بوابات لعيون وفتحات القناطر لحجز وفتح المياه وهو الأمر الذي لا يوجد بفتحات الكباري، كما توجد الصينية المتحركة لغلق وفتح الكوبري والمسماة بالصينية المركزية وتوجد غالباً في منتصف الكوبري وأحياناً في أحد جانبي الكوبري، ولا يوجد ذلك في القناطر، وربما تكون الوحدة المعمارية والإنشائية المقابلة للصينية المركزية بالكباري هما وحدة الهويس الذي يسمح بمرور وحدات الملاحة النهرية، وتوجد كراسي الارتكاز في غالبية الكباري ولا توجد إطلاقا في القناطر. 

واستطرد قائلا: «على أية حال فإن أهم الوحدات الإنشائية والمعمارية للكباري هي : وحدة الأساسات ووحدة الهيكل العلوي بمحتوياته ووحدة الصينية المركزية «الدائرية» ووحدة المداخل».

تجدر الإشارة هنا إلى أهمية الموقع والتصميم بالنسبة للكوبري المقام على مجرى مائي حيث تقترب وتتشابه طبيعة الموقع والعوامل المؤثرة في البناء مع نفس الظروف والعوامل المحيطة ببناء القناطر وثمة عامل جديد هنا يؤثر في اختيار موقع بناء الكوبري وهو عامل الكثافة المرورية المرتبط بعامل الكثافة السكانية في الموقع المراد إقامة الكوبري عليه كأن يكون كوبري يصل ما بين مدينتين كبيرتين على ضفتي النيل أو يصل ما بين محافظتين يفصلهما مجرى مائي، وعلى أية حال فكما كان نهر النيل وفرعيه يحفلان بسلسلة منتظمة من القناطر فهو يحفل أيضاً بعدد كبير من الكباري التي تعد معابر ومواقع اتصالات بين شتى أقاليم القطر المصري. 

وروى أحمد التهامى عضو بنقابة السكك الحديدية أنه في عام 1994م رأت الحكومة المصرية تغيير الأجزاء المعدنية للكوبرى وعمل أجزاء معدنية بدلا منها ترتكز على الأكتاف والبغال لتحمل قطارات الدرجة الأولى الأثقل وزنا على خط مفرد ، وفى عام 1985م رأت الحكومة المصرية بناء الكوبري الجديد «الحديث» بحارتين لازدواج الخط بحيث يسمح بمرور القطارات والسيارات وتم ذلك سنة 1408هـ /1987م وهو يقع بحري الكوبري القديم السابق بستين متر، وهو من النوع المعدني المتحرك ويبلغ امتداده حوالي 377.70 م بينما يبلغ عرضه 9.750م وتبلغ عدد فتحاته ستة فتحات وليس به فتحات متحركة حيث أنه بني مرتفعا ويسمح للسفن والبواخر بالمرور من أسفله.